توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حمّى الأسعار

  مصر اليوم -

حمّى الأسعار

كريمة كمال
بقلم - كريمة كمال

من المؤكد أنه لا يوجد موضوع مثار الآن سوى موضوع غلاء الأسعار.. ففجأة ارتفعت أسعار كل السلع... تذهب لشراء أى سلعة تجدها قد ارتفع سعرها بشكل مبالغ، وكانت البداية برغيف العيش الذى يُطلق عليه السياحى، حيث ارتفع سعره فى بعض المناطق من خمسين قرشًا إلى خمسة وسبعين قرشًا، بل إنه فى بعض المناطق الأخرى ارتفع إلى جنيه بل جنيه ونصف الجنيه.. ولا تعرف من الذى يضع السعر ومن الذى يقرره وعلى شاشات التليفزيون وجد الناس المذيعين يتهمون أصحاب المخابز، فهل قرر أصحاب المخابز فجأة رفع الأسعار؟.. قال أصحاب المخابز إن سعر كل شىء ارتفع، من سعر الدقيق إلى سعر كل المستلزمات الأخرى، فاضطروا لرفع أسعار الخبز.. إذا كان هذا ما حدث للخبز فلماذا ارتفعت أسعار كل السلع الأخرى؟ كانت أصابع الاتهام فى كل البرامج تشير إلى جشع التجار وأن التجار هم من رفعوا الأسعار دون سبب.. فهل قرر التجار فجأة رفع الأسعار؟ هل اتفقوا على ذلك ونفذوه معًا فى وقت واحد ودون سبب؟ إذا ما كان هذا صحيحًا فلماذا ارتفع سعر زجاجة المياه المعدنية أيضًا، وهى ليست فى أيدى التجار بل هى شركة كبرى، فلماذا ارتفع سعرها أيضًا؟
من يدعِ أن السبب هو الحرب ما بين روسيا وأوكرانيا يكذب كذبًا مفضوحًا، فتداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية لم تصل إلينا بعد وسوف تصل بعد فترة بعد أن ينقطع توريد القمح من كلتا الدولتين ونضطر إلى استيراد القمح من دول أخرى بأسعار مرتفعة عما كنا نحصل عليه من الدولتين، أيضًا بعد أن يتأثر توريد الطاقة لنا بسبب الحرب، وهو ما لم يحدث بعد، لذا فكما يسخر الناس على مواقع التواصل من هذا الادعاء بالقول إن المدفعية الروسية قد ضربت مزارع الفراخ لدينا فارتفع سعر الفراخ.. هذا الادعاء بأن الحرب هى السبب ادعاء مفضوح ولا يمكن قبوله الآن، ولم تصلنا بعد تداعيات الحرب، فماذا بعد أن تصلنا هذه التداعيات ماذا سنقول وقتها؟

أشعر بأن كل الخطابات الموجهة لنا لتفسير هذا الارتفاع المفاجئ للأسعار هى خطابات كاذبة، سواء كانت عن جشع التجار أو عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فلماذا لا تقولوا لنا الأسباب الحقيقية؟ من المؤكد أن هذه الرفعة فى الأسعار وراءها أسباب ما، وأسوأ ما يجب أن يخشاه الناس أن هذه الأسعار لن تتوقف عن الارتفاع بل سترتفع مرة أخرى مع وصول تداعيات الحرب إلينا بالفعل فما الذى ينتظرنا؟ من المهم أن يطلع الناس على الحقائق حول ما يجرى وأن يعرفوا أسباب ارتفاع الأسعار الآن دون إلقاء اللوم على التجار والحرب لأنه خطاب غير مصدق وغير مقبول.

اطلاع الناس على الحقائق هو أفضل وسيلة لمواجهة أى أزمة اقتصادية، كما يجب أيضًا فى هذه الأزمة أن تتم مراقبة السوق بشكل جدى حتى لا نلقى التبعة على التجار، بل أن نحاسبهم بحق عما يقرونه من أسعار، وهنا يجب على الدولة أيضًا أن تتدخل عبر منافذها لتوفير السلع بأسعار أقل، خاصة أن هناك أسرًا كثيرة لا تستطيع أن تتحمل هذا الارتفاع فى الأسعار فماذا بعد أن يأتى رمضان وترتفع الأسعار مرة أخرى، وماذا بعد أن تصلنا تداعيات الحرب فترتفع الأسعار مرة ثالثة؟ يجب ألا نترك الناس «عُزّل» فى مواجهة كل هذا، فالناس يصرخون من الآن فماذا بعد أن يحدث الارتفاع أكثر من مرة؟ ليس المهم أن نروج لأسباب غير حقيقية لارتفاع الأسعار بل أن نواجه هذا الارتفاع وأن نعين الناس عليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حمّى الأسعار حمّى الأسعار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon