توقيت القاهرة المحلي 05:05:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نصائح للفاشلين

  مصر اليوم -

نصائح للفاشلين

بقلم - سحر الجعارة

عندما تتعرّض كاتبة -مثلى- للتنمر والتمييز على أساس النوع، لأنها أثرت فى المجتمع المصرى، ولا تستطيع الدفاع عن وجودها ممثلاً فى مهنتها وأدائها العام.. عليها أن تترك قلمها فوراً أو تعلن صرختها، رافضة «التحريض على كراهية النساء» والحط من شأنهن وتحقير «أدوارهن الاجتماعية».

ولأننى لست من أنصار «الإرهاب بحق التقاضى»، ولأننى أيضاً عملت مع فريق العمل فى «جريدة الوطن» منذ تأسيسها، وأعرف أنها أول جريدة «سياسية - ليبرالية» تؤسس موقعاً خاصاً لمناصرة النساء، ولأن كل من ينتمى إليها من رئيس التحرير إلى أصغر صحفى يقدّسون نساء مصر وأدوارهن.. آثرت أن أرد على الزميل «أحمد إبراهيم» بشكل متحضّر «ربما لم يحدث معه من قبل».

كتب الزميل تحت عنوان «نصائح المطلقات» تعليقاً على قرار السيد الرئيس «عبدالفتاح السيسى» بتشكيل لجنة من القضاة لوضع قانون جديد للأحوال الشخصية: (حسناً قرر الرئيس ذلك حتى لا يترك الساحة لبعض السيدات اللاتى فشلن فى الحفاظ على بيوتهن، ومع ذلك ينصحن بضرورة الاستقرار الأسرى، ويطالبن بحقوق المرأة، فمعظم من يُصدعن رؤوسنا ليلاً ونهاراً فى وسائل الإعلام ويتاجرن بحقوق المرأة إما مطلقات أو لم يتزوجن أصلاً)!!

أولاً: نسبة الطلاق فى مصر، بحسب الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، بلغت 245 ألف حالة خلال 2021، «وفقاً لبيانات 2020 تحدث حالة طلاق كل دقيقتين، وأكثر من 18 ألف حالة فى الشهر».. تخيل أن مئات الآلاف يحق لهن ملاحقتك بتهم التنمر والتحرّش اللفظى ووصمهن بعار «الطلاق والعنوسة»، الذى يتحمّل مسئوليته الرجل الذى احترف «التعدّد والطلاق الشفهى»!

ولأن «الدفاع عن حقوق المرأة» حق أصيل لكل إنسان فى موقعه، لك أن تتصور من التى من حقها أن تنوب عن نساء مصر «المطلقات والعوانس» فى ملاحقتك قضائياً؟.. تخيل يا أستاذ «أحمد» من التى يجوز لها (بل يجب عليها) أن تقتص لكرامة النساء وسمعتهن التى دمرتها فى مقال مدجّج بالأفكار الرجعية؟.. هى الدكتورة «مايا مرسى»، رئيس المجلس القومى للمرأة، (رئيس المجلس هو الذى يمثله أمام القضاء وفى صلاته بالغير، وتكون له سلطات الوزير وصلاحياته المقرّرة فى القوانين واللوائح.. مادة 5 من قرار إنشاء المجلس).. وهى السيدة التى تطالبها «بالصمت»، خوفاً من قلمك البتار الكفيل بإهدار كل مكتسبات المرأة!

(كل سيدة فشلت فى الحفاظ على بيتها أتمنى منها عدم الكلام عن حقوق المرأة، حتى لا تتسبّب فى خراب البيوت، كما أتمنى للهيئات والمجالس المعنية بشئون المرأة والأسرة أن يتولى إدارتها السيدات الناجحات فى بيوتهن، واللاتى حافظن على أسرهن).. بهذه الجمل التى كتبها «إبراهيم» بحبر «سلفى - رجعى» بامتياز قرر إعدام كل امرأة مطلقة أو أرملة، وبالتالى على السيد رئيس الحكومة مراجعة خانة «الحالة الاجتماعية» لكل وزيرة أو سفيرة أو رئيسة مجلس من المجالس، فإن وجدها «بدون ذكر» أعدمها سياسياً وأجلسها فى منزلها «تربى الفراخ»، لأنها «فاشلة وخرابة بيوت».. وهذه قضية أخرى تُسمى فى القانون «سب وقذف».

من أين خرج علينا الزميل بكل هذا العداء ومناهضة النساء؟ ألم يتعلم على يد مدرسة (مشكوك فى كفاءتها لأنها مطلقة)؟.. ألم يقف وهو يتصبّب عرقاً أمام أستاذة فى الجامعة؟.. ألا يتعامل مع قيادات نسائية «من خرابات البيوت» فى وظيفته الحالية؟.. يجيب علينا «أحمد إبراهيم».. بالنموذج المثالى فى نظره: هن نساء بسيطات لم يتعلمن، ترملن، ولكنه يحترمهن ويكتب عنهن.. لماذا؟ (لأن إحداهن لم تطالب بحق السعى أو الرضاعة أو المساوة فى الميراث أو اقتسام أموال زوجها).. كيف نُترجم كلماته تلك: إنها دعوة لعدم تعليم البنات، ورفض لتولى المرأة مراكز صنع القرار (بالمخالفة للدستور والمواثيق الدولية التى وقعت عليها مصر)، وعليها أن تبقى خانعة راضية بالاستيلاء على ميراثها وعدم مطالبتها بحقوقها الشرعية «الكد والسعاية»، وهذا ما يسمونه «دس السم فى العسل»!

الزميل فخور جداً بمن تعمل بالصيد أو تحمل صندوق ورنيش لأنها لا تحطم غرور الرجل ولا تهدّد عرش الطاووس.. لكنه مغلول ومقهور من (سيدات مجالس جمعيات المرأة)، وحتى يحفظ كبرياءه يتهمهن بالسكن فى القصور والشقق الفخيمة، والجلوس فى المكاتب المكيفة، والتحرك بالسيارات الفارهة، (شىء مخجل ومهين ومحرج هاهاها)، هذا يسمونه «حقد طبقى»: هل كثير على المرأة أن تسكن بيتاً محترماً «من شقاها»، فكما وصفتهن «مطلقات» أو من ميراثها أو من عملها «سفيرة لمصر لدى الأمم المتحدة»؟!

لماذا نهدم كل رمز جميل فى بلادنا، وأنت تعلم أن حضارة المجتمعات تُقاس بمكانة المرأة فيها.. لماذا تهيل التراب على كل إنجازات نظام 30 يونيو لتحقيق المساواة «مادة 11 من دستور البلاد»؟.. أعتى عتاة السلفية والتطرف لم يكن ليكتب هذا!

أستاذ «أحمد إبراهيم»: من أنت؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصائح للفاشلين نصائح للفاشلين



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon