توقيت القاهرة المحلي 22:56:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلسفة جديدة

  مصر اليوم -

فلسفة جديدة

بقلم : كريمة كمال

عندما نظر قانون الجمعيات الأهلية بالبرلمان كتب الكثيرون، ومنهم كاتبة هذه السطور وعلق الكثيرون فى البرامج والحوارات على العيوب الخطيرة التى يتضمنها القانون، ونادوا بألا تتم الموافقة عليه وإقراره محذرين من القانون وتداعياته، لكن للأسف لم يسمع لهم أحد، وتمت الموافقة على القانون، وتم إقراره وكانت تداعيات القانون واضحة وضوح الشمس فقد توقف المجتمع المدنى تماما، وماتت حركته والآن وبناء على مبادرة من رئيس الجمهورية يتم النظر فى القانون مرة أخرى من أجل تعديله وتجرى العديد من جلسات الحوار المجتمعى من أجل النظر فى المقترحات المقدمة من المجتمع المدنى لتعديل القانون، والواقع أن هذه الحوارات المجتمعية التى تمت عرضت لطريقة تأسيس الجمعيات، وألا يكون هناك مجال لعقوبات سالبة للحريات فى القانون.. لكن أهم ما جاء فيها فى نظرى هو أن القانون الجديد المنظم للجمعيات الأهلية يجب أن يعبر عن فلسفة جديدة تعتمد على تشجيع العمل الأهلى.

من المؤكد أن هذه الحوارات لن تكون لها الكلمة الأخيرة فى تعديل القانون كما لن تكون الكلمة الأخيرة لوزارة التضامن التى ترعى هذه الحوارات، بل ستكون الكلمة الأخيرة للحكومة والبرلمان والرئاسة، من هنا فالتأكيد على أهمية اعتماد فلسفة جديدة تقوم على تشجيع العمل الأهلى لها كل الأهمية، فالفلسفة القائمة وراء أى قانون هى التى تعكس كل بنوده. من هنا فلو نظرنا للقانون المراد تعديله لوجدنا أن الفلسفة التى تحكمت به هى العداء التام للجمعيات الأهلية والمجتمع المدنى. كل ما جاء فى هذا القانون من مواد بنيت فى الأساس على الشك فى الجمعيات الأهلية والتشكيك فيها، وبالتالى فقد جاء القانون مقيدا لعمل الجمعيات إلى الحد الذى قضى تماما على القدرة على العمل.. الفلسفة من وراء هذا القانون كانت تخوين المجتمع المدنى، وبالتالى الحد من حريته فى الحركة والعمل، وقد كان هذا واضحا وضوح الشمس فى كل بنود القانون وبالتالى فى تداعياته بعد تطبيقه.. من هنا تأتى أهمية الفلسفة التى يستند إليها أى قانون ففى ضوء هذه الفلسفة يتم وضع بنوده.

هل يمكن اعتماد فلسفة جديدة تقوم على تشجيع العمل الأهلى بديلا للشك فيه والتشكيك فى أهدافه وتخوينه؟ قد تكون هذه الفلسفة الجديدة مطروحة الآن فى الحوارات المجتمعية لأن من يطرحها بالأساس هم أعضاء المجتمع المدنى المقدرون لدوره الهام فى أى مجتمع، وبالتالى فإن طرح هذه الفلسفة ضرورى فى إعادة النظر فى القانون المعمول به الذى استند إلى فلسفة مغايرة تماما، لكن كيف سيكون الحال عندما تطرح التعديلات الجديدة على البرلمان والحكومة، وهل ستصمد الفلسفة الجديدة القائمة على تشجيع العمل الأهلى أمام الفلسفة القديمة القائمة على الشك والتشكيك والتخوين؟ أعتقد أن هذا هو الصراع الذى سيدور ما بين فلسفتين مختلفتين، وهذا الصراع ونتيجته هو الذى سيحسم كيف سيتبلور القانون الجديد. هل سيأتى متضمنا لمواد تعالج كل ما جاء فى القانون القديم من قصور؟ أم أن التعديلات لن تخرج عن بضع مواد لا تؤثر أصلا فى صلب القانون ولا تعالج عيوبه القائمة أصلا على فلسفته المعادية للمجتمع المدنى. هذا العداء المستحكم هو ما أنتج القانون القائم المراد تعديله فهل سينتهى هذا العداء؟ هل سيتخلى البرلمان وتتخلى الحكومة عن موقفها الذى تمترست عنده عند وضع القانون بحيث يتم وضع قانون جديد خال من تأثير هذا العداء.. هل تستطيع الحكومة ويستطيع البرلمان أن يتبنيا فلسفة جديدة مغايرة عند النظر للتعديلات؟ إذا لم يحدث هذا فلن تجدى أى تعديلات لأنها ستكون تعديلات شكلية فقط.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسفة جديدة فلسفة جديدة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon