توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوزير والأمهات

  مصر اليوم -

الوزير والأمهات

بقلم : كريمة كمال

اندلعت المعركة ما بين وزير التربية والتعليم والأمهات.. كانت البداية عندما قال وزير التربية والتعليم طارق شوقى فى مؤتمر الأسبوع الأول للتنمية المستدامة الذى نظمته الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى إن «أمهات مصر اللى عايشين أربعة وعشرين ساعة على فيسبوك مش فاضيين لتربية ولادهم» ثم فى حوار تليفزيونى معه هاجم جروبات الأمهات قائلا إن هذه المجموعات التى تعتبر نفسها شخصيات اعتبارية على الإنترنت ليس لها مشروعية التحدث باسم أولياء الأمور مشبها هذه الجروبات بالألتراس مؤكدا أنها تشكل خطرا شديدا على الدولة بأكملها.. وردا على كلام الوزير انتشرت البوستات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى مستنكرة هجوم الوزير مع طرح السؤال: لماذا يهاجم الوزير «جروبات الأمهات»؟

من المؤكد أن الوزير يشعر بالضيق من هذه الجروبات ويجد أنها تتدخل فيما لا تفهم فيه كما عبر شخصيا لكن الوزير الذى ضاق بهذه الجروبات لم يسأل نفسه: لماذا تكونت هذه الجروبات من الأصل؟ والإجابة نجدها فى أحد التعليقات على فيس بوك، حيث قالت إحداهن «اضطررنا للجوء للفيس بوك لأنه الوسيلة الوحيدة لتوصيل أصواتنا للمسؤولين حول مشاكل التعليم والمناهج» هذه الكلمات تفضح الواقع الذى يؤكد أن الممثل الشرعى والمعبر عن أولياء الأمور وهو مجالس الآباء لم يعد له وجود فعلى قوى؛ من هنا فإن الأمهات لجأن إلى تشكيل كيان معبر عنهن وهو هذه الجروبات لتتحدث باسمهن وتعكس شكواهن، أى أن هذه الجروبات قد تم تشكيلها بناء على الحاجة إليها وهو إحساس مجموعة معينة بأنها فى حاجة للتجمع والتحدث بشكل جماعى من واقع المعاناة من مشاكل بعينها فى نظام التعليم من خلال متابعتهن أولادهن..


هذه التشكيلات تمت بناء على الحاجة إليها وليس على سبيل التسلية كما يردد السيد الوزير. إحساس الأمهات بأن هناك مشاكل هن فى حاجة إلى مناقشتها ورفعها للمسؤولين هى التى دفعتهن لتكوين هذه الكيانات.. الحاجة إلى التنظيم تنشأ من واقع معين يدفع الى السعى لتشكيل هذا التنظيم ومجرد التفكير فى تشكيل تنظيم معين ليلعب دورا فى التحدث باسمهن وتصدير المشاكل ورفعها للمسؤولين، ويجب بأى حال من الأحوال ألا يتم مطاردته بمثل هذا الشكل ومهاجمته، فالحاجة إلى التنظيم هى حاجة طبيعية بل مطلوبة.

إذا ما كانت الحاجة إلى التنظيم هى حاجة طبيعية فإن علينا أن نقف أمام هجوم وزير التربية والتعليم على هذه الجروبات لنتساءل: هل أصبحت الدولة ضد أى شكل من أشكال التنظيم؟ وهل أصبحت تتوجس من أى من التنظيمات حتى لو كانت تنظيمات للأمهات؟ إن هذه التنظيمات تتشكل تلقائيا فى العالم كله، وليس حقيقيا ما قاله الوزير من أن هذه الجروبات لا يوجد مثيل لها فى العالم كله، فالمجتمعات تشكل الكيانات المعبرة عنها بشكل مستمر ودائم، وشرعيتها تستمدها من وجودها أصلا ومن الحاجة إليها، وهى تعكس بشكل ما حاجة المجتمع إلى المجتمع المدنى الذى يمثله ويتحدث باسمه.

من هنا فإن ضيق الوزير بهذه الجروبات لا يعكس سوى ضيقه من أن يكون هناك من يناقشه أو حتى يسائله، ورفضه أن يكون هناك من يعبر بحق عن أولياء الأمور فى مواجهته ومواجهة قراراته.. هذا الضيق يعكس تعنت الوزير تجاه طرف أساسى فى العملية التعليمية وهم أولياء الأمور الذين من المؤكد أنهم يدركون المشاكل والأخطاء ويريدون التعبير عن رأيهم فيها لعل وعسى.. أما كلام الوزير عن أن هذه الجروبات تشكل خطرا على الدولة بأكملها فهو تضخيم لا يستدعى سوى السخرية.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوزير والأمهات الوزير والأمهات



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon