توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«السلفية» أسلوب حياة

  مصر اليوم -

«السلفية» أسلوب حياة

بقلم : سحر الجعارة

هل كانت «جماعة الإخوان» الإرهابية أخطر على مصر من التيار السلفى بكل أجنحته (أحزاب دينية بالمخالفة للدستور، ومنابر إعلامية، ولجان وأبواق إلكترونية على الإنترنت، وكتائب حسبة تطارد المفكرين والمجددين، واختراق ممنهج لمختلف مؤسسات الدولة، وسيطرة على المساجد فى الصعيد والقرى النائية)؟!

الحقيقة تؤكد أنهم أخطر على «الدولة المدنية» من كل المؤامرات الخارجية والإخوانية، وأن الشعب، الذى ثار على «الفاشية الدينية» فى 30 يونيو، يدخل تدريجياً فى حالة «غيبوبة سلفية»، ويحتضن «السلفى» وكأنه منزَّل من السماء على رأسه «هالة من النور».. فى اللحظة التى يدافع فيها «السلفى» باستماتة عن النقاب، أو يطالب بزواج القاصرات، أو يحلل ختان الإناث، أو يرتدى قناع «التقية السياسية» ليحرم «الخروج على الحاكم»، رغم أن التيارات السلفية كانت أول من احتل الشوارع فى 25 يناير تحت بند «اللجان الشعبية»، وأول من أسسوا الاعتصامات المسلحة فى «رابعة والنهضة»!.

دعك من مشهد وجود أحدهم أثناء إلقاء بيان القوات المسلحة فى 3 يوليو 2013، فهم يأخذون الديمقراطية جسراً فقط ليعبروا إلى «مجلس النواب» ويتغلغلوا فى العمود الفقرى للدولة.. لأنهم يعتبرون الديمقراطية كفراً «والعياذ بالله».. ولا يفهمون أن العلمانية تعنى فصل «الدين عن الدولة»، لأن «الفصل» فى نظرهم باب جهنم الذى يغلق أبواب جنتهم الموعودة على الأرض وهى «دولة الخلافة الإسلامية».. سمِّها «داعش»، أو «حزب سلفى» أو «داعية متطرف».. كلها أشكال مختلفة للتعبير عن وجودهم على الأرض وفرض مظاهر دولتهم المزعومة بالجلباب القصير والنقاب والكتب الصفراء التى تنشر ثقافة النكاح وعذاب القبر وتفخيذ الطفلة ونكاح البهيمة والزوجة المتوفاة، وتعد الإرهابيين بحور العين فى الجنة لتفجير الكنائس واستحلال أعراض وممتلكات المسيحيين!

عُد إلى الوراء بالذاكرة، إلى مايو 2012 وأزمة اختطاف الجنود السبعة فى سيناء، والمفاوضات التى أدارتها الأجهزة السيادية مع المعزول «محمد مرسى»، الذى طالب بضرورة «الحفاظ على سلامة الخاطفين والمخطوفين».. ليلخص علاقة «التوأمة» بين الإخوان والسلفيين، وهو ما يحرك التنظيمات الإرهابية فى «سيناء»!

وقد أكد «أسعد البيك»، زعيم تنظيم «أهل السنة والجماعة»، أن أحد أفراد التنظيم هو من قام بالوساطة والمفاوضات بين الدولة والخاطفين.. فهل ما زالت أجهزة الدولة تتعاون مع السلفيين فى حربها على الإرهاب.. رغم أنهم أحد صنّاعه وأهم أذرعته؟!

هل تتحرج الدولة من ضرب فصيل «الإسلام السياسى»، لأن خصمها الأساسى إسلامى: «الإخوان»، ولا داعى لاستعداء أتباعهم بعد أن ورث حزب «النور» السلفى القاعدة الجماهيرية للإخوان؟

لقد كتبت من قبل -هنا فى «الوطن»- حين شنّ الدكتور «رجب عبدالستار»، القيادى بحزب «النور» السلفى، هجوماً على مشايخ السلفية، وعلى رأسهم الحوينى ويعقوب قائلاً: «ليس لديهم تصور واقعى لتطبيق الشريعة وإصلاح الواقع المجتمعى، إنهم منعزلون تماماً عن ساحة التغيير، ويرون تطبيق الشريعة بمجرد المطالبة فقط، دون مشاركة فعلية على أرض الواقع، من خلال إنشاء أحزاب أو تواصل مع صنّاع القرار». وقلت إن الهدف واضح، والآليات محددة، إنه تطبيق الشريعة، أى فرض الدولة الدينية والتغيير من خلال الأحزاب والتواصل مع صنّاع القرار!.

وساعتها لن يصبح قاموسهم وأدبياتهم مجرد «هرتلة»، بل سيتحول الجهاد وفرض الجزية على «أهل الذمة» والتداوى بالأعشاب وغيرها من تخاريف السلفيين «أسلوب حياة».. سيختفى التنوير أمام قانون «ازدراء الأديان»، ويتراجع العلم أمام «كتب التراث» المحنطة، وينتشر الإرهاب، ويعم الظلام، ويتم تكريس «الكهنوت الدينى». وإذا عجز الشعب، بدستوره ودولته، عن التصدى لهم، ساعتها قد يسقط الدستور والقانون معاً، ليتصدر المشهد «الملالى الجدد».. وتتحقق الكارثة!.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السلفية» أسلوب حياة «السلفية» أسلوب حياة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon