توقيت القاهرة المحلي 22:26:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوعى طوق النجاة

  مصر اليوم -

الوعى طوق النجاة

بقلم : سحر الجعارة

يدرك الرئيس «عبد الفتاح السيسي» جيدًا كيف يعمل العدو، وما الآليات التى مكنته من إسقاط بعض دول الجوار «من الداخل»، فحروب الجيل الخامس أو ما يسمى «الجيل الرابع المتقدم»، يتم خلالها احتلال العقل الجمعى، ومن ثم يتولى «ناس مننا» تسليم الأرض للمحتل.. البعض يدخل وهو شبه مغيب المعركة، لا يعرف عدوه من حليفه، ويتصور أنه بتصديق الشائعات والأكاذيب والترويج لها أنه ينفذ «أجندة وطنية»، فى حين أنه ينفذ «مؤامرة» تمت كتابتها فى أرض بعيدة، ليحارب بالإنابة لحساب رجل جالس فى «جهة ما» قد تكون استخباراتية أو عسكرية.. حتى نصل إلى مشهد «السقوط من الداخل»!.

32 للقوات المسلحة بمناسبة نصر أكتوبر المجيد، إن مصر لا يمكن هزيمتها بحرب من الخارج.. مشددا على أهمية «الوعى» وضرورة الحفاظ على الدولة، مشيرًا إلى أن الحروب والمواجهات التى تتم لإسقاط الدولة أو هزيمتها وعرقلة تقدمها كانت حروبا مباشرة.

ونوه بأن هناك أجيالًا جديدة من الحروب الآن تتعامل مع التحديات الموجودة وتعيد تصديرها للرأى العام فى مصر، متابعًا: «من ثَمّ يكون الرأى العام هو أداة التدمير للدولة».

وجه الرئيس كلمته إلى الرأى العام، وأجاب على الشائعات التى تتردد من القنوات التابعة لدول معادية لمصر قائلا: «الإعلام اللى برا بيقول دول فاسدين سايبينكم وبيعذبوكم، لا والله.. والله لأحاجى الكل يوم القيامة على اللى إحنا بنعمله لبلدنا».

وأكد الرئيس أهمية الوقوف ثابتين فى مواجهة التحديات التى تواجهنا داخليا وخارجيا، مؤكدا حرصه على أن يكون واضحًا فى طرح جميع المشاكل على الشعب، متابعًا أنه «لا يجعل الشعب يعيش الوهم من خلال الوعود الكاذبة أو الخداع».

وأضاف أن الدولة تعمل بكل جهد وتصميم وفكر؛ لإحراز تقدم فى ملف النمو السكانى، مطالبا المصريين والمسؤولين والمفكرين والمثقفين بالحفاظ على استقرار الدولة.

وقال الرئيس السيسى: «إحنا بنموّت نفسنا عمل وجهد وفكر.. عشان نطلع بالدولة قدام»، وأقسم على أن ما تحقق فى 6 سنوات فى مصر تجاوز عمل 20 عامًا.

لكن اللافت للنظر أن الرئيس عادةً ما يتحدث عن الإنجازات التى تحققت، بينما من يراها بالعين يشيع الإحباط ويشكك فى جدواها الاقتصادية، ربما هذا ما دفع الرئيس لأن يخاطب المفكرين والمثقفين.. وربما لهذا كان تكريم أبطال مسلسل «الاختيار»، وقال الرئيس: «إن المسلسل قدم صورة رائعة، وحمل صدقًا حقيقيًا، ولم يَقصر الرسالة التى حملها على المصريين فقط، ولكن كمان وصلت للخارج»، وأضاف أن ما تم تقديمه فى «الاختيار» لم تكن به مبالغة، وكانت وقائع حقيقية رغم ما حملته من قسوة للمصريين، وأشار إلى أنه خلال سنين كثيرة من تناول إعلامى لموضوعات تتم فى سيناء لم تصل للناس بنفس المستوى الذى استطاع العمل توصيله خلال شهر، وقال إن «فكرة المسلسل أكثر من رائعة وعظيمة».. وهذه اللفتة إدراكًا من الرئيس لأهمية «القوى الناعمة» لمصر وقدرتها على تنمية الوعى الوطنى وتربية الأجيال الجديدة التى لم تشهد حروبًا على الحس الوطنى برؤية الملاحم العسكرية.

لقد كانت حروب الجيل الرابع تعتمد على «اللا عنف»، واختارت منهج الهدم من الداخل، ثم جاءت حروب الجيل الخامس لتستخدم العنف المسلح عبر مجموعات «عقائدية مسلحة» وعصابات التهريب المنظم والتنظيمات الصغيرة المدربة صاحبة الأدوار الممنهجة، حيث يستخدم فيها مَن تم تجنيدهم بالتكنولوجيا المتقدمة، والسبل الحديثة لحشد الدعم المعنوى والشعبى.

فى هذا السياق، يمكن أن تعتبر «الفساد» إحدى آليات حروب الجيل الخامس، وأن محاربته أشد ضراوة من محاربة الإرهاب المسلح.

إن لم ننتبه إلى أننا نخوض حروبًا على جبهات عديدة: (التنمية، الإرهاب، الفساد، المؤامرات الداخلية)، وأن وعى المواطن بذلك هو «طوق النجاة».. وعيه بأن ما يعانيه اقتصاديا يسمى «اقتصاد حرب»، وأن عليه دورا ومسؤولية على السوشيال ميديا فى مواجهة الشائعات والأكاذيب وكأنه مجند فى كتيبة «إعلام شعبى».. إن لم يحدث هذا، فسوف يتمكن العدو من اختراق عقل الوطن وتغذيته بما يشاء من أفكار تحريضية، كلها تصب فى محاولة إسقاط مصر.. لا قدر الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوعى طوق النجاة الوعى طوق النجاة



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
  مصر اليوم - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 22:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب
  مصر اليوم - إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 12:11 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق للقضاء على مشكلة الشعر المتقصف بلا رجعة

GMT 04:36 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جهود مكثفة لكشف غموض اختفاء فتاة في أسيوط
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon