توقيت القاهرة المحلي 17:42:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخُلع وسنينه

  مصر اليوم -

الخُلع وسنينه

بقلم : سحر الجعارة

كنت فى الحادية والعشرين من عمرى، أجلس داخل مسجد سيدنا «الحسين»، فى نهار شهر رمضان، لأردد خلف المأذون: أبرأتك أنا «فلانة» يا زوجى من كافة حقوقى الشرعية «نفقة المتعة والعدة ومؤخر الصداق»، وطلّقنى على ذلك، قبل هذا الموقف بحوالى شهر كنت قد غادرت منزل الزوجية، بعد ستة أشهر زواج، لأتم امتحانات الليسانس فى مدينتى، واشترط علىَّ الزوج السابق التوقيع على «شيك على بياض» وترك ملابسى ومفروشاتى أملاً فى العودة.. تقاضى طليقى من والدى «ثمن حريتى»!.

لم أكن أفهم أن الطلاق على إبراء هو «الخلع»، رغم أنى كنت أدرس «الشريعة» فى ليسانس الآداب قسم الاجتماع، لم أكن أدرك أن حريتى تسمى فى قاموس العائلة «فضيحة».. لم أكن أستوعب كيف يقبل «ذكر» ثمناً لطلاق زوجته؟ لكنى عرفت لاحقاً أن من حق المرأة أن «تفتدى نفسها بالمال» وفقاً للحديث الشريف المتعلق بامرأة ثابت بن قيس.

وجاءت مادة الخلع فى القانون، المادة 20 من القانون رقم 1 لسنة 2000 لتنص على أن للزوجين أن يتراضا فيما بينهما على الخُلع، فإن لم يتراضيا عليه وأقامت الزوجة دعواها بطلبه وافتدت نفسها وخالعت زوجها بالتنازل عن جميع حقوقها المالية الشرعية وردت عليه الصداق الذى أعطاه لها، حكمت المحكمة بتطليقها عليه ولا تحكم المحكمة بالتطليق للخلع إلا بعد محاولة الصلح بين الزوجين.

هدف المشرع كان تجنيب المرأة اللجوء لأقسام الشرطة لإثبات العنف الأسرى، أو الوقوف أمام القاضى لتقلب الفنجان، (كناية عن الشذوذ الجنسى للزوج)، وحصّن القانون مادة الخلع بعدم الاستئناف عليه، فى مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد، الذى قدمه الأزهر لمجلس النواب، تم لىّ عنق «قانون الخلع» لصالح الرجل لأن الحنابلة قالوا: إن الخلع «فسخ» لا طلاق فلا ينقص به عدد الطلقات ما لم يكن بلفظ الطلاق، أما الحنفية وهو المذهب المتبع فى مصر، فقالوا: إنه تارة يكون فسخاً، وتارة يكون طلاقاً!.كل المراد هنا «تحقير المرأة»، فلا تملك حق «تطليق نفسها» خلعاً ولم يذكر القانون شيئاً عن حق احتفاظها بعصمتها فى يدها وهو حق مكفول لها فى وثيقة الزواج!.

«ملالى السنة» أغفلوا ما يترتب على آثار من الخلع أو الفسخ «كما يسمونه»، من حيث العدة أو الخلوة الشرعية، هم فقط يريدون تغليف «القانون المدنى» بألفاظ فقهية ليصبح قانوناً دينياً!.كان فى مشروع القانون الذى تقدم به «المجلس القومى للمرأة» مادة غاية فى الأهمية وهى: «تغليظ العقوبات الجنائية على الزوج حال تراخيه فى إثبات الطلاق».. وهذا معناه المباشر عدم وقوع «الطلاق الشفهى» أما «اجتهاد العمائم» فقد فتح الباب لـ«تقنين الزنا» بمد فترة توثيق الطلاق الشفهى عدة أشهر!.

النائب أشرف رشاد قال: مشروع قانون الأحوال الشخصية به ٣٧ مادة يشوبها عدم الدستورية، لكن يسقط الدستور ليحيا الأزهر على جثث النساء!.سيناريو «حكم المرشد» يتكرر، فحين اختطفت عصابة الإخوان حكم مصر أرادت انتزاع مكتسبات المرأة، لكنى اليوم أثق أن «عظيمات مصر» فى أمان.سأتحدث، ختاماً، عن صاحبة الولاية: لقد أرادوها جارية فاقدة الأهلية، فوجّه الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، فى يوم المرأة العالمى، المستشار «عمر مروان»، وزير العدل، بالتنسيق مع رئيس مجلس القضاء الأعلى، ورئيس مجلس الدولة، للاستعانة بالمرأة فى هاتين الجهتين، تفعيلاً للاستحقاق الدستورى بالمساواة وعدم التمييز تفعيلاً كاملاً.

إذاً.. انتظروا قانون «المساواة وعدم التمييز» ما دام «السيسى» قائدنا.المقال المقبل: (قانون «ساكسونيا» للزواج)

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخُلع وسنينه الخُلع وسنينه



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 17:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس

GMT 04:59 2020 الأحد ,07 حزيران / يونيو

أحمد وفيق يحدد الجيل الذي احتفل بـ"النهاية"

GMT 14:22 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الجمعة 22 مايو

GMT 20:28 2020 السبت ,11 إبريل / نيسان

الهند تسجل 1035 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon