بقلم-سحر الجعارة
صحيح أنه ليس من حق أحد أن يحاسب بلداً بأكمله على «خطيئة فرد»! ولا أن يعتبر أن الألفاظ النابية والوقاحة قد تنال من قيمة مصر الحضارية والسياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تهدر «وصلة ردح» كرامة المصريات والمصريين مهما كانت بشاعة الأوصاف التى وصمتنا بها السائحة اللبنانية «منى المذبوح».
فبعد ما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى بالفيديو المسىء للشعب المصرى، والذى سجلته «المذبوح» بكامل وعيها ونشرته على «الفيس بوك» بإرادتها، ثم ادّعت أن أحدهم قد سرّبه من الخاص إلى العام، توالت البلاغات إلى النائب العام، المستشار «نبيل أحمد صادق»، تطالب بالتحقيق مع «المذبوح» على خلفية الإساءة التى وجهتها إلى رجال ونساء مصر، وطالبت البلاغات بإدراجها على قوائم الممنوعين من مغادرة البلاد وضبطها وإحضارها والتحقيق معها وتقديمها للمحاكمة العاجلة، وعقب تنفيذها العقوبة التى قد يقضى عليها بها يتم ترحيلها إلى بلادها ومنعها من دخول مصر.
وبالفعل قرر النائب العام حبس «منى المذبوح» 4 أيام على ذمة التحقيقات فى قضية اتهامها بتوجيه إساءات للشعب المصرى، من خلال نشر فيديو عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» ينطوى على عبارات وألفاظ يعاقب عليها القانون، وتباشر النيابة التحقيق معها.
المعلومات المتوافرة عن «منى المذبوح»، ابنة الـ21 ربيعاً، تفيد بأنها «هاربة» من منزل ذويها فى الضاحية الجنوبية لبيروت منذ عام 2015 ولم تعد إلى ذويها حتى تاريخه، علماً بأن أسباب الاختفاء مجهولة، بحسب ما كشفت والدة الفتاة السيدة «وداد»، وأضافت والدة «المذبوح» أن الاتصال بمنى انقطع عقب اختفائها، ثم أرسلت رسالة مطمئنة إياها، وراسلتها مرة أخرى لتؤكد لها رفضها العودة إلى المنزل وهى فى حالة عصبية وشديدة التوتر قائلة: «ما بدّى أرجع على البيت، اتركونى، ما معى غير 50 دولار، كيف بدّى أشترى أكل؟».
وهو ما يؤكد أنها شخصية «هستيرية»، رغم أن هذا لا يعفيها من الذنب الذى ارتكبته بتسجيل فيديو تضمّن عبارات تتهم نساء مصر بممارسة الدعارة والزنا والعهر، إضافة إلى وصفها الرجال بالقوادين والعاهرين والحرامية والنصابين، فضلاً عن إهانة رئيس الدولة (!!).
لا تعلم «المذبوح» أن مصر كانت الملاذ الآمن لكل اللبنانيين خلال الحرب الأهلية التى اندلعت هناك لأكثر من 15 عاماً، ولا أن مصر كانت «الظهير السياسى» دائماً للبنان، ولا تدرك العمق الاستراتيجى بين البلدين، ولا أن مصر قدمت الكهرباء لبيروت لتخرج من أزمة الظلام عام 2009.. إلخ روابط الأخوّة بين البلدين!
فشخصية لا تحترم شهر الصيام، وتلعن بلداً بأكمله لأنه لم يؤمّن لها الطعام قبل موعد الإفطار، وتقول عن نفسها «أنا كافرة وملحدة».. هى شخصية تحتاج لمصحة نفسية وليس لزنزانة!
نعم يا «آنسة»: نحن شعب لا تتمتع نساؤه بالجمال، لكننا نتمسك بشرفنا ونتحلى بأخلاقنا، وهى قيم لا يعرفها أمثالك!.
لقد عرفت الشعب اللبنانى وتعاملت معه، وترددت على لبنان كثيراً، فلم أرَ فتاة فى وقاحتك إلا فى «الأفلام الهابطة».. وهو ما يدعونى للقول بأن محاكمة «المذبوح» لا تكفى، فمن واجب الدولة اللبنانية، التى تحمل جنسيتها، أن تتقدم باعتذار رسمى لمصر وشعبها، مهما كانت «تفاهة» المدعوة «منى».. حتى لا يصبح من حق أى جاهل أو أحمق أن يطيح بالعلاقة الراسخة بين البلدين.
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع