توقيت القاهرة المحلي 04:39:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جنود فى دائرة الخطر

  مصر اليوم -

جنود فى دائرة الخطر

بقلم : سحر الجعارة

فى قلب الجروبات الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى ستجد أنينًا مكتوماً، همسات حزينة تدور على رسائل الواتس آب، إنهم جنود من نوع خاص، واجبهم صادر، حقهم فى إعلان أوجاعهم على الجمهور/ القراء.. إنهم الكتيبة العاملة فى مجال الإعلام (مقروءًا- مرئيًا- مسموعًا).. بينهم شباب لم يعش ليحقق أحلامه بعد، وللأسف هؤلاء هم المنوط بهم التغطية الإعلامية لجائحة كورونا «كوفيد 19 المستجد».. بينهم صحفيون ومراسلون لقنوات فضائية.. ساعات العمل لا تعرف «الحظر» ولا «التباعد الاجتماعى» حتى تدور ماكينات الطباعة، وتتوالى المشاهد على الشاشة لنشر الوعى بين المواطنين وتعريفهم بالإجراءات الوقائية من الفيروس وطرق الوصول للمستشفيات ووسائل العزل المنزلى.

وفى كتيبة الصحفيين، ستجد كُتابا تجاوزوا الستين عاما، واجبهم يفرض عليهم - أحيانا - التردد على المطابع والإشراف على كل كلمة تُنشر من المانشيت الرئيسى إلى بريد القراء.. ومنهم أيضا من يدير قناة أو يقدم برنامجا.. وقدر الاستطاعة أوقفت معظم القنوات العربية والأجنبية استضافة المسؤولين أو الخبراء بالاستوديو، واكتفت إما بإرسال كاميرا للبث المباشر أو للتحاور عبر سكايب أو حتى بواسطة الهاتف.

لم يكن غريبا - إذن - أن نسمع كل يوم عن زميل أٌصيب بفيروس كورونا، فلاقى بعض كبار الصحفيين ربهم تأثراً بالإصابة بكورونا.

كان واضحًا أنه مع تفشى الوباء فإن الصحفى فى مقدمة صفوف التعرض للإصابة، وهذا قدر وطبيعة المهنة التى نجد بينها المراسل الحربى أو من يغطى الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات.. إنهم دائما فى دائرة الخطر.

وفى اليوم العالمى للصحافة، أوائل شهر مايو، ناشد أمين عام الأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش»، فى كلمة متلفزة، ناشد الحكومات أن تحمى العاملين فى وسائل الإعلام وتعزز حرية الصحافة.. ووصف «جوتيريش» الصحافة بأنها تقدم «الترياق» بما تقدمه من أنباء وتحليلات علمية مؤكدة ومدعومة بالوقائع.

كان لابد أن تتحرك نقابة الصحفيين والهيئة الوطنية للصحافة لنجدة الزملاء المصابين وحمايتهم هم وأسرهم، وربما لابد هنا أن نذكر دور الزميل «أيمن عبدالمجيد»، رئيس لجنتى التشريعات الصحفية والرعاية الاجتماعية والصحية بالنقابة، الذى بادر بتوفير مستلزمات الوقاية للصحفيين.. ولكن تظل مشكلة الحصول على سرير فى أحد مستشفيات العزل تحتاج لإجراءات حاسمة من الحكومة، خاصة مع تزايد أداد المصابين والوفيات مما ينبئ بكارثة فى حالة «الفتح التدريجى» دون تقوية المنظومة الصحية وتوفير الرعاية الكاملة لكل فئات الشعب.

لم أكن أشأ أن أكتب عن أبناء مهنة «البحث عن المتاعب»، إلا أنى فوجئت بكلمات رقيقة من الإعلامية «آية عبدالرحمن» على موقع «الفيسبوك».. تقول: «الحمدلله تم التأكد من إصابتى بفيروس كورونا»، مطالبة بالدعاء لها بالشفاء.. وأضافت: «واثقة أن ربنا هيرزقنى الشفاء قريبا جدًا بفضل محبتكم ودعواتكم العظيمة».

لقد عُرفت «آية» فى «منتدى شباب العالم» بشرم الشيخ وهى تتنقل ببراعة مثل فراشة رقيقة لتنقل الأخبار.. عرفتها متفائلة مقبلة على الحياة حتى وهى تذيع نبأ إصابتها بكورونا.

ومن تابع أداء «إكسترا نيوز» فى الفترة الأخيرة كان يمكنه أن يتوقع أن «آية» لن تكون الأخيرة.. تتابعت الأنباء لنعرف بإصابة «ريهام السهلى».. وكل منهما لم تتوانَ عن أداء واجبها للحظة، التزما بشرف المهنة ولم تتركا الميدان لحظة، فهما تعلمان أن الجمهور متعطش للمعلومة، وأن واجبهما ليس التصدى لفيروس قاتل فحسب، بل أيضا التصدى لحرب الشائعات والأخبار المضللة فى مثل هذه الظروف الاستثنائية.

ورغم الحزن الذى تلبسنى، تذكرت مواقف كثيرة جمعتنى بصديقتى الغالية «ريهام السهلى».. منذ كنا نحارب عصابهة الإخوان التى استولت على الحكم، (كانت آنذاك فى قناة المحور)، وكنا نعلم أننا هدف لميليشياتهم، لكننا لم نفقد إيماننا بقوة الكلمة، ولم نترك ساحة المعركة، وكان كل لقاء يضعنا على حافة الاغتيال.. وبعدها كنا نتناوب القلق على مصير البلد. الآن - ياصديقتى - لا يمكننا أن نتقاسم القلق وانتظار لحظة شفائك وانتصارك على الفيروس اللعين.. للأسف، رحلة العلاج تعزلنا عمن نحب.. وكل أملى أن تربت كلماتى هذه على كتف كل مصاب وكل أسرة منكوبة بمرض أحد أفرادها.

ويقينى أننى سأنتظر منكم قصة انتصاركم على كورونا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنود فى دائرة الخطر جنود فى دائرة الخطر



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 05:51 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سامسونغ تطلق نسخة جديدة من "جلاكسي فولد" القابل للطي

GMT 11:37 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات قاتلة طفليها في محافظة الدقهلية

GMT 21:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل وفاة 35 معتمرًا وإصابة 4 إثر حادث "مكة"

GMT 00:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تنتظر استدعاء النيابة بشأن الفيديو الإباحي

GMT 09:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن سلمان يلتقط صور"سلفي" في "الفورميلا أي"

GMT 07:39 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"جزر السيشل" في المحيط الهندي جنة لعشاق الطبيعة

GMT 19:26 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 20:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

المطربة ساندي تتعرض للإصابة خلال تصوير "عيش حياتك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon