توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«دور الأيتام»: بيزنس الاتجار بالبشر

  مصر اليوم -

«دور الأيتام» بيزنس الاتجار بالبشر

بقلم : سحر الجعارة

 هل يجوز أن نحتفل بـ«يوم اليتيم» ونحن نتابع كل يوم كيف تحولت دور الأيتام إلى «سلخانات»، تمارس فيها كل أنواع الانتهاكات من تعذيب وضرب وسحل للأطفال، وتضيع فيها كل معانى الرحمة والإنسانية.. ويتحول فيها الطفل إلى «سبوبة» تستغله «جمعية خيرية ما» لجلب التبرعات.. بينما المتبرع الذى استجاب لعذابات الأيتام يتابع فى الصحف كم الاختلاسات فى هذه الدور، مع أنها تحت رقابة «وزارة التضامن الاجتماعى».. وكأن التعذيب والغش والاختلاس أصبح «أسلوب حياة»؟!.

لقد تعمدت ألا أذكر أسماء الجمعيات الخيرية أو دور الأيتام جميعها، سواء التى تعتنى بالطفل وتهتم بتعليمه وصحته وأخلاقه.. أو التى تحولت إلى «أوكار» تستغل الأطفال فى الدعارة والتسول والاتجار بالبشر.. ويكفى أن تكتب على محرك البحث «جوجل» عبارة «تعذيب الأطفال فى دورالأيتام» لتكتشف مهازل يندى لها جبين البشرية.. ورغم ذلك تقام المهرجانات والاحتفالات كل عام، (فى أول جمعة من أبريل)، باعتبارها «فرصة» لتسليط الأضواء والكاميرات على نجوم الفن والإعلام والسياسة، وهم يتبادلون الصور التذكارية مع الأيتام.. ثم تطفأ الأنوار ليعود اليتيم إلى الوحدة والعوز العاطفى والمادى!.

لقد تم الإعلان عن اليوم العالمى لليتيم، من قبل مؤسسة «ستار فونديشن» البريطانية، ثم قامت إحدى الجمعيات الخيرية المصرية بحدث استثنائى فى عام 2004، فنظمت وقفة لـ5 آلاف طفل مصرى تحت سفح الهرم، حاملين أعلام مصر فى يوم اليتيم، وبهذه الوقفة الرمزية دخلوا موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية وأصبح بعدها الاحتفال بيوم اليتيم عالمياً.

أنا لا أنكر جهود بعض الجمعيات الخيرية فى رعاية الأيتام الأسوياء والأيتام المعاقين، وتوفير أمهات بديلات ومجموعة متكاملة من المشرفين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين لتقديم الرعاية المتكاملة للأطفال، والاهتمام بمشروع الأسر البديلة تحت رعاية «وزارة التضامن الاجتماعى».. وكذلك مساعدة الفتيات اليتيمات على نفقات الزواج، لكننا بحاجة إلى ثقافة عامة فى كل بيت يتعامل مع أيتام، لو توافرت هذه الثقافة لما أصبحت ظاهرة «أطفال الشوارع» جزءاً من نسيج المجتمع المصرى.

«أطفال الشوارع» دليل على تقصير علماء الإسلام فى توعية المسلم بحق اليتيم: قال الله تعالى: «وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ»، وقال عز وجل: «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ»، صدق الله العظيم.

وقال سيدنا «محمد» صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم فى الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى»، صدق رسول الله.

كل مصرى يستطيع أن يرفع القهر عن قلب يتيم، ليس بالمال والتبرعات و«الشو الإعلامى» بل بالمعاملة الكريمة والإنسانية الرفيعة والحب الخالص، حتى لو فكرت فى أبناء الشهداء، من «الجيش والشرطة»، ستجد أن عائلات فقراء المجندين بأمس الحاجة لمن يرعى أيتامهم.. سواء مادياً أو إنسانياً، ولكن ما يحدث هو العكس، ادخل على صفحة «أطفال مفقودة» على موقع «الفيس بوك»، لترى فيديو بشعاً لعملية تعذيب جماعى داخل إحدى دور رعاية الأيتام بمنطقة مصر الجديدة، والفيديو صورته إحدى المشرفات بالدار، لأنها تعترض على سياسة الضرب والتعذيب للأطفال، وقالت إن السبب فى تعذيب الفتيات اللاتى ظهرن فى الفيديو أنهن لم يقمن بمسح سطح الدار فى الصباح الباكر أو يلعبن مع زملائهن أو أن طفلة منهن غلبها النعاس قبل أن تنظف الحمامات.. أما أساليب العقاب الوحشى فكما تقول المشرفة: (ممكن يحطوا الشطة فى فم البنات عشان عملوا حاجة غلط.. وأيضاً الضرب المبرح الذى قد يصل إلى حد كسر العظام كما حدث منذ فترة مع إحدى الفتيات التى كسر عظم ذراعها بسبب الضرب).. فهل هذا الواقع الهمجى يمكن أن تقام فيه احتفالات بيوم اليتيم؟

لقد قال الدكتور «على جمعة»، مفتى الجمهورية السابق، فى برنامج «والله أعلم»، المُذاع عبر فضائية Cbc: (إن دور الأيتام لا تصلح لتربية الأطفال، لأنها تحتاج لقواعد حادة وجادة للضبط وللحفاظ على حياتهم وتعليمهم، ومن أجل هذه الضوابط يعيش الطفل فى عدم حنان ولا أمان، فضلاً عن حدوث تجاوزات).. وأضاف مفتى الجمهورية السابق: (لو فرضنا عدم حدوث تجاوزات تظل دور الأيتام أسوأ بكثير من الأسر البديلة، لأنها عبارة عن حبس الأولاد فى معسكر، ولو أضيفت تجاوزات لأصبحت كارثة).

لقد كرم الرئيس «عبدالفتاح السيسى» السيدة نعيمة طه أحمد (وهى أم بديلة)، فى يوم الاحتفال بالأمهات المثاليات، وهو ما يؤكد نجاح هذه الفكرة.. أما استغلال الأطفال دون رحمة فى «سجون دور الرعاية» فهو كارثة يجب أن تتصدى لها الدولة بكامل أجهزتها ليصبح ليوم اليتيم معنى.

اليتيم ليس بحاجة إلى مهرجانات بل بحاجة إلى «قانون» فاعل يحميه.. بحاجة إلى يد حانية وعقل مستنير وقلب نقى.. وهذه هبات ربانية هى التى تجعل من الإنسان «إنساناً».

نقلاً عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«دور الأيتام» بيزنس الاتجار بالبشر «دور الأيتام» بيزنس الاتجار بالبشر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon