توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسكوت عنه فى ملف التحرش

  مصر اليوم -

المسكوت عنه فى ملف التحرش

بقلم : سحر الجعارة

(لا يوجد مبرر طبى يدفع الطبيب لارتكاب فعل فاضح فى الطريق العام لأن من غير الطبيعى أن يصل شاب إلى مرحلة الإثارة بشكل لا إرادى، ولكن من الطبيعى أن يتحكم الشاب فى مسألة إثارته ضد أمر معين، ولا تحدث مسألة القذف إلا بعد أن يكون الشاب استثار نفسه بكامل إرادته).. هذه شهادة الدكتور «حامد عبدالله»، أستاذ الجلدية والتناسلية، الدكتور «عبدالله»، حيث قال فى تصريحاته لـ«الوطن»، إن «مسألة القذف ربما تحدث للشاب دون وقوع تلامس للعضو الذكرى، إلا أن حدوثها أيضاً فى تلك الحالة مرتبط بإثارة الشاب لنفسه فكرياً»، مؤكداً أن عملية القذف مختلفة تماماً عن موضوع «التبول اللاإرادى» الذى قد يحدث لأى شخص دون تحكم فى نفسه.

وكان طبيب الشرقية المعروف إعلامياً بـ«طبيب الميكروباص»، قدم تقريراً طبياً من أحد المستشفيات الخاصة يفيد بأنه يعانى من «استمناء لا إرادى».. وهو كلام مثير للسخرية، لكنه أيضاً يلطخ سمعة الأطباء الذين يخترعون أمراضاً لا وجود لها لتبرئة زميل لهم ألغى عقله وقرر أن يمارس العادة السرية فى الميكروباص وهو يتحرش بطالبة فى كلية الطب تجلس إلى جواره فى الميكروباص!

القضية المتداولة الآن فى المحاكم، والتى كان من المقرر أن تنظرها محكمة جنح ثان الزقازيق، أمس الخميس، يلقى المتهم فيها دعماً «غير أخلاقى».. ففى تصريحات للدكتور «أيمن سالم»، نقيب أطباء الشرقية، قال لـ«الوطن»، إن ما استقر عليه وجدان النقابة بعد فحص الواقعة والوقوف على كافة ملابساتها أن الطبيب برىء ولم يتحرش بالفتاة كما أنه لم يُقدم على ارتكاب أى فعل فاضح عمداً، لافتاً إلى أنه يعانى من حالة مرضية.

وأشار نقيب الأطباء إلى أن أساتذة الطب النفسى أفادوا بأن طبيب جامعة الزقازيق، الذى يواجه تهمة «فعل غير أخلاقى» داخل «ميكروباص»، يعانى من حالة مرضية.

وأوضح نقيب الأطباء أن أساتذة الطب النفسى زاروا الطبيب، واستمعوا إلى أقواله حول الواقعة، مشيراً إلى أنه أبلغهم بأن «ما حدث تكرر معه أكثر من مرة دون إرادته»، وأضاف أن هذا الأمر أكده والده أيضاً، لافتاً إلى أنهم كانوا بصدد عرضه على طبيب مختص.

المرض «المفتكس» الذى تفتّق عنه ذهن المتهم أو أحد أنصاره لا يحدده إلا «الطب الشرعى»، مع طبيب نفسى، فإن ثبت أن هناك مرضاً أعراضه تتضمن: (إخراج العضو الذكرى لا إرادياً، وممارسة العادة السرية علناً، والقذف حتى خارج «البنطلون» وهذا ثابت فى الفيديو الذى صورته الضحية وكذلك فى أحراز القضية).. فهذا معناه أولاً: فصل هذا الطبيب من التدريس بالجامعة وحرمانه من ممارسة الطب لأنه «يمنى على الملأ» وتكرر معه هذا بشهادة نقيبه، وقد يحدث هذا فى قاعة المحاضرات فى «الحرم الجامعى» أو فى مواجهة مريضة كشفت جسدها عليه.

ثانياً: أن تكون من شروط عضوية النقابة وممارسة المهنة التأكد من عدم إصابة الطبيب بالاستمناء اللا إرادى، وأن يعلق الطبيب شهادة بذلك مختومة من نقابة الأطباء فى مكان بارز بعيادته أو المستشفى الذى يمارس فيه الطب حتى نتجنب «العنف ضد النساء».. والأفعال المقززة والمخزية.

ثالثاً: إذا ثبت، بعد عرض المتهم على الطب الشرعى، أنه لا يوجد مرض كهذا فلا بد من معاقبة الطبيب الذى أصدر هذه الشهادة بتهمة «الشهادة الزور» هو والسيد الدكتور نقيب أطباء الشرقية.

وبعد ذلك لا بد أن نبحث علمياً عن «علاج» لهذه الحالة المرضية الفريدة، وأن نحصى ضحاياها، حتى لا نصبح شعباً نجساً، هاتكاً للأعراض، يسير فى الشوارع وبدلاً من أن يتبول على الحائط يستمنى على النساء!!

لقد تسلمت النيابة العامة تقريراً من الطب الشرعى بتحليل السائل الذى عُثر عليه فوق ملابس الطبيب المتهم بممارسة العادة السرية بجوار طالبة بكلية طب الزقازيق والتحرش بها داخل ميكروباص بمحافظة الشرقية يثبت أن الموجود على ملابس الطبيب هو سائل منوى خاص به، وذلك بعد أخذ عينة من المتهم وتحليلها، فتبين مطابقتها بالسائل الموجود على ملابسه.

لكن نقيب الشرقية قرر من اللحظة الأولى لانفجار الفضيحة أن يتدخل لتكون النقابة طرفاً فى المهزلة، وأصدرت النقابة بياناً تعلن فيه تكليف محامى النقابة للدفاع عن الطبيب، ليس هذا وحسب، بل وسعى النقابة -حسب البيان- لإيجاد حلول أخرى عبر تدخُّل حكماء ورواد الأطباء فيما سمته جهود الوساطة!.. وهذا معناه التدخل فى سير القضية «والتأثير على مجراها» عبر التواصل مع الناجية أو ذويها لإيجاد حلول.. والضغط على «الضحية» من سلطة تملك أن تبطش بها وتضيع مستقبلها لأنها طالبة بكلية الطب، وتعيش فى محافظة لها تقاليدها.

هذا تكريس للعنف ضد النساء وحماية لمتحرش ضُبط متلبساً بفعل فاضح، ويجب أن يُساءَل د. «أيمن» على ذلك، فليس من حق النقابات التدخل لحماية أعضائها فى قضايا غير مهنية.

إنها حلقات مترابطة تثبت أن هذا مجتمع تنتشر فيه «السادية»، وأن الضحية التى اختبأت فى منزلها خوفاً من بطش «الكبار» وفضول الصحافة وشماتة هواة الفضيحة.. نموذج لضحايا «السعار الجنسى» فى مواقع «العلم والعمل»، وهذا هو الملف «المسكوت عنه».

افتحوا جروحنا التى تقيّحت وناقشوها فى «النور» بدلاً من الاستمناء تحت الأضواء.. احموا الفتيات فى أماكن العلم والنساء فى مواقع العمل من حمَلة «التصاريح الطبية» باستعراض الأعضاء التناسلية وإرضاء غرائزهم «بالإكراه» بنهش لحم النساء.. وافضحوا كل من تواطأ مع المتحرشين.. حتى لا نتحول إلى مجتمع مجنون يحكمه الخوف والضعف والخجل من «الاستمناء اللاإرادى»!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسكوت عنه فى ملف التحرش المسكوت عنه فى ملف التحرش



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon