توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جنود فى دائرة الخطر

  مصر اليوم -

جنود فى دائرة الخطر

بقلم : سحر الجعارة

فى قلب الجروبات الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى ستجد أنينًا مكتوماً، همسات حزينة تدور على رسائل الواتس آب، إنهم جنود من نوع خاص، واجبهم صادر، حقهم فى إعلان أوجاعهم على الجمهور/ القراء.. إنهم الكتيبة العاملة فى مجال الإعلام (مقروءًا- مرئيًا- مسموعًا).. بينهم شباب لم يعش ليحقق أحلامه بعد، وللأسف هؤلاء هم المنوط بهم التغطية الإعلامية لجائحة كورونا «كوفيد 19 المستجد».. بينهم صحفيون ومراسلون لقنوات فضائية.. ساعات العمل لا تعرف «الحظر» ولا «التباعد الاجتماعى» حتى تدور ماكينات الطباعة، وتتوالى المشاهد على الشاشة لنشر الوعى بين المواطنين وتعريفهم بالإجراءات الوقائية من الفيروس وطرق الوصول للمستشفيات ووسائل العزل المنزلى.

وفى كتيبة الصحفيين، ستجد كُتابا تجاوزوا الستين عاما، واجبهم يفرض عليهم - أحيانا - التردد على المطابع والإشراف على كل كلمة تُنشر من المانشيت الرئيسى إلى بريد القراء.. ومنهم أيضا من يدير قناة أو يقدم برنامجا.. وقدر الاستطاعة أوقفت معظم القنوات العربية والأجنبية استضافة المسؤولين أو الخبراء بالاستوديو، واكتفت إما بإرسال كاميرا للبث المباشر أو للتحاور عبر سكايب أو حتى بواسطة الهاتف.

لم يكن غريبا - إذن - أن نسمع كل يوم عن زميل أٌصيب بفيروس كورونا، فلاقى بعض كبار الصحفيين ربهم تأثراً بالإصابة بكورونا.

كان واضحًا أنه مع تفشى الوباء فإن الصحفى فى مقدمة صفوف التعرض للإصابة، وهذا قدر وطبيعة المهنة التى نجد بينها المراسل الحربى أو من يغطى الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات.. إنهم دائما فى دائرة الخطر.

وفى اليوم العالمى للصحافة، أوائل شهر مايو، ناشد أمين عام الأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش»، فى كلمة متلفزة، ناشد الحكومات أن تحمى العاملين فى وسائل الإعلام وتعزز حرية الصحافة.. ووصف «جوتيريش» الصحافة بأنها تقدم «الترياق» بما تقدمه من أنباء وتحليلات علمية مؤكدة ومدعومة بالوقائع.

كان لابد أن تتحرك نقابة الصحفيين والهيئة الوطنية للصحافة لنجدة الزملاء المصابين وحمايتهم هم وأسرهم، وربما لابد هنا أن نذكر دور الزميل «أيمن عبدالمجيد»، رئيس لجنتى التشريعات الصحفية والرعاية الاجتماعية والصحية بالنقابة، الذى بادر بتوفير مستلزمات الوقاية للصحفيين.. ولكن تظل مشكلة الحصول على سرير فى أحد مستشفيات العزل تحتاج لإجراءات حاسمة من الحكومة، خاصة مع تزايد أداد المصابين والوفيات مما ينبئ بكارثة فى حالة «الفتح التدريجى» دون تقوية المنظومة الصحية وتوفير الرعاية الكاملة لكل فئات الشعب.

لم أكن أشأ أن أكتب عن أبناء مهنة «البحث عن المتاعب»، إلا أنى فوجئت بكلمات رقيقة من الإعلامية «آية عبدالرحمن» على موقع «الفيسبوك».. تقول: «الحمدلله تم التأكد من إصابتى بفيروس كورونا»، مطالبة بالدعاء لها بالشفاء.. وأضافت: «واثقة أن ربنا هيرزقنى الشفاء قريبا جدًا بفضل محبتكم ودعواتكم العظيمة».

لقد عُرفت «آية» فى «منتدى شباب العالم» بشرم الشيخ وهى تتنقل ببراعة مثل فراشة رقيقة لتنقل الأخبار.. عرفتها متفائلة مقبلة على الحياة حتى وهى تذيع نبأ إصابتها بكورونا.

ومن تابع أداء «إكسترا نيوز» فى الفترة الأخيرة كان يمكنه أن يتوقع أن «آية» لن تكون الأخيرة.. تتابعت الأنباء لنعرف بإصابة «ريهام السهلى».. وكل منهما لم تتوانَ عن أداء واجبها للحظة، التزما بشرف المهنة ولم تتركا الميدان لحظة، فهما تعلمان أن الجمهور متعطش للمعلومة، وأن واجبهما ليس التصدى لفيروس قاتل فحسب، بل أيضا التصدى لحرب الشائعات والأخبار المضللة فى مثل هذه الظروف الاستثنائية.

ورغم الحزن الذى تلبسنى، تذكرت مواقف كثيرة جمعتنى بصديقتى الغالية «ريهام السهلى».. منذ كنا نحارب عصابهة الإخوان التى استولت على الحكم، (كانت آنذاك فى قناة المحور)، وكنا نعلم أننا هدف لميليشياتهم، لكننا لم نفقد إيماننا بقوة الكلمة، ولم نترك ساحة المعركة، وكان كل لقاء يضعنا على حافة الاغتيال.. وبعدها كنا نتناوب القلق على مصير البلد. الآن - ياصديقتى - لا يمكننا أن نتقاسم القلق وانتظار لحظة شفائك وانتصارك على الفيروس اللعين.. للأسف، رحلة العلاج تعزلنا عمن نحب.. وكل أملى أن تربت كلماتى هذه على كتف كل مصاب وكل أسرة منكوبة بمرض أحد أفرادها.

ويقينى أننى سأنتظر منكم قصة انتصاركم على كورونا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنود فى دائرة الخطر جنود فى دائرة الخطر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon