توقيت القاهرة المحلي 22:14:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أوبرا»: كيف تكون مؤثراً؟

  مصر اليوم -

«أوبرا» كيف تكون مؤثراً

بقلم - سحر الجعارة

من الصعب أن تتجاوز هزائمك فى الطفولة، وأن تتحدى كل مآسى المجتمع التى مرت بها طفلة واحدة فى مجتمع لا يزال ينظر إلى السود نظرة متدنية.. وأن تختار «الإعلام» مهنة، وهو تحدٍّ يتجاوز قدرات الإنسان العادى.. فمن قال إنها «عادية»؟ إنها «أوبرا وينفرى».. الطفلة التى نشأت فى عائلة مفككة وعانت مرارات الاغتصاب والتحرش، إلا أنها قررت أن ذلك لن يعوقها عن استكمال مسيرة التعليم، لكنها عانت فى المدرسة الابتدائية بسبب تنمُّر زملائها عليها نظراً لبشرتها غير البيضاء، فطلبت من مدير المدرسة نقلها لمدرسة أخرى، إلا أن ذلك لم يكن متاحاً فأكملت فى نفس مدرستها وكتمت بداخلها أحزانها كالعادة، وفى المدرسة الثانوية كانت قد فرضت شخصيتها على من حولها، وظهر نبوغها وتفوقها بين زملائها.

وهو الأمر الذى جعل زملاءها يطلقون عليها لقب الطالبة الأكثر شعبية. فى ذلك الوقت استطاعت «وينفرى» اكتساب محبة كافة الأساتذة والتلاميذ والزملاء، وكانت تشجع زملاءها ليحضروا معاً حفلات نجم البوب العالمى مايكل جاكسون.وبعد إخفاقات كثيرة فى اقتحام عالم الإعلام جاءت اللحظة الفارقة فى مسيرة أوبرا وينفرى عندما قدمت برنامجها الشهير The Oprah Winfrey Show. لقد فتح لها هذ البرنامج أبواب المجد والشهرة وحقق مشاهدات عالية خلال فترة وجيزة.

وبلغ من شهرة هذا البرنامج أنه تم بثه عبر 125 قناة وتجاوز عدد متابعى برنامجها 10 ملايين مشاهد، وخلال فترة وجيزة استطاعت وينفرى الحصول على ملكية برنامجها. وبمرور الوقت تحول برنامج أوبرا وينفرى إلى جزء أصيل من الثقافة الأمريكية، وزاد من شعبية برنامجها نجاحها فى إعداد حلقات شهيرة مع نجوم المجتمع الأمريكى.

وقد أصبحت أوبرا وينفرى ثالث امرأة تمتلك شركة إنتاج فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهى شركة هاربو، وبفضل هذه الشركة أصبحت وينفرى أول مليارديرة سوداء البشرة، وكأنها فعلت كل ذلك لتضعه فى «خدمة الإنسان»، اتجهت أوبرا وينفرى للمشاركة المجتمعية والإسهام فى تحسين التعليم والعلاج لآلاف الفتيات فى الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، وفى سبيل ذلك تبرعت بملايين الدولارات، إلى جانب مساعداتها لضحايا إعصار كاترينا.

وقد تطوعت أوبرا وينفرى للمشاركة فى المبادرات الاجتماعية التى تقدمت بها عدة مؤسسات أمريكية، كما أن لها علاقات وثيقة بهدف خدمة المجتمع مع ليندا جيتس ووارن بافيت وغيرهما من المشاهير الذين يتبرعون بحصص كبيرة من ثرواتهم للأعمال الخيرية بداخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية.من بداية عام 1995 حلت أوبرا وينفرى ضيفة على قوائم مجلة فوربس المتخصصة فى المال والأعمال ضمن قوائم النساء الأكثر ثراء فى العالم، فقد تجاوز دخلها السنوى نحو 225 مليون دولار فى 2006.

وكانت عائدات برنامج The Oprah Winfrey Show مصدراً أساسياً لثروة أوبرا وينفرى، وكان هذا البرنامج بوابتها للحصول على جوائز إيمى، وبحسب تقرير مجلة فوربس عام 2005 فقد أصبحت أوبرا وينفرى ثانى أكثر الشخصيات تأثيراً فى العالم، وفى نفس العام احتفلت بها مجلة «بيزنس ويك» كأفضل فاعل خير فى الولايات المتحدة الأمريكية.أن تحول كل العذابات التى عشتها إلى «طاقة عطاء»، وتجعل من تعرضك للإيذاء فى الطفلة حافزاً لمحاربة العنصرية والإيذاء الجنسى للأطفال وأن تعمل حتى على حماية حقوق الحيوانات، ومن قبلها تنفق من مالك الخاص الملايين لبعثات دراسية لغير القادرين (450 طالباً) وتتبرع لمرضى كورونا.. هذا هو «التأثير» والمعنى الحقيقى لمؤثر فى المجتمع وفى الإنسانية.

كيف تحاور الرؤساء والمشاهير، وتكرس لمدرسة «البوح» أو الاعتراف فى الإعلام ثم تسخِّر كل ما جنيته من شهرة وأموال لخدمة الإنسان.. أوبرا لم تشترط لوناً ولا ديناً فى إنسان لتساعده.. كانت تمد يدها للارتقاء بالبشرية ثم تجد من يقول فى بجاحة وغلظة: لن يدخل الجنة إلا مسلم.. لكن الله سيكون له رأى مختلف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أوبرا» كيف تكون مؤثراً «أوبرا» كيف تكون مؤثراً



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
  مصر اليوم - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
  مصر اليوم - الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 22:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب
  مصر اليوم - إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon