توقيت القاهرة المحلي 22:26:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الزنا بين النص والفقه والمجتمع

  مصر اليوم -

الزنا بين النص والفقه والمجتمع

بقلم : سحر الجعارة

تنص المادة 58 من الدستور على أن للمنازل حرمة، وفيما عدا حالات الخطر، أو الاستغاثة، لا يجوز دخولها ولا تفتيشها ولا مراقبتها أو التنصت عليها إلا بأمر قضائى مسبب، لكن هناك من اعتبروا أنفسهم فوق الدستور وأنهم وكلاء الله على الأرض لفرض الوصاية على أعراض النساء بانتهاكها وإقامة محاكم التفتيش وإصدار أحكام البلطجة ضد البشر وتطبيقها، دون رادع من قانون أو دستور لأن أجنحة الملائكة نبتت فى ظهورهم لتخفى نواياهم الخبيثة للهيمنة على المجتمع بإحداث الفوضى، إنها جماعات «النهى عن المعروف» المتخفية بجلباب التقوى المهترئ كلهم مرتزقة يرفعون المصاحف على زجاجات مولوتوف ويتقاضون الأجرة لا مانع أن يكون الدافع طمعاً فى شقة، مثلما حدث لسيدة السلام، المتهمون الثلاثة فى الواقعة، أقروا أمام النيابة العامة بارتكابهم جرائم حجز المجنى عليها والشخص الذى كان فى رفقتها دون وجه حقٍّ وتعذيب الأخير بدنياً، واستعراضهم القوة والتلويح بالعنف، واستخدامها ضد المجنى عليهما بقصد ترويعهما وتخويفهما بإلحاق الأذى بهما، وكان من شأن ذلك إلقاء الرعب فى نفسيهما، وتعريض حياتهما وسلامتهما للخطر، ودخولهم مسكن المجنى عليها بقصد ارتكاب هاتين الجريمتين، وحيازتهم أدوات ممَّا تستخدم فى الاعتداء على الأشخاص، وأكد المتهمون أن المجنى عليها ألقت بنفسها من شرفة المسكن بعدما أرهبوها، إنها شرعنة العنف فى مجتمع يستبيح أعراض النساء، لقد خططوا للمسكينة أن تموت موصومة بعار الزنا، وفى محاولة للتفرقة بين ما ورد عن الزنا فى النص القرآنى، والفهم المغلوط الذى روجه الفقهاء لنفس المصطلح، نقرأ للكابتن طيار حورس الشمسى، المفكر البارز وأحد المؤثرين على السوشيال ميديا ما كتبه عن الجنس فى القرآن متسقاً مع عصره وأكثر تسامحاً من مفهوم الزنا الفقهى، الزنا القرآنى هو ممارسة الجنس فى الطريق العام فقط «العلنى»، ممنوع قرآنياً إطلاق لفظة زنا إلا إذا كانت مصحوبة بشهادة أربعة شهود عدول يرون المرود فى المكحلة وإلا فأنت تعرض نفسك للجلد ٨٠ جلدة، وهذا ما يثبت التفسير الخاطئ لحديث: «أَيُّما امُرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ، فَمَرَّتْ بِقَوْمٍ لِيجِدُوا رِيحَها، فهى زانِيةُ» بشهادة مفتى مصر د. شوقى علام، البغاء هو مهنة غير مستحبة لكنها مغفورة، اللمم مغفور، من يطلق على فعل الجنس خارج نطاق الزواج لفظة زنا يجلد ٨٠ جلدة.. ومن يطلق على بغىّ أنها زانية يجلد ٨٠ جلدة.. طالما لم يستوف شرط رؤية الأربعة شهود عدول للمرود فى المكحلة، إذا اتهم الزوج زوجته بالزنا ليس هناك شىء اسمه غيرة أو حمية توجب القتل ولا الإيذاء، إنما فقط الملاعنة ولا ينسب الأبناء له، الحمل تسعة أشهر فقط، كل شىء مسمى باسمه دون وصاية دون مداراة دون ادعاء فضيلة، أما عن الزنا الفقهى كما فسره مدّعو الفضيلة، فيقول كابتن حورس الشمسى: يُطلق لفظ زنا على أى جنس خارج نطاق الزواج، يطلق لفظة زانية على البغى، ثم لاحظ تناقضات مدّعو الفضيلة: إذا الزوجة مارست الجنس مع الحى بأكمله يُنسب أبناؤها للزوج ومن يتهمها بالزنا يجلد ٨٠ جلدة، لانتفاء شرط الأربعة شهود السابق ذكره، لذلك من المضحك فى ضوء قاعدة الولد للفراش وللعاهر الحجر ادعاؤهم بأن سبب إلغاء التبنى هو لعدم اختلاط الأنساب، مدة الحمل يمكن أن تزيد على أربع سنوات، الاغتصاب والبيدوفيليا لم يكن لهما اعتبار، والقضاء فيهما حسب الهوى والزمن وحيثية المتورطين أى أن المهم الكذب والخفاء وافعل ما تشاء، كل من يدعون أن الجنس خارج نطاق الزواج أو أن الجنس بالتراضى هو زنا، هم مدعو فضيلة وأوصياء أخلاقيون فقط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزنا بين النص والفقه والمجتمع الزنا بين النص والفقه والمجتمع



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
  مصر اليوم - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 22:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب
  مصر اليوم - إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 12:11 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق للقضاء على مشكلة الشعر المتقصف بلا رجعة

GMT 04:36 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جهود مكثفة لكشف غموض اختفاء فتاة في أسيوط
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon