توقيت القاهرة المحلي 22:14:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«يسرا» ملكة الإحساس

  مصر اليوم -

«يسرا» ملكة الإحساس

بقلم : سحر الجعارة

وحدها تستطيع أن تبهرك، أن تجعلك تكتم أنفاسك لتسمع نبضات قلبها، وأنينا مكتوما فى صدرها لم تبح به، وحدها يمكنها أن تجعلك «تتوحد» مع لحظة الإبداع، أن تعايش الشخصية مثلها تماما، أن تتطابق معها فى الإحساس بالقهر وفى الرغبة فى الانتقام.. إنها «يسرا» كتلة الإنسانية التى تجاوزت كل أوصاف النجومية لتخترق وجدانك دون شروط مسبقة، أو تحفظات على القصة والسيناريو وطبيعة الشخصية «وديعة، متنمرة، عاشق، مخدوعة، شريرة.. إلخ».. إنك تصدقها فى كل الحالات لأنها قادرة أن تنتزعك من واقعك لتنتقل معها إلى «اللوكيشن».. وهناك سوف تراها روحا شفافة لا تلمسها، لكنك تدركها بعقلك، تعشقها ظالمة كانت أم مظلومة.

داخل المشرحة كانت «عهد» تنتظر التعرف على جثة وحيدها «هشام ».. وكانت كل نقطة دماء تسرى فى شرايين «يسرا» ترتجف رفضا وإنكارا للإحساس بالفقد.. وكأنها تودع نفسها أو أن روحها تتسلل منها ثم تعود إليها فى ثوان معدودة.. ثوان تمنحك الفرصة لتبكى نيابة عنها، لتسجل لحظة خارج كل أدوات الأداء المتعارف عليها.. لحظة استثنائية فى ذاكرة الدراما العربية، لم تكتمل إلا بمشهد الدفن تلك التى غابت فيها «يسرا»- التى أعرفها جيدا- عن الإحساس بالكاميرات والأضواء، وربما استدعت موقفا مريرا عشناه معها وهى تودع والدتها بالأمس القريب.

بالصدفة المدافن التى اختارها المخرج «سامح عبدالعزيز» شبيهة بمدافن أسرة «يسرا».. لكنها ليست صدفة إطلاقا أن تتربع «يسرا» على عرش الإحساس.. إنها سنوات من الصدق والعطاء امتلكت فيها كل «أدوات الممثل» وأصبحت تنافس نفسها، كان من السهل أن تعود بعد غياب لعام عن جمهورها المصرى بعمل «نمطى» وأن تعتمد على رصيدها عند الجمهور.. لكنها قررت أن تتحدى تاريخها، أن تتنقل بين «عهد» تلك الودود المحبة التى تمنح قلبها دون أن تنتظر المقابل فى زمن كله نفاق وزيف، بينما تحاصرها المؤامرات من أقرب الناس إليها، ثم تنقلب على مبادئها وتقرر «الثأر» لمقتل ابنها.. لتصبح شخصية مركبة وثرية: (ذكاء ومكر ودهاء ومناورة.. رغم الألم والانكسار).. على العكس من طبيعة «يسرا» ومن كل أدوارها السابقة باستثناء دور «رحمة» فى مسلسل «فوق مستوى الشبهات».

كان يفترض أن تكره «عهد» فى مرحلة الانتقام، لكن الحبكة الدرامية التى لا تستطيع أن تحذف منها مشهدا فى عمل يُحسب للمخرج ولفريق العمل الذى التأم كحبات المسبحة، جعلت الانتقام شرعيا ومقننا.. وكأنك ترى عدالة السماء تتحقق على يد «عهد/ الضحية» وأنها تحرك الأحداث فحسب ليتلقى المجرم جزاءه.

أنا شهادتى مجروحة فى «يسرا»، الحب والصداقة يفقدانك «الحياد» أحيانا.. لكنهما أيضا يجعلانك ترى ما لا يراه الآخرون.. أعترف- أيضا- أننى ضعيفة أمام من أحبهم، وهذه صفة مشتركة بيننا.. ومن يعرفها- مثلى- جيدا يعرف أنها «وجدان» فى جسد «أنثى».. وأن قلبها يطل من عينيها.. وأنها حقيقية حتى النخاع حتى وهى تمثل.

فى «خيانة عهد» تتقاطع خطوط الحب بالغدر وتلتقى الرومانسية بالألم وتصافح الكراهية أواصر الدم.. كلها خطوط مثل أشعة ضوء تخترق صدر «يسرا» وتطل من عينيها فى نظرة حب أو دمعة عصية على السقوط.. كان لا بد أن ينتهى المسلسل بعد ما حققته «عهد» فالقصاص هو «الذروة الدرامية».. لكن «عهد» تعود الى حياتها الأولى تطوق عنقها بالمحبين مثل حبات اللؤلؤ.. فالشر مجرد فصل عابر فى فصول الحياة، تعود بعده الحياة إلى طبيعتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«يسرا» ملكة الإحساس «يسرا» ملكة الإحساس



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
  مصر اليوم - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 22:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب
  مصر اليوم - إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 12:11 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق للقضاء على مشكلة الشعر المتقصف بلا رجعة

GMT 04:36 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جهود مكثفة لكشف غموض اختفاء فتاة في أسيوط
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon