توقيت القاهرة المحلي 04:39:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«السلفية» أسلوب حياة

  مصر اليوم -

«السلفية» أسلوب حياة

بقلم : سحر الجعارة

هل كانت «جماعة الإخوان» الإرهابية أخطر على مصر من التيار السلفى بكل أجنحته (أحزاب دينية بالمخالفة للدستور، ومنابر إعلامية، ولجان وأبواق إلكترونية على الإنترنت، وكتائب حسبة تطارد المفكرين والمجددين، واختراق ممنهج لمختلف مؤسسات الدولة، وسيطرة على المساجد فى الصعيد والقرى النائية)؟!

الحقيقة تؤكد أنهم أخطر على «الدولة المدنية» من كل المؤامرات الخارجية والإخوانية، وأن الشعب، الذى ثار على «الفاشية الدينية» فى 30 يونيو، يدخل تدريجياً فى حالة «غيبوبة سلفية»، ويحتضن «السلفى» وكأنه منزَّل من السماء على رأسه «هالة من النور».. فى اللحظة التى يدافع فيها «السلفى» باستماتة عن النقاب، أو يطالب بزواج القاصرات، أو يحلل ختان الإناث، أو يرتدى قناع «التقية السياسية» ليحرم «الخروج على الحاكم»، رغم أن التيارات السلفية كانت أول من احتل الشوارع فى 25 يناير تحت بند «اللجان الشعبية»، وأول من أسسوا الاعتصامات المسلحة فى «رابعة والنهضة»!.

دعك من مشهد وجود أحدهم أثناء إلقاء بيان القوات المسلحة فى 3 يوليو 2013، فهم يأخذون الديمقراطية جسراً فقط ليعبروا إلى «مجلس النواب» ويتغلغلوا فى العمود الفقرى للدولة.. لأنهم يعتبرون الديمقراطية كفراً «والعياذ بالله».. ولا يفهمون أن العلمانية تعنى فصل «الدين عن الدولة»، لأن «الفصل» فى نظرهم باب جهنم الذى يغلق أبواب جنتهم الموعودة على الأرض وهى «دولة الخلافة الإسلامية».. سمِّها «داعش»، أو «حزب سلفى» أو «داعية متطرف».. كلها أشكال مختلفة للتعبير عن وجودهم على الأرض وفرض مظاهر دولتهم المزعومة بالجلباب القصير والنقاب والكتب الصفراء التى تنشر ثقافة النكاح وعذاب القبر وتفخيذ الطفلة ونكاح البهيمة والزوجة المتوفاة، وتعد الإرهابيين بحور العين فى الجنة لتفجير الكنائس واستحلال أعراض وممتلكات المسيحيين!

عُد إلى الوراء بالذاكرة، إلى مايو 2012 وأزمة اختطاف الجنود السبعة فى سيناء، والمفاوضات التى أدارتها الأجهزة السيادية مع المعزول «محمد مرسى»، الذى طالب بضرورة «الحفاظ على سلامة الخاطفين والمخطوفين».. ليلخص علاقة «التوأمة» بين الإخوان والسلفيين، وهو ما يحرك التنظيمات الإرهابية فى «سيناء»!

وقد أكد «أسعد البيك»، زعيم تنظيم «أهل السنة والجماعة»، أن أحد أفراد التنظيم هو من قام بالوساطة والمفاوضات بين الدولة والخاطفين.. فهل ما زالت أجهزة الدولة تتعاون مع السلفيين فى حربها على الإرهاب.. رغم أنهم أحد صنّاعه وأهم أذرعته؟!

هل تتحرج الدولة من ضرب فصيل «الإسلام السياسى»، لأن خصمها الأساسى إسلامى: «الإخوان»، ولا داعى لاستعداء أتباعهم بعد أن ورث حزب «النور» السلفى القاعدة الجماهيرية للإخوان؟

لقد كتبت من قبل -هنا فى «الوطن»- حين شنّ الدكتور «رجب عبدالستار»، القيادى بحزب «النور» السلفى، هجوماً على مشايخ السلفية، وعلى رأسهم الحوينى ويعقوب قائلاً: «ليس لديهم تصور واقعى لتطبيق الشريعة وإصلاح الواقع المجتمعى، إنهم منعزلون تماماً عن ساحة التغيير، ويرون تطبيق الشريعة بمجرد المطالبة فقط، دون مشاركة فعلية على أرض الواقع، من خلال إنشاء أحزاب أو تواصل مع صنّاع القرار». وقلت إن الهدف واضح، والآليات محددة، إنه تطبيق الشريعة، أى فرض الدولة الدينية والتغيير من خلال الأحزاب والتواصل مع صنّاع القرار!.

وساعتها لن يصبح قاموسهم وأدبياتهم مجرد «هرتلة»، بل سيتحول الجهاد وفرض الجزية على «أهل الذمة» والتداوى بالأعشاب وغيرها من تخاريف السلفيين «أسلوب حياة».. سيختفى التنوير أمام قانون «ازدراء الأديان»، ويتراجع العلم أمام «كتب التراث» المحنطة، وينتشر الإرهاب، ويعم الظلام، ويتم تكريس «الكهنوت الدينى». وإذا عجز الشعب، بدستوره ودولته، عن التصدى لهم، ساعتها قد يسقط الدستور والقانون معاً، ليتصدر المشهد «الملالى الجدد».. وتتحقق الكارثة!.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السلفية» أسلوب حياة «السلفية» أسلوب حياة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 05:51 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سامسونغ تطلق نسخة جديدة من "جلاكسي فولد" القابل للطي

GMT 11:37 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات قاتلة طفليها في محافظة الدقهلية

GMT 21:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل وفاة 35 معتمرًا وإصابة 4 إثر حادث "مكة"

GMT 00:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تنتظر استدعاء النيابة بشأن الفيديو الإباحي

GMT 09:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن سلمان يلتقط صور"سلفي" في "الفورميلا أي"

GMT 07:39 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"جزر السيشل" في المحيط الهندي جنة لعشاق الطبيعة

GMT 19:26 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 20:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

المطربة ساندي تتعرض للإصابة خلال تصوير "عيش حياتك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon