توقيت القاهرة المحلي 04:33:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التسامح «ممارسة» وليس شعاراً

  مصر اليوم -

التسامح «ممارسة» وليس شعاراً

بقلم : سحر الجعارة

لم تكن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى لقدرة الكيانات الإرهابية على التوغل وإسقاط دول الجوار مجرد «هاجس سياسى»، بل توافر لدى سيادته كل المعطيات والمقدمات التى تؤكد ذلك (سوريا وليبيا نموذجاً).. وحين قال إن «مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم» كان يعنى كل حرف يقوله، سواء على مستوى تجفيف المنابع الفكرية للإرهاب أو على مستوى الحرب بمعناها التقليدى، والتى تتمحور فى «سيناء»، وتتبنى عدة دول أخرى المنهج المصرى فى المواجهة.

من هنا كانت موافقة رئيس مجلس الأمن الدولى على طلب بعثة مصر لدى الأمم المتحدة فى نيويورك بإصدار نص خطاب الرئيس «السيسى» أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن، وهو الخطاب الذى تضمن الرؤية المصرية لصياغة استراتيجية شاملة لمواجهة خطر الإرهاب.

ومرة أخرى يُسأل الرئيس فى مؤتمر ميونيخ للأمن عن «الانسجام الدينى»، وهو المقصود به ملف «الأقباط»، الذى اعتادت الدول الأوروبية أن تستخدمه كـ«ورقة ضغط»، أو «نقطة ضعف» تحرج القيادة السياسية، ومعه ملف «حقوق الإنسان»، فى معظم الجولات الأوروبية للرئيس.

أجاب الرئيس -بشفافيته المعهودة- موضحاً أنه كان أول رئيس دولة مسلمة يطالب أمام أكبر مؤسسة دينية «الأزهر» بتصويب الخطاب الدينى علناً، مشيراً إلى أن شتى الدول تعانى من الخطاب الدينى المتشدد ليس فقط الدول العربية أو الإسلامية بل العالم بأسره.

وأكد الرئيس -مجدداً- أنه طالب المجتمع الدولى عام 2014 بالتعاون للتحكم فى أنظمة الاتصال الحديثة، التى يتم من خلالها نشر الأفكار المتطرفة، وتجنيد الشباب فى التنظيمات الإرهابية، واستخدامهم فى «إيذاء العالم».. لكننا لم نجد استجابة!

قال الرئيس إن هناك مصطلحات لم تعد مقبولة الآن فى مصر مثل وصف «الأقلية» أو القول بأن هذا «مسيحى مصرى»، مشيراً إلى افتتاح أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط هذا العام بالعاصمة الإدارية الجديدة. وقال الرئيس «السيسى» إن قيم التسامح والتعايش المشترك لم تعد مجرد حوارات أو مناقشات، بل أصبحت «ممارسات».. موضحاً أن الإرهاب ظاهرة تحتاج إلى تكاتف المجتمع الدولى، من خلال مقاربة شاملة تشمل البعد الأمنى والسياسى والاقتصادى والاجتماعى والفكر الدينى.

إذن، الإرهاب ليس مشكلة أمنية فحسب، ولا يقتصر على استهداف الكنائس أو الأقباط.. إنه «قضية فكرية» بالأساس، ولهذا قال الرئيس: نحن نعترف بأن لدينا مشكلة، ولهذا طالبنا بتصحيح وتصويب الخطاب الدينى علناً، وأنا عندما ألتقى شركاء أوروبيين أقول لهم «انتبهوا جيداً لما يتم نشره فى دور العبادة، ولا تسمحوا للمتطرفين والمتشددين أن يوجهوا البسطاء ويأخذوهم فى اتجاه الغلو والتطرف».

مصر تقود الآن مسيرة هذا الإصلاح وإبرازه للناس، لم يكن فى مصر -على سبيل المثال- بناء للكنائس، الآن أحد مفردات المدن الجديدة «المسجد والكنيسة معاً».

تحدث الرئيس عن «الممارسة الحقيقية» لروح التسامح، ضارباً المثل بمشاركته شخصياً فى أعياد المسيحيين بالكاتدرائية، مؤكداً أن هذا النموذج سوف ينتقل إلى باقى الدول الإسلامية.

ويعلم الرئيس أن مهمة تصويب الخطاب الدينى شاقة، وأن هناك «جهات» تقف ضد نشر «ثقافة التسامح»، وأن أى عملية إرهابية تستهدف منشأه أمنية لا تعادل بالقطع استهداف كنيسة لأن الثانية مقصود منها شق وحدة الصف الوطنى.. لكنه رجل «المهام الصعبة».. وهو ما يتطلب أن أعود المرة المقبلة للحديث عن تصويب الخطاب الدينى.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التسامح «ممارسة» وليس شعاراً التسامح «ممارسة» وليس شعاراً



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 05:51 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سامسونغ تطلق نسخة جديدة من "جلاكسي فولد" القابل للطي

GMT 11:37 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات قاتلة طفليها في محافظة الدقهلية

GMT 21:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل وفاة 35 معتمرًا وإصابة 4 إثر حادث "مكة"

GMT 00:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تنتظر استدعاء النيابة بشأن الفيديو الإباحي

GMT 09:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن سلمان يلتقط صور"سلفي" في "الفورميلا أي"

GMT 07:39 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"جزر السيشل" في المحيط الهندي جنة لعشاق الطبيعة

GMT 19:26 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon