توقيت القاهرة المحلي 23:20:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تزييف الشريعة لاغتيال الأنوثة

  مصر اليوم -

تزييف الشريعة لاغتيال الأنوثة

بقلم : سحر الجعارة

كان لابد أن تقف كل واحدة منهن بشرخها النفسى وإحساسها بالمهانة، تقف «منكسرة» تشعر بأن القيد الذى شل حركتها لا يزال يكبل قدميها.. هى عاجزة عن الحركة، (تعرضت لعملية تشويه لأعضائها التناسلية)، عاجزة عن البوح فالمتهم «والدها».. إنها أصغر من أن تكتشف خدعة الأب: (لنذهب إلى الطبيب للتطعيم ضد كورونا)!.. وهى أكبر من أن تصرخ بوجعها السرى أو أن تدرك تبعاته!.

ثلاث فتيات فى عمر الزهور («س» 11 عاما، و«ل» 9 أعوام، و«ت» 8 أعوام)، لم تتفتح إحداهن لتدرك معنى «الأنوثة».. لم تتلق تعليما يعرفها ما هى «الرغبة» وما هو «الارتواء الجنسى».. لقد خدرهن المجتمع قبل أن يرتكب الأب جريمته بالاشتراك مع الطبيب ليخدرهن لاستئصال أوهام الأب الكامنة فى سرداب مغلق بختم العفة!.

لا تعرف إحداهن ما هى عقوبة ختان الإناث، لأول مرة يسمعن كلمة «جريمة».. ويقفن للإدلاء بأقوالهن أمام النيابة العامة: (تم سؤال المجنى عليهن، تعرفن على الطبيب المتهم حالَ عرضه عليهن بالتحقيقات عرضًا قانونيًّا، فقررن خداعَ والدهن لهن بأن أوهمهن بقدوم الطبيب إلى مسكنهن لتطعيمهن ضد فيروس «كورونا»، وحقَنَهن الأخير بعقار ففقدن وعيهن، وبعدما استفقن فوجئن بتقييد أرجلهن، وشعرن بآلام فى أعضائهن التناسلية، فأبلغن والدتهن- المطلقة- بالواقعة، وسألت النيابة العامة الأخيرة وشقيقةَ والد الفتيات- المتهم- فشهدتا بذات المضمون، وأكدت تحريات الشرطة ارتكاب المتهمين الواقعة على نحو ما تقدم).

بحسب تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن استمرار فيروس كورونا (كوفيد- 19 المستجد)، له تأثير كارثى على صحة المرأة فى العالم.. وقد أعلن الصندوق أنه نظرا لتعطل البرامج الرامية إلى منع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية المعروف بالختان بسبب تركيز جهود الاستجابة إلى فيروس «كورونا»، يمكن أن تحدث «مليونى حالة» ختان لفتيات، كان من الممكن تفاديها لولا انتشار الفيروس على مدى العقد المقبل.

لم يكن بمقدور خيال أى أحد التنبؤ باستخدام «كورونا» لخداع فتيات بريئات وذبح أنوثتهن.. وزرع التبلد والبرود مكانها فيما يعرف بـ«تطبيب الختان»... حكم عليهن الطبيب «مسرور السياف» بحياة زائفة لا يعرفهن خلالها المتعة الحقيقية ولا يصلن أبدا لذروة الإشباع.. حياة يدين خلالها الزوج المرأة.. قد يهجرها أو يتزوج عليه لأنها موصومة بـ«البرود الجنسى».. وللمرة الألف سنقول إنه علميا الجزء المستأصل ليس مسؤولا عن الإثارة الجنسية، بل عن الوصول للمتعة المشروعة.

فى بيانها ناشدت النيابة العامة ولاة الأمور والأطباء والمُشرَع، تأكيدا على بيانها الصادر فى الثانى والعشرين من فبراير الماضى، من التصدى لتلك الجريمة، وضرورة إعادة النظر فى العقوبة المنصوص عليها لمرتكبها إذا كان طبيبًا.. لكن المشرع حتى الآن لم يفكر فى تغليظ العقوبة للحد من «الذبح المقنن»!.

وأكدت النيابة أن: المؤسسات الدينية الرسمية منذ زمن بعيد لمست هذا الخطر الناتج عن تلك الظاهرة- بعد أن تبدلت صورتها وتحولت إلى مهازل ليست من الشرع الحنيف فى شىء- استقرت فتاواها على جواز تقييد ولاة الأمر ما كان مباحًا، بل تجريمه فى غالب الأحيان تأسيسًا على قاعدة سد الذريعة، فكان هذا الفقه الشرعى هو ما انتهى إليه القانون الوضعى وأن تصحح المفاهيم والمعتقدات ونحافظ على سلامة الفتيات والبنات.

لكن لا القانون ولا الشرع يمنعان من يعتبر نفسه «المتحدث الرسمى» نيابة عن الخالق من ارتداء ثوب الورع والتقوى، والخروج على وسائل الإعلام للادعاء بأن «الخِفاض أى الختان» من السنة النبوية.. وهذا ما يدفع الآباء لارتكاب جريمة تختين بناتهن!.

مع كل ضحية للختان سوف نكرر صرختنا، ونلح فى حاجتنا إلى «كود أخلاقى» يفرض على خطباء المساجد عدم الترويج للعنف ضد المرأة، وشرعنة التحرش بها أو اغتصابها وضربها، وتحريض الآباء على تشويه الجهاز التناسلى لبناتهم.. خصوصا بعد أن امتد نشاط خطباء المساجد إلى السوشيال ميديا وشن حرب شعواء على النساء.

وحتى يحدث أى من هذا: اصرخوا.. أعلنوا غضبكم.. ابكوا ضحايا اغتيال الأنوثة وتزييف الشريعة.. ووأد النساء نفسيا وبيولوجيا بـ«عاهة مستديمة» لن تفلح فى علاج العاهات الذكورية والمفاهيم المغلوطة عن الشرف الذى يراق دمه وينزف- كل يوم- أمام أعيننا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تزييف الشريعة لاغتيال الأنوثة تزييف الشريعة لاغتيال الأنوثة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon