توقيت القاهرة المحلي 00:05:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوعى طوق النجاة

  مصر اليوم -

الوعى طوق النجاة

بقلم : سحر الجعارة

يدرك الرئيس «عبد الفتاح السيسي» جيدًا كيف يعمل العدو، وما الآليات التى مكنته من إسقاط بعض دول الجوار «من الداخل»، فحروب الجيل الخامس أو ما يسمى «الجيل الرابع المتقدم»، يتم خلالها احتلال العقل الجمعى، ومن ثم يتولى «ناس مننا» تسليم الأرض للمحتل.. البعض يدخل وهو شبه مغيب المعركة، لا يعرف عدوه من حليفه، ويتصور أنه بتصديق الشائعات والأكاذيب والترويج لها أنه ينفذ «أجندة وطنية»، فى حين أنه ينفذ «مؤامرة» تمت كتابتها فى أرض بعيدة، ليحارب بالإنابة لحساب رجل جالس فى «جهة ما» قد تكون استخباراتية أو عسكرية.. حتى نصل إلى مشهد «السقوط من الداخل»!.

32 للقوات المسلحة بمناسبة نصر أكتوبر المجيد، إن مصر لا يمكن هزيمتها بحرب من الخارج.. مشددا على أهمية «الوعى» وضرورة الحفاظ على الدولة، مشيرًا إلى أن الحروب والمواجهات التى تتم لإسقاط الدولة أو هزيمتها وعرقلة تقدمها كانت حروبا مباشرة.

ونوه بأن هناك أجيالًا جديدة من الحروب الآن تتعامل مع التحديات الموجودة وتعيد تصديرها للرأى العام فى مصر، متابعًا: «من ثَمّ يكون الرأى العام هو أداة التدمير للدولة».

وجه الرئيس كلمته إلى الرأى العام، وأجاب على الشائعات التى تتردد من القنوات التابعة لدول معادية لمصر قائلا: «الإعلام اللى برا بيقول دول فاسدين سايبينكم وبيعذبوكم، لا والله.. والله لأحاجى الكل يوم القيامة على اللى إحنا بنعمله لبلدنا».

وأكد الرئيس أهمية الوقوف ثابتين فى مواجهة التحديات التى تواجهنا داخليا وخارجيا، مؤكدا حرصه على أن يكون واضحًا فى طرح جميع المشاكل على الشعب، متابعًا أنه «لا يجعل الشعب يعيش الوهم من خلال الوعود الكاذبة أو الخداع».

وأضاف أن الدولة تعمل بكل جهد وتصميم وفكر؛ لإحراز تقدم فى ملف النمو السكانى، مطالبا المصريين والمسؤولين والمفكرين والمثقفين بالحفاظ على استقرار الدولة.

وقال الرئيس السيسى: «إحنا بنموّت نفسنا عمل وجهد وفكر.. عشان نطلع بالدولة قدام»، وأقسم على أن ما تحقق فى 6 سنوات فى مصر تجاوز عمل 20 عامًا.

لكن اللافت للنظر أن الرئيس عادةً ما يتحدث عن الإنجازات التى تحققت، بينما من يراها بالعين يشيع الإحباط ويشكك فى جدواها الاقتصادية، ربما هذا ما دفع الرئيس لأن يخاطب المفكرين والمثقفين.. وربما لهذا كان تكريم أبطال مسلسل «الاختيار»، وقال الرئيس: «إن المسلسل قدم صورة رائعة، وحمل صدقًا حقيقيًا، ولم يَقصر الرسالة التى حملها على المصريين فقط، ولكن كمان وصلت للخارج»، وأضاف أن ما تم تقديمه فى «الاختيار» لم تكن به مبالغة، وكانت وقائع حقيقية رغم ما حملته من قسوة للمصريين، وأشار إلى أنه خلال سنين كثيرة من تناول إعلامى لموضوعات تتم فى سيناء لم تصل للناس بنفس المستوى الذى استطاع العمل توصيله خلال شهر، وقال إن «فكرة المسلسل أكثر من رائعة وعظيمة».. وهذه اللفتة إدراكًا من الرئيس لأهمية «القوى الناعمة» لمصر وقدرتها على تنمية الوعى الوطنى وتربية الأجيال الجديدة التى لم تشهد حروبًا على الحس الوطنى برؤية الملاحم العسكرية.

لقد كانت حروب الجيل الرابع تعتمد على «اللا عنف»، واختارت منهج الهدم من الداخل، ثم جاءت حروب الجيل الخامس لتستخدم العنف المسلح عبر مجموعات «عقائدية مسلحة» وعصابات التهريب المنظم والتنظيمات الصغيرة المدربة صاحبة الأدوار الممنهجة، حيث يستخدم فيها مَن تم تجنيدهم بالتكنولوجيا المتقدمة، والسبل الحديثة لحشد الدعم المعنوى والشعبى.

فى هذا السياق، يمكن أن تعتبر «الفساد» إحدى آليات حروب الجيل الخامس، وأن محاربته أشد ضراوة من محاربة الإرهاب المسلح.

إن لم ننتبه إلى أننا نخوض حروبًا على جبهات عديدة: (التنمية، الإرهاب، الفساد، المؤامرات الداخلية)، وأن وعى المواطن بذلك هو «طوق النجاة».. وعيه بأن ما يعانيه اقتصاديا يسمى «اقتصاد حرب»، وأن عليه دورا ومسؤولية على السوشيال ميديا فى مواجهة الشائعات والأكاذيب وكأنه مجند فى كتيبة «إعلام شعبى».. إن لم يحدث هذا، فسوف يتمكن العدو من اختراق عقل الوطن وتغذيته بما يشاء من أفكار تحريضية، كلها تصب فى محاولة إسقاط مصر.. لا قدر الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوعى طوق النجاة الوعى طوق النجاة



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 05:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
  مصر اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 05:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 12:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
  مصر اليوم - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
  مصر اليوم - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس

GMT 04:59 2020 الأحد ,07 حزيران / يونيو

أحمد وفيق يحدد الجيل الذي احتفل بـ"النهاية"

GMT 14:22 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الجمعة 22 مايو

GMT 20:28 2020 السبت ,11 إبريل / نيسان

الهند تسجل 1035 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon