توقيت القاهرة المحلي 13:49:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مطلوب عودتها إلى الحياة

  مصر اليوم -

مطلوب عودتها إلى الحياة

بقلم - كريمة كمال

هل من باب الصدفة أن يثير مسلسل «فاتن أمل حربى» كل هذه الضجة؟.. هل من باب الصدفة أن يهاجم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر المسلسل وأن يتقدم محام ببلاغ للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا ضد المسلسل، موجهًا له تهمة ازدراء الأديان، وأن المسلسل يدعو «إلى تضليل الشريعة والتعدى على الثوابت الدينية ونشر السلوكيات السلبية، والتى من شأنها أن تؤثر فى المجتمع وترسخ القيم السلبية والتى تهدد استقراره»؟.

كل هذه الضجة وكل هذا الانقسام ما بين من يهاجم المسلسل ومن يدافع عنه يكشفان الصراع الموجود داخل المجتمع حول حقوق المرأة ووضعها فى هذا المجتمع.

من يستندون إلى الدين فى كل ما يمنحونه من حقوق للرجل دون المرأة، ومن يرون المرأة تابعة للرجل، بل خادمة له، ومن يرون أن من حق الرجل أن يفعل بالمرأة كل ما يريد، حتى إن وصل الأمر إلى الضرب بدعوى تأديب المرأة، هؤلاء لا يطيقون مناقشة حقوق المرأة فيما يخص علاقتها بزوجها وحقها فيما يخص أبناءها، بل وحقها فى أن تتخلص من زواج فاشل.

وهنا أتذكر جيدًا ما جرى عندما تمت مناقشة مادة منح المرأة حق الخلع فى البرلمان المصرى، وقتها ثارت ثائرة العديد من النواب، رافضين إقرار المادة رغم استنادها إلى الدين، ولم يمنع هذا الاستناد رفضها من هؤلاء النواب، حيث شعروا بأن المادة تعطى حقًا للمرأة فى الخلاص من الزواج، وهو حق كان مقصورًا على الرجل وحده.. أى أن السائد لدى كثيرين فى المجتمع هو حقوق الرجل وحده، وأن المرأة لا حقوق لها، ولذلك يتم رفض مناقشة أى حقوق للمرأة، ومن هنا جاءت كل هذه الضجة ضد مسلسل «فاتن أمل حربى».

المشكلة الحقيقية هنا هى من يتحدث باسم «فاتن»؟ إذا ما كان محامون يرفعون دعوى عليه، والأزهر ينشر بيانًا يدينه ويرفضه، فمن يتحدث باسم حقوق المرأة هنا؟ كان من الطبيعى أن نجد ندوات ومؤتمرات تُعقد من مؤسسات مناصرة حقوق المرأة بدلًا من أن نجد أن الصراع يدور فقط على السوشيال ميديا بدلًا من أن يدور فى الواقع.. لكن للأسف تغيب تمامًا هذه المؤسسات عن الصراع الدائر الآن، لأنها غير موجودة بالفعل فى الواقع ولا تمارس نشاطها كما كانت فى الماضى، لذلك فنحن نطالب بعودة هذه المؤسسات مرة أخرى للعمل وممارسة نشاطها، فهى الممثل الوحيد للمرأة فى مجتمعنا، وهى التى لديها الكثير والكثير من الحالات الموجودة بالفعل فى المجتمع للنساء المعنفات والتائهات فى المحاكم وراء حقوقهن كالنفقة وغيرها، وهذه المؤسسات والجمعيات لديها العديد والعديد من الدراسات حول وضع المرأة فى المجتمع، وما هو مطلوب فعلًا لإعادة النظر فى قانون الأحوال الشخصية.

عدم وجود مثل هذه الجمعيات والمنظمات بشكل فعال فى المجتمع يجعل هذا المجتمع مجتمعًا أعرج غير قادر على أن يسير على قدميه بشكل صحيح، ذلك لأن المجتمع المدنى يشكل قدمًا أساسية فى جسد المجتمع لا يمكن الاستغناء عنها ولا عن دورها.. الجهات التى لا تناصر المرأة كثيرة، وهى أسيرة للكثير والكثير مما استتب فى المجتمع ورسخ، ولذلك فهى ترفض أى تغيير فى علاقة الرجل والمرأة بالأساس، ناهيك عن علاقة الزوجين وحقوق كل منهما، خاصة أن هذه الجهات هى بالأساس جهات تقتصر على الرجال فقط، وهى لذلك بعيدة تمامًا عن تبنى حقوق المرأة، ولذلك نكون نحن فى أمس الحاجة للمنظمات والجمعيات الأهلية لتكون حاضرة فى هذا الصراع الدائر حول حقوق المرأة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطلوب عودتها إلى الحياة مطلوب عودتها إلى الحياة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon