توقيت القاهرة المحلي 21:50:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شاء من شاء وانتحر من أبى

  مصر اليوم -

شاء من شاء وانتحر من أبى

بقلم :سحر الجعارة

(يا أيها البشر والآلهة الذين فى الجبل.. إنها السيدة الوحيدة.. مهابة لإيزيس فإنها التى تلد النهار.. مهابة لإيزيس فإنها سيدة الغرب والأرضين معاً.. مهابة لإيزيس فإنها عين رع عظيمة القدر فى الأقاليم.. مهابة لإيزيس فإنها التى تهب الكثير لملك مصر العليا والسفلى).. كان صوت الفنانة «أميرة سليم» يزلزل المكان وكأنها تجسد أسطورة «إيزيس»، أحد آلهة الديانة المصرية القديمة.. لتعيد الأسطورة تجميع لوحة الفسيفساء المصرية، تماماً كما جمعت «إيزيس» أشلاء جثة زوجها الملك الإلهى «أوزوريس».. وأنجبت «حورس» لينتصر على «ست»، إله الشر والظلام.

لم تكن صدفة أن تغنى «أميرة» اللغة القبطية وهى آخر مراحل تطور اللغة المصرية القديمة.. ولا كانت صدفة أن يقف النجم «خالد النبوى» داخل المعبد اليهودى ليقرأ جزءاً من وصايا التوراة: (أكرم أباك وأمك، لا تزنِ، لا تشهد على قريبك شهادة زور، لا تقتل، لا تسرق، لا تشتهى ما يملكه جارك).. فى الفيلم التسجيلى «مصر الحضارة»، الذى طاف خلاله «خالد» بثلاثة معالم دينية يهودية ومسيحية وإسلامية، معبد الهالونوفا اليهودى، والكنيسة المعلقة، وجامع الأزهر.. تجلت مصر حاضنة الأديان «شاء من شاء وأبى من أبى».. لوحة الفسيفساء المبهرة بحكمة حضاراتها، وعلم «السلف الصالح»، وقوة الدولة المهيمنة على الحكم، وإبهار الفنون والثقافة، وعظمة العمارة والبناء.

فى موقف إجلال وتقدير وقف الرئيس عبدالفتاح السيسى ليستقبل موكب المومياوات الملكية الذى يضم 18 ملكاً و4 ملكات لحظة وصولهم إلى مقرهم الأخير بالمتحف القومى للحضارة بالفسطاط.. إنها إعادة بعث لروح مصر الخلاقة التى أهالوا عليها تراب الرجعية والتخلف والتسلف: (إن هذا المشهد المهيب لدليل جديد على عظمة هذا الشعب الحارس على هذه الحضارة الفريدة الممتدة فى أعماق التاريخ).. هذا بعض ما جاء فى تغريدة الرئيس «السيسى»، وهو يدعو العالم لاستلهام روح أجدادنا العظام لاستكمال طريق البناء والإنسانية.

كان المشهد مبهراً، والعالم أجمع يكتم أنفاسه ليتابع انتصاراً مضافاً لمصر الحديثة، حين تقهر الحضارة التخلف والرجعية.. وتنتصر الفنون على التكفير.. ويرفع التحنيط صوت العلم.. لتسقط تخاريف حرمة عرض المومياوات.. وتنطلق طلقات 21 مدفعاً ابتهاجاً بوصول موكب ملوك مصر القديمة.

مصر الحرة تكتب سطوراً جديدة فى سجل الخلود: الدقة، الإبداع، الاحتراف، التقنية الحديثة، احتضان الشوارع والميادين لتراث الأجداد ورقصات الصبايا.

مصر تستعيد هويتها الحقيقية، تخلع العمامة لتزيّن جبينها بتاج الحرية، تنتصر للإنسان دون أن تشق صدره «شاء من شاء وانتحر من أبى».. إنه عيد للعقل الذى تم تغييبه.. للضمير الذى خدّروه وغيّبوه ليستولوا على الحكم بالفاشية الدينية.. عيد للوعى الذى زيّفوه.. للتاريخ الذى زوّروه.. إنه انتصار لإرادة الشعب وللقائد «السيسى» الذى يعرف قيمة الحضارة المصرية كـ«تراث إنسانى»، وجدواها ومردودها الاقتصادى على السياحة الثقافية.

(مصر هى كتاب مفتوح على التنوع الثقافى للبشرية. يجب أن يعطينا ذلك الشجاعة والإرادة السياسية للرد على التطرف وتعزيز قيم الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادل من أجل السلام).. هذا الوصف لـ«إيرينا بوكوفا»، المديرة العامة لليونيسكو.

أطاحت المومياوات من عرباتها بأصنام التكفير، وأسقطت معابد الكهنة.. واستعادت مجدها ومكانتها.. مصر -التى نعشقها- عزفت سيمفونية حديثة على آلة الهارب الفرعونية، ونحتت فى التاريخ الحديث أسماء جديدة.. وسجلت بحروف من نور انتصار «حورس» على آلهة الظلام قديماً وحديثاً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاء من شاء وانتحر من أبى شاء من شاء وانتحر من أبى



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
  مصر اليوم - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم
  مصر اليوم - الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 11:26 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما
  مصر اليوم - هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon