توقيت القاهرة المحلي 15:06:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزنا بين النص والفقه والمجتمع

  مصر اليوم -

الزنا بين النص والفقه والمجتمع

بقلم : سحر الجعارة

تنص المادة 58 من الدستور على أن للمنازل حرمة، وفيما عدا حالات الخطر، أو الاستغاثة، لا يجوز دخولها ولا تفتيشها ولا مراقبتها أو التنصت عليها إلا بأمر قضائى مسبب، لكن هناك من اعتبروا أنفسهم فوق الدستور وأنهم وكلاء الله على الأرض لفرض الوصاية على أعراض النساء بانتهاكها وإقامة محاكم التفتيش وإصدار أحكام البلطجة ضد البشر وتطبيقها، دون رادع من قانون أو دستور لأن أجنحة الملائكة نبتت فى ظهورهم لتخفى نواياهم الخبيثة للهيمنة على المجتمع بإحداث الفوضى، إنها جماعات «النهى عن المعروف» المتخفية بجلباب التقوى المهترئ كلهم مرتزقة يرفعون المصاحف على زجاجات مولوتوف ويتقاضون الأجرة لا مانع أن يكون الدافع طمعاً فى شقة، مثلما حدث لسيدة السلام، المتهمون الثلاثة فى الواقعة، أقروا أمام النيابة العامة بارتكابهم جرائم حجز المجنى عليها والشخص الذى كان فى رفقتها دون وجه حقٍّ وتعذيب الأخير بدنياً، واستعراضهم القوة والتلويح بالعنف، واستخدامها ضد المجنى عليهما بقصد ترويعهما وتخويفهما بإلحاق الأذى بهما، وكان من شأن ذلك إلقاء الرعب فى نفسيهما، وتعريض حياتهما وسلامتهما للخطر، ودخولهم مسكن المجنى عليها بقصد ارتكاب هاتين الجريمتين، وحيازتهم أدوات ممَّا تستخدم فى الاعتداء على الأشخاص، وأكد المتهمون أن المجنى عليها ألقت بنفسها من شرفة المسكن بعدما أرهبوها، إنها شرعنة العنف فى مجتمع يستبيح أعراض النساء، لقد خططوا للمسكينة أن تموت موصومة بعار الزنا، وفى محاولة للتفرقة بين ما ورد عن الزنا فى النص القرآنى، والفهم المغلوط الذى روجه الفقهاء لنفس المصطلح، نقرأ للكابتن طيار حورس الشمسى، المفكر البارز وأحد المؤثرين على السوشيال ميديا ما كتبه عن الجنس فى القرآن متسقاً مع عصره وأكثر تسامحاً من مفهوم الزنا الفقهى، الزنا القرآنى هو ممارسة الجنس فى الطريق العام فقط «العلنى»، ممنوع قرآنياً إطلاق لفظة زنا إلا إذا كانت مصحوبة بشهادة أربعة شهود عدول يرون المرود فى المكحلة وإلا فأنت تعرض نفسك للجلد ٨٠ جلدة، وهذا ما يثبت التفسير الخاطئ لحديث: «أَيُّما امُرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ، فَمَرَّتْ بِقَوْمٍ لِيجِدُوا رِيحَها، فهى زانِيةُ» بشهادة مفتى مصر د. شوقى علام، البغاء هو مهنة غير مستحبة لكنها مغفورة، اللمم مغفور، من يطلق على فعل الجنس خارج نطاق الزواج لفظة زنا يجلد ٨٠ جلدة.. ومن يطلق على بغىّ أنها زانية يجلد ٨٠ جلدة.. طالما لم يستوف شرط رؤية الأربعة شهود عدول للمرود فى المكحلة، إذا اتهم الزوج زوجته بالزنا ليس هناك شىء اسمه غيرة أو حمية توجب القتل ولا الإيذاء، إنما فقط الملاعنة ولا ينسب الأبناء له، الحمل تسعة أشهر فقط، كل شىء مسمى باسمه دون وصاية دون مداراة دون ادعاء فضيلة، أما عن الزنا الفقهى كما فسره مدّعو الفضيلة، فيقول كابتن حورس الشمسى: يُطلق لفظ زنا على أى جنس خارج نطاق الزواج، يطلق لفظة زانية على البغى، ثم لاحظ تناقضات مدّعو الفضيلة: إذا الزوجة مارست الجنس مع الحى بأكمله يُنسب أبناؤها للزوج ومن يتهمها بالزنا يجلد ٨٠ جلدة، لانتفاء شرط الأربعة شهود السابق ذكره، لذلك من المضحك فى ضوء قاعدة الولد للفراش وللعاهر الحجر ادعاؤهم بأن سبب إلغاء التبنى هو لعدم اختلاط الأنساب، مدة الحمل يمكن أن تزيد على أربع سنوات، الاغتصاب والبيدوفيليا لم يكن لهما اعتبار، والقضاء فيهما حسب الهوى والزمن وحيثية المتورطين أى أن المهم الكذب والخفاء وافعل ما تشاء، كل من يدعون أن الجنس خارج نطاق الزواج أو أن الجنس بالتراضى هو زنا، هم مدعو فضيلة وأوصياء أخلاقيون فقط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزنا بين النص والفقه والمجتمع الزنا بين النص والفقه والمجتمع



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon