بقلم : سحر الجعارة
بينما ينتظر العالم كله لقاح فيروس «كوفيد- 19» المستجد، نشرت «العربية نت» تقريرا بعنوان: (مليارديرات الوباء يتساقطون بعد إعلان التوصل إلى لقاح كورونا)، وجاء فيه أنه بعدما ضرب وباء «كورونا» الاقتصاد العالمى، نشطت أسهم شركات التكنولوجيا، التى تقدم حلولًا بديلة خلال أوقات الحظر، حيث استضافت شركة «زووم» مؤتمرات بتقنية الفيديو، ودروسا فى المدارس، وتجمعات عائلية، واجتماعات عمل لأكثر من 300 مليون مشترك يوميا خلال الوباء.
وقد ارتفع الطلب على موقع Zoom أكثر من 500% هذا العام، وهو الموقع الذى أسسه أمريكى الجنسية «إيريك يوان» وصينى المولد، لترتفع ثروته إلى 28.6 مليار دولار ليصبح الأربعينى الأكثر ثراء على الكوكب. ومع إعلان «فايزر»، و«بايو إن تك» التوصل للقاح فعال ضد «كوفيد- 19»، ارتفعت أسهم شركات الطيران وعمالقة البترول ومشغلى الفنادق. الأسهم التى استفادت من عمليات الإغلاق وترتيبات العمل من المنزل، مثل شركة بيلوتون التفاعلية، وشركة نتفليكس، وشركة Sea أكبر شركة للإنترنت فى جنوب شرق آسيا، انخفضت جميعها.. وكذلك غرقت شركات صناعة القفازات، التى أنتجت ما لا يقل عن خمسة مليارديرات مع ارتفاع أسهمها خلال الوباء.
وعلى العكس من التنبؤ بسقوط مليارديرات الوباء عقب اكتشاف اللقاح الذى يعلق الكثيرون عليه الآمال للنجاة من كابوس الجائحة، فإن العالم كله يكاد يكون مهددا بالإفلاس بعد عام تقريبا من الفيروس الذى أثقل كاهل أعظم اقتصادات العالم، الأمر الذى سبب أسوأ ركود اقتصادى فى التاريخ الحديث.. ووفقًا لنشرة «آفاق أسواق السلع الأولية» نصف السنوية التى يصدرها البنك الدولى، فقد هوت أسعار النفط بشكل حاد فى المراحل الأولى من تفشى جائحة كورونا، لكنها استعادت مستويات أسعار ما قبل الجائحة بشكل جزئى فقط. إذا ما قارنا الخسائر الاقتصادية بالخسائر البشرية، سنجد أن منظمة الصحة العالمية أفادت، مساء السبت 14 نوفمبر الجارى فى الإحصائية اليومية الخاصة بسير الجائحة، بأن عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد فى العالم ارتفع خلال الساعات الـ24 الماضية بواقع 657312 حالة ليبلغ 53164803. وتمثل هذه الحصيلة ارتفاعا قياسيا للإصابات بالفيروس على أساس يومى فى العالم، وبلغ الرقم القياسى السابق لهذا المؤشر، الذى تم تسجيله يوم 13 نوفمبر، 628136 حالة. وجاءت أكثر من 43% من الحالات الجديدة من نصيب المنطقة الأوروبية.
ربما علينا أن نقول إن من يعيش ليهنأ بالفقر أو الرخاء لأن الحياة فى حد ذاتها «قيمة».. لكن المثير للسخرية أن العالم تسابق لكشف الأسرار التى رافقت إنتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، الذى أعلنت عنه شركتا «فايزر» الأمريكية و«بيونتيك» الألمانية مؤخرا ومنح العالم أملا فى نهاية محنة الوباء. وبات العالم الألمانى «أوغور شاهين -55 عاما» وزوجته «أوزلام توريجي- 53 عاما»، مخترعا اللقاح، فى بؤرة الاهتمام العالمى، بعد إعلان الشركتين التوصل إلى لقاح فعّال بنسبة تزيد على 90 بالمئة فى التجارب السريرية. فكانت المفاجأة أن العالم الألمانى لا يملك جهاز تليفزيون فى منزله، ويذهب إلى العمل بالدراجة الهوائية رغم أن قيمة شركته السوقية وصلت إلى 21 مليار دولار. وقال إن كل ما يريده هو التركيز فى عمله، معتبرا نفسه من الطبقة الوسطى، وأكد أنه لا يرغب فى أكثر من الحياة العادية!!.