توقيت القاهرة المحلي 22:46:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعادة تبقى إيه؟

  مصر اليوم -

السعادة تبقى إيه

بقلم :سحر الجعارة

كنت أمسك يدها الرقيقة وهى تتمرن مع النجم الكبير «أحمد الحجار» على غناء أغنية «السعادة» أمام الجمهور لأول مرة، وكانت الإنسانة تغلب النجمة المحترفة «يسرا»، ونحن فى كواليس «دار الأوبرا».. فالكلمات موجعة على بساطتها، والسؤال إجابته شبه مستحيلة.. إنها المرة الأولى التى يفتش فيها أحد عن مفهوم السعادة بين أشواك ورود تبيعها «فراولة» أو فى قصر تعشش فيه عناكب الوحدة والاكتئاب.. هذا ما فعله الشاعر والسيناريست دكتور «مدحت العدل» مع المخرج «خيرى بشارة» فى فيلم «حرب الفراولة».

«السعادة تبقى إيه؟.. إمتى أحس إنى سعيدة ولّا ليه؟.. ليه ساعات القلب يرجع للصبا، تبقى كل الناس لذيذة وطيبة ونجوم سمايا أحس بيها قريبة وإن مهما الكون قسى هأقدر عليه» بحسب ما قاله لى «العدل» أنه كان يتشاور مع «بشارة» ويدخلان فى نقاشات طويلة لتبسيط معنى فلسفى عميق، أما «يسرا» فكانت تنهار فى البكاء كلما بدأت تسجيل الأغنية لتعيدها من جديد.

خبرتى بالأصدقاء «يسرا، مدحت، والنجم محمود حميدة» تجعلنى أحنُّ إلى لقطة قد لا تستغرق ثانية على الشاشة من هذا الفيلم، ثانية يلتئم فيها الشجن بالحب، ويعانق الحزن الأمل، ويدخل العاشقان فى تحدى «صمود الحب أمام المال».. لأنهما لم يدركا أن «السعادة» لا تُشترى ولا تباع.. والحب لا يقبل المقايضة والمساومة، إنه ينهار لحظة دخوله المزاد!

هكذا مر «اليوم العالمى للسعادة» فى 20 مارس دون أن نطرح على أنفسنا السؤال الصعب: هل نحن سعداء؟.. إنه اليوم الذى اعتمدته الأمم المتحدة عام 2012 اعترافاً منها بأهمية السعادة والرفاه.

مفهوم السعادة مثلما تعرّفه الأمم المتحدة مرتبط بـ«مدى رضا الشخص عن حياته».. ومنذ 2012، دأبت الأمم المتحدة على إصدار تقرير لقياس مؤشرات السعادة فى دول العالم، منها «نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى، ومتوسط عمر الفرد، وحرية اتخاذ القرارات، وجودة الخدمات الصحية والتعليمية، وانعدام الفساد، وانتشار العدل».

لكن تقرير هذا العام ركز على انعكاسات جائحة كورونا على حياة الناس، وتعامُل الحكومات مع الوباء.. ومن أصل 149 دولة، صُنفت فنلندا أسعد بلاد العالم.

قطاع واسع من المعلقين العرب تندَّروا على مؤشرات السعادة وسخروا منها.. فى حين رأى بعض النشطاء أن المؤشرات الأخيرة تثبت أن السعادة الحقيقية مقرونة بوفرة المال وبمستوى الرفاهية. أما الرضا عن النفس وتحقيق الذات والسلام الداخلى فلم ترد فى قاموس العرب، والحب الذى يعرفونه هو «حب الأهل».. وما بين الرغبة فى الثراء أو الحصول على لقاح كورونا دار مفهوم السعادة المركب عند عقول تتعامل بسطحية مع الحياة نفسها. لاحظ أن الأمم المتحدة تتحدث عن العدل وحرية اتخاذ القرار، لكن يبدو أننا عندما نتحدث عن «فلسفة الحياة» لا نربطها بالحرية!

السعادة التى طرحها د. مدحت تحولت لسلعة فى «سوبر ماركت» تباع فيه الضمائر والذمم والحريات، الشعوب الشرهة للجنس والمال وكل ما هو مادى، والتى تقبل بتزييف الأديان والاتجار بها، ويتحكم فى مصائرها «الدجل السياسى» لا تفتش عن معنى السعادة.. لأنها شعوب لا تحلم أصلاً لتدرك ما ينقصها بالفعل، إنها تحيا على «التقليد» فإن كانت سعادة الآخر فى الفيلا والسيارة والتعليم الأجنبى للأبناء فنحن لا نقل عنه سعادة ورفاهية.. إنها شعوب منحت العقل إجازة مفتوحة.. وهذا سر سعادتهم!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعادة تبقى إيه السعادة تبقى إيه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon