توقيت القاهرة المحلي 00:05:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى يكون اختلافهم رحمة

  مصر اليوم -

حتى يكون اختلافهم رحمة

بقلم : سحر الجعارة

نعم أخطأت، باسم الحب أو الرغبة أو الثقة المطلقة فى شاب لا يستحق.. إنها الطالبة «أمل» صاحبة الـ 19 عاما، التى ادعت أن زميلها فى الثانوية العامة يدعى «م. خ. ع»، قام باغتصابها فى عام 2018، وذلك قبل عقد قرانها على شخص آخر، ما نتج عنه حمل الفتاة وإنجابها لطفلة تبلغ من العُمر عامين الآن.

وأكدت «أمل» أنها قامت بالإبلاغ عنه، لكن محاميها لم يقف معها فى منتصف الطريق، ما دفع لحفظ البلاغ المقدم، قبل أن تعلم بحملها وتبدأ رحلة البحث من جديد، متشبثة فى الجنين.. وتدخل النائب العام حينها، عقب معرفته الواقعة، للمطالبة بسرعة التحقيق مع المتهم.. وأثبت تحليل البصمة الوراثية DNA تطابقها مع المتهم.

هنا نبدأ فى الانتباه لما يلى: تعرضت الفتاة لتهديدات بقتل طفلتها «جودى» إذا لم تتنازل، وبعدما قضت المحكمة ببراءة المتهم من تهم الخطف وهتك العرض والاغتصاب، وبعدما أثبت تحليل الـdna أن البنت ابنته قال: (دى جايه من علاقة بالتراضى)!!.

وهنا تدخلت دار الإفتاء لتقول: (عند عدم وجود الفراش الصحيح، بأن يكون الولد ثمرة زنى سواء باغتصاب أم بغيره فلا يثبت بذلك نسبٌ، فماء الزنى هدَرٌ، وفى هذه الحالة يثبت النسب إلى الأم فقط، وعليها إسكانه وحضانته ونفقته وكل أوجه الرعاية التى تستلزمها تربيته، وفى الميراث يحصل التوارث بينه وبين أمه وأقاربها فقط، لأنه ولدها يقينًا ومنسوب إليها، وهو مَحْرَمٌ لها ولسائر محارمها).

ونحن نعلم بالطبع أن «الدولة» هى التى تتحمل تبعات وجود أطفال الزنى، وهى التى تحارب ظاهرة «أطفال الشوارع».. لأن الفقهاء يرفضون الاعتراف بالعلم!.

يقول الدكتور «سعد الدين الهلالى»، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وصاحب كتاب «البصمة الوراثية وعلائقها الشرعية»: إن الـdna ظهرت لأول مرة عام 1985 وأصبحت لها شركات عام 1987.

وأن المجالس الفقهية فى مكة والرياض والكويت ومصر وكل الدول العربية ناقشت موضوع البصمة الوراثية، لافتًا إلى أن الفقهاء المعاصرين توقفوا عند العمل بها لأنها ستكشف أسرار الأسر.. ولفت «الهلالى» إلى أن العلماء كانوا بين نارين الأولى هى إحقاق الحق ومعرفة الأب الحقيقى ونسبته لأولاده، مشيرًا إلى أن ذلك يقابله انهيار المنظومة الاجتماعية).

وفى موقع آخر يقول «الهلالى»: «إن ثمانية من كبار التابعين، إضافة إلى قول عند المالكية، يؤكد نسب الولد من حرام لأبيه.. متابعا: «كثيرون من العلماء قالوا إن ابن الزنى ينسب لأمه، وهى التى تعوله، ولكن هناك رأيا آخر يقول بالتنسيب للأب، فلماذا لا نأخذ أيضًا بالرأى الآخر بغرض إنقاذ الطفل؟».

سوف أطرح بعض الأسئلة على السادة الفقهاء وأتمنى أن يجيبوا عنها.. أولا: بالنسبة لقول الرسول «صلى الله عليه وسلم»: (الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ.. ثُمَّ قَالَ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ احْتَجِبِى مِنْهُ لِمَا رَأَى مِنْ شَبَهِهِ بِعُتْبَةَ فَمَا رَآهَا حَتَّى لَقِىَ اللَّهَ).. فلماذا يكتمون عنا «احتجبى منه» بعدما شككت سودة فى نسب أخيها.. لقد ذهب أكثر القائلين بأن الحرام لا يحرم الحلال.. والبعض الآخر قال إن الحديث حكم بحكمين: حكم ظاهر، وهو الولد للفراش، وحكم باطن، وهو الاحتجاب من أجل الشبهة!.

ثانيا: فى عصر الرسالة المحمدية لم يكن هناك عقود ولا توثيق، فلماذا الإصرار على تفسير لفظ الفراش بأنه «عقد الزوجية»؟.. ولماذا لم يؤخذ فى حالتنا هذه بـ «إقرار الأب» وقد أقر شفاهة كما أثبت تحليل الـDna نسبه؟.. ولماذا تتحمل المرأة وحدها عبء روح بريئة هى «الطفل» ويتبرأ الرجل من كل أدلة الثبوت التى يُحكم بها على المرأة.. أليست هذه ازدواجية فى الأحكام؟.

هذه التساؤلات يجب أن نطرحها اليوم: عندما نجد أمامنا تفسيرين أو حكمين لماذا نطبق أشدهما قسوة على النساء والأطفال، «أليس اختلاف الفقهاء رحمة»؟.

لقد أصبحنا بحاجة إلى ثورة فقهية تفرضها ضرورات العصر.. فلا تشهروا سيوفكم فى وجهى وترهبونى لأخرس.. بل اعملوا عقولكم «البشرية» لتتفق تفسيراتكم مع العلم، فالعلم والقانون ليسا بدعة.. والقضاء يحتاج فقط لقانون يحمى «ضحية» دون غطاء فقهى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى يكون اختلافهم رحمة حتى يكون اختلافهم رحمة



GMT 03:20 2022 الأربعاء ,25 أيار / مايو

فى رئاسة الوزراء!

GMT 01:54 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أوروبا لا تتحمّل انقلابا في فرنسا

GMT 03:11 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

الدعاية سلاح طهران المكسور

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 05:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
  مصر اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 05:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 12:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
  مصر اليوم - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
  مصر اليوم - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس

GMT 04:59 2020 الأحد ,07 حزيران / يونيو

أحمد وفيق يحدد الجيل الذي احتفل بـ"النهاية"

GMT 14:22 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الجمعة 22 مايو

GMT 20:28 2020 السبت ,11 إبريل / نيسان

الهند تسجل 1035 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon