توقيت القاهرة المحلي 22:14:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعادة تبقى إيه؟

  مصر اليوم -

السعادة تبقى إيه

بقلم :سحر الجعارة

كنت أمسك يدها الرقيقة وهى تتمرن مع النجم الكبير «أحمد الحجار» على غناء أغنية «السعادة» أمام الجمهور لأول مرة، وكانت الإنسانة تغلب النجمة المحترفة «يسرا»، ونحن فى كواليس «دار الأوبرا».. فالكلمات موجعة على بساطتها، والسؤال إجابته شبه مستحيلة.. إنها المرة الأولى التى يفتش فيها أحد عن مفهوم السعادة بين أشواك ورود تبيعها «فراولة» أو فى قصر تعشش فيه عناكب الوحدة والاكتئاب.. هذا ما فعله الشاعر والسيناريست دكتور «مدحت العدل» مع المخرج «خيرى بشارة» فى فيلم «حرب الفراولة».

«السعادة تبقى إيه؟.. إمتى أحس إنى سعيدة ولّا ليه؟.. ليه ساعات القلب يرجع للصبا، تبقى كل الناس لذيذة وطيبة ونجوم سمايا أحس بيها قريبة وإن مهما الكون قسى هأقدر عليه» بحسب ما قاله لى «العدل» أنه كان يتشاور مع «بشارة» ويدخلان فى نقاشات طويلة لتبسيط معنى فلسفى عميق، أما «يسرا» فكانت تنهار فى البكاء كلما بدأت تسجيل الأغنية لتعيدها من جديد.

خبرتى بالأصدقاء «يسرا، مدحت، والنجم محمود حميدة» تجعلنى أحنُّ إلى لقطة قد لا تستغرق ثانية على الشاشة من هذا الفيلم، ثانية يلتئم فيها الشجن بالحب، ويعانق الحزن الأمل، ويدخل العاشقان فى تحدى «صمود الحب أمام المال».. لأنهما لم يدركا أن «السعادة» لا تُشترى ولا تباع.. والحب لا يقبل المقايضة والمساومة، إنه ينهار لحظة دخوله المزاد!

هكذا مر «اليوم العالمى للسعادة» فى 20 مارس دون أن نطرح على أنفسنا السؤال الصعب: هل نحن سعداء؟.. إنه اليوم الذى اعتمدته الأمم المتحدة عام 2012 اعترافاً منها بأهمية السعادة والرفاه.

مفهوم السعادة مثلما تعرّفه الأمم المتحدة مرتبط بـ«مدى رضا الشخص عن حياته».. ومنذ 2012، دأبت الأمم المتحدة على إصدار تقرير لقياس مؤشرات السعادة فى دول العالم، منها «نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى، ومتوسط عمر الفرد، وحرية اتخاذ القرارات، وجودة الخدمات الصحية والتعليمية، وانعدام الفساد، وانتشار العدل».

لكن تقرير هذا العام ركز على انعكاسات جائحة كورونا على حياة الناس، وتعامُل الحكومات مع الوباء.. ومن أصل 149 دولة، صُنفت فنلندا أسعد بلاد العالم.

قطاع واسع من المعلقين العرب تندَّروا على مؤشرات السعادة وسخروا منها.. فى حين رأى بعض النشطاء أن المؤشرات الأخيرة تثبت أن السعادة الحقيقية مقرونة بوفرة المال وبمستوى الرفاهية. أما الرضا عن النفس وتحقيق الذات والسلام الداخلى فلم ترد فى قاموس العرب، والحب الذى يعرفونه هو «حب الأهل».. وما بين الرغبة فى الثراء أو الحصول على لقاح كورونا دار مفهوم السعادة المركب عند عقول تتعامل بسطحية مع الحياة نفسها. لاحظ أن الأمم المتحدة تتحدث عن العدل وحرية اتخاذ القرار، لكن يبدو أننا عندما نتحدث عن «فلسفة الحياة» لا نربطها بالحرية!

السعادة التى طرحها د. مدحت تحولت لسلعة فى «سوبر ماركت» تباع فيه الضمائر والذمم والحريات، الشعوب الشرهة للجنس والمال وكل ما هو مادى، والتى تقبل بتزييف الأديان والاتجار بها، ويتحكم فى مصائرها «الدجل السياسى» لا تفتش عن معنى السعادة.. لأنها شعوب لا تحلم أصلاً لتدرك ما ينقصها بالفعل، إنها تحيا على «التقليد» فإن كانت سعادة الآخر فى الفيلا والسيارة والتعليم الأجنبى للأبناء فنحن لا نقل عنه سعادة ورفاهية.. إنها شعوب منحت العقل إجازة مفتوحة.. وهذا سر سعادتهم!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعادة تبقى إيه السعادة تبقى إيه



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
  مصر اليوم - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
  مصر اليوم - الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 22:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب
  مصر اليوم - إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon