توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نفحة روحية لسيادة الوزيرة

  مصر اليوم -

نفحة روحية لسيادة الوزيرة

بقلم : سحر الجعارة

فجأة تضاعف سعر بخاخة حساسية الصدر spiriva من 288 جنيهاً إلى 416 جنيهاً، دون أن نسمع عن مفاوضات بين وزيرة الصحة والسكان، الدكتورة هالة زايد، وبين الشركة المستوردة، ولم نقرأ قراراً وزارياً برفع السعر.. فهل كانت الدكتورة «هالة» مشغولة بتنفيذ حكم المحكمة لصالح الأطباء بزيادة قيمة بدل العدوى، المستحق بأثر رجعى منذ أبريل 2014، الذى لم تنفذه الحكومة، وطعنت عليه أمام المحكمة الإدارية العليا، وما زال الطبيب المصرى حديث التخرج يتقاضى راتباً أساسياً لا يتعدى 286 جنيهاً وبدل العدوى الخاص به 19 جنيهاً فقط، أما الأطباء ممن بلغوا سن المعاش فلا يتعدى راتبهم الأساسى ألف جنيه وبدل العدوى 30 جنيهاً، بحسب موقع «اليوم السابع»؟

أم كانت وزيرة الصحة تبحث عن مشروع قانون لنقل الأعضاء من المتوفين حديثاً، أم كانت تتفقد أحوال مستشفيات الحكومة المتهالكة، التى يدفع فيها المواطن ثمن «الشاش والقطن»، ويشترى النزيل «البطانية» برشوة عشرة جنيهات.. أم تراها كانت تحاول إنصاف الفقراء الذين ظلمهم قانون «التأمين الصحى الجديد»؟

لم يحدث شىء من هذا، لقد ذهبت سيادة الوزيرة فى زيارة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، لبحث «تعزيز سبل التعاون فى القطاع الطبى»، ودعم مستشفيات جامعة الأزهر وتوفير كل احتياجاتها الطبية! بينما لو ألقت الوزير نظرة على «معهد الأورام»، الكائن بجوار مقر الوزارة، ومعاناة المرضى فيه، لعرفت كيف تحدد بوصلة توجهاتها وأن دورها ليس أن تصرح بأن «الدين معاملة».. ثم تخرج من مشيخة الأزهر لتذهب فى اليوم التالى إلى الكاتدرائية، لتلتقى بقداسة البابا «تواضروس» الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.. أيضاً من أجل «تعزيز سبل التعاون الطبى».. ثم تخرج علينا بتصريح عبقرى قائلة «نحن دم واحد»! وبعيداً عن احترامنا وتقديرنا لقيمة هذه الشخصيات، فإنه لا علاقة لها بالطب ولا بالبحث العلمى.. بل على العكس لقد عاصرنا شخصيات دينية كان كل همها تشجيع «ختان الإناث» منهم الشيخ «جاد الحق»، شيخ الأزهر سابقاً.. وعايشنا رجال دين حرموا نقل الأعضاء وتسببوا فى وفاة آلاف المرضى حتى صدر قانون «التبرع بالأعضاء».. فهل كانت الوزيرة تبحث عن «البركة» أم تقوم بعمل دعاية فجة تغازل بها الشعب «المتدين بطبعه»؟ هل تبحث الوزيرة عن بدائل علاجية فيما يسمى بـ«الطب النبوى»، أم قررت أن تقنن العلاج بالحجامة وبول الإبل.. أم تراها سمعت عن القس الشهير «أبونا مكارى» الذى يُخرج الجان من الإنس بقراءة بعض التراتيل الدينية، فوجدت ضالتها فى علاج الشعب المصاب بالاكتئاب بالتراتيل؟

أنا أتحدث عن «الصورة الذهنية» التى تقدمها الوزيرة للشعب عن نفسها.. عن أولويات عملها وأجندة من تترأس منظومة الصحة والسكان.

إن كان الهدف من زيارة «شيخ الأزهر» هو مساهمة المشيخة بالتبرع لعلاج مرضى فيروس c، فهذه المهمة بدأها الدكتور عادل العدوى وزير الصحة الأسبق، الذى كانت تعمل معه.. وقد قطعت مصر شوطاً كبيراً فى هذا المجال.. وكان الأولى بالوزيرة أن تخرج على الرأى العام لتوضح موقفها «الملتبس» من العمل كمدير تنفيذى «لأكاديمية مؤسسة 57357 للعلوم الصحية»، خاصة أن الكاتب الكبير «وحيد حامد» ألمح إلى أنها كانت وراء إتمام صفقة شراء مدرسة الصباح الإعدادية التابعة لإدارة السيدة زينب التعليمية والمجاورة لمبنى مستشفى ٥٧٣٥٧، ومساحتها ستة آلاف متر، وهى الوحيدة فى المنطقة، (ومحافظة القاهرة بها ٤٥ ألف طالب على قوائم الانتظار وليس لهم فصول ويحتاجون إلى مائة مدرسة جديدة.. والآن المدرسة فى حوزة المستشفى وتم هدم أسوارها استعداداً لهدم المبانى من أجل إقامة فندق على أرضها)!!

إن مأساة مصر هى فتاوى رجال الدين فى الطب، وتعطيل دوران عجلة العلم، فلسنا بحاجة إلى المزيد من المرضى «المجاذيب» فى الشارع.. فهذا الشعب يستحق من سيادة الوزيرة «الشفافية» والعمل فى تخصصها وهو أبعد ما يكون عن أخذ المدد الروحى من القيادات الدينية الرسمية.. وإلا فعلى الوزيرة أن تجامل الصوفيين والسلفيين وتشارك فى حلقات الذكر لترضى جميع الأطراف!!

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نفحة روحية لسيادة الوزيرة نفحة روحية لسيادة الوزيرة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon