توقيت القاهرة المحلي 22:21:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أطباء خارج الخدمة مؤقتًا

  مصر اليوم -

أطباء خارج الخدمة مؤقتًا

بقلم : سحر الجعارة

فى نوفمبر 2019 كتبت تحت عنوان (مصير الطبيب: بين الوزارة والنقابة)، وقلت: إن كنا نبحث بالفعل عن «مستوى مهنى» رفيع للطبيب، ونعتبر «فترة التكليف» هى الحضانة العلمية للارتقاء بـ«العنصر البشرى» وهو محور مهنة الطب، وإذا وضعنا فى الاعتبار أن مستشفيات الحكومة، «على قلتها، تحتاج لإعادة هيكلة وتوفير أحدث الأجهزة الطبية بها، وعلمنا أيضا أن الدولة تفتتح، ضمن مشروعاتها فى المدن الجديدة، جامعات تشمل كليات طب جديدة.. فهنا يبرز السؤال المصيرى الذى طرحته النقابة: (شهادة الزمالة ستكون مضطرة للتحول الفورى من استيعاب حوالى 2000 طبيب سنويا لاستيعاب أكثر من 10000 طبيب سنويا» الدفعة الحديثة+ الراغبون فى الالتحاق بالزمالة من الدفعات الأقدم.. فما أثر ذلك على مستواها؟).

كانت أزمة الدفعة الأخيرة من كليات الطب قد تفاقمت بعد أزمة شهادة «البورد»، والتى أعلنت عنها وزيرة الصحة الدكتورة «هالة زايد»، وفتحت بالفعل التسجيل لتكليف الأطباء، قبل الإعلان عن تفاصيل «مشروع القانون» أو مناقشته مع أى جهة مسؤولة مثل مجلس النواب أو النقابة، وكأنه «سر حربى» عليها أن تستأثر به.. وقد عرضت آنذاك تحفظات نقيب الأطباء، الدكتور «حسين خيرى»،الذى وصف مشروع «البورد» بأنه يعكس حالة من «القفز فى المجهول» خلال تطبيق نظام الزمالة وتكليف الأطباء الجدد.

وكانت النتيجة أن لدينا 7 آلاف طبيب تكليف مارس 2020 امتنعوا عن التسجيل بالنظام الجديد الذى استحدثته وزارة الصحة، لما فيه من عيوب تهدد مستقبلهم المهنى، خاصة بعدما أثبت النظام فشله عند تطبيقه على 800 طبيب.

وترتب على ذلك عجز فى أطباء الوحدات الصحية، فى الوقت الذى يتهافت فيه العالم على الأطباء لمواجهة جائحة كورونا «كوفيد 19 المستجد».. وقد وردتنى رسالة من الطبيبة «مريم نبيل» تضم العديد من المراسلات والمناشدات لكل الجهات المسؤولة فى الدولة، لإعادة النظام القديم للزمالة ليتمكن هؤلاء الأطباء من خدمة الوطن فى هذا الوقت العصيب.

لقد وصل صوت أطباء تكليف مارس 2020 إلى مجلس النواب، وقدمت النائبة شيرين القشاش مذكرة نيابة عن الأطباء، تضم عيوب نظام الزمالة المصرية التى أقرتها الوزارة تحت مسمى «طبيب مكلف متدرب بالزمالة المصرية»، والتى قال الأطباء إنها تضر بالمنظومة الصحية سواء بالمريض أو الطبيب أو جودة التدريب الطبى أو قيمة شهادة الزمالة المصرية أو قطاع الطب الوقائى.. كما أن النظام الجديد يؤدى إلى تخريج أطباء غير مؤهلين وغير مدربين بالشكل W الكافى!.

المذهل أن هناك من فكر فى الاستعانة بالصيادلة لتغطية عجز الأطباء الناجم عن إصابة بعض أطباء مستشفيات العزل بفيروس كورونا، بينما لدينا 7000 شاب وشابة يواجهون «البطالة» لأنهم اعترضوا على نظام دراسى لا يلائم مجتمعنا.. وهنا لا كلمة بعد كلمة الأطباء والنقابة التى تمثلهم.

وعندما يكلف الدكتور «على عبدالعال»، رئيس مجلس النواب، الدكتور «محمد العمارى»، رئيس لجنة الصحة، بعقد اجتماع بين وزيرة الصحة ونقيب الأطباء لبحث مشكلة تكليف الأطباء، ويقول إنه لابد من الوصول إلى حل يرضى جميع الأطراف، ويحقق مصلحة الأطباء والمصلحة العامة، لابد ألا يقتصر الأمر على التصريحات لأننا أمام منظومة صحية تنهار بسبب تزايد أعداد الأطباء المصابين بفيروس كورونا وعدم توفير الوزارة لأطباء العزل تحليل الـPCR المعتمد للكشف عن الفيروس من منظمة الصحة العالمية، بل إصدار الوزارة بروتوكولا جديدا يحرم المخالطين للطبيب المصاب من التحليل!.

نحن أمام كارثة حقيقية تلخصها شابة أفنت شبابها فى التعليم ثم رأت حلمها يتحول إلى سراب، لأن وزارة الصحة تتعنت معهم فى طريقة التدريب وأسلوب التكليف.. فتقول الطبيبة الشابة «مريم»: «نريد أن نخدم الوطن فى هذا الظرف الطارئ.. البلد محتاجة أطباء فى قطاع الطب الوقائى والوحدات الصحية، خاصة وهذا القطاع هو المسؤول عن تنفيذ بروتوكول العزل المنزلى.. وهناك بالفعل عجز شديد فى الوحدات الصحية وسوف يزداد مع سياسة (الفتح)».

هذا الشباب لا يقول أين حقى على الدولة.. بل يسأل أين موقعى فى مواجهة جائحة كورونا؟.. فلا تسطروا قصائد المدح فى «الجيش الأبيض» بل ناقشوا مشكلاته وأفسحوا له الطريق لخدمة الوطن فى مستسفيات تتناثر فيها شظايا الموت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطباء خارج الخدمة مؤقتًا أطباء خارج الخدمة مؤقتًا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon