قال الدكتور محمود البطل، من علماء الأزهر، إنه يجوز أن تؤم المرأة النساء، مستشهداً بأن السيدتين عائشة، وأم سلمة، من أمهات المؤمنين كانتا تؤمّان النساء فى الفريضة والنوافل، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على فضائية «dmc»، موضحاً أن بعض العلماء سارع بالإجماع أنه لا يجوز أن تؤم المرأة الرجل، كما جاء عند «ابن حزم» وأفتى ببطلان صلاة الرجل وراء النساء.
وأوضح «البطل» أن الإمام ابن قدامى، قال إن المرأة لا يجوز أن تؤم الرجل فى الفريضة أو النافلة، مشيراً إلى أن هناك 3 أئمة أجازوا إمامة المرأة للرجل، منهم الطبرى، والمزنى، وأبوثور الشافعى، وهذا الرأى لا يؤخذ به.
ولقد تذكرت الضجة التى أثارتها الدكتورة «أمينة ودود»، أستاذة الدراسات الإسلامية فى جامعة فرجينيا كومونولث الأمريكية، التى أمّت مصلين فى نيويورك، وكما نعلم أن الجاليات المسلمة فى أمريكا وأوروبا تفتقد -أحياناً- لمن هو أعلم بالدين وأتقى ليكون إماماً للمصلين.
فى كتاب المفكر الإسلامى الراحل «جمال البنا»، «جواز إمامة المرأة الرجال»، أفرد فصلاً كاملاً لتفنيد 8 فتاوى صدرت عن بعض علماء مصر، والقرضاوى، وبعض العلماء فى الولايات المتحدة، والتى حرّمت إمامة المرأة فى الصلاة، بعد أن قامت بها د.أمينة ودود فى نيويورك.
«البنا» فى كتابه تناول فى الفصل الأول الأفضلية التى جعلها القرآن للتقوى، وليس للرجل أو المرأة أو العربى أو العجمى أو غير ذلك.. «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، وعندما نريد تفعيل هذه التقوى يكون مرادفها «الأكفأ».
واستطرد «البنا» أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، وضع المعيار الذى تقاس عليه الإمامة، وهو العلم بالقرآن الكريم، فأعلم الناس بالقرآن هو أحقهم بالإمامة، وبناء على هذا المعيار، فإن الرسول جعل صبياً يؤم شيوخ قومه، لأنه كان أعلمهم بالقرآن.
وكان «سالم»، مولى أبى حذيفة، إماماً يصلى وراءه عمر بن الخطاب وبقية الصحابة، لأنه كان أعلمهم بالقرآن. وتساءل «البنا»: إذا كانت امرأة أعلم بالقرآن من جمهور من الرجال، فهل ممكن فى هذه الحالة أن نقدم للإمامة رجلاً جاهلاً، وتُمنع هى من الإمامة لا لشىء سوى أنه رجل، وهى امرأة؟
وتناول الحديث النبوى الخاص بأم ورقة، وأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أبدى إيماءة بجواز الإمامة للمرأة، لأنه أجاز لها أن تؤم على بيتها، وكان فيهم رجال «غلام لها ومؤذن».
وفى الفصل الأخير، ذكر «البنا» أن القضية فى حقيقة الحال ليست قضية الإمامة، ولكنها قضية المرأة، فالتصور المتغلغل عن دونيتها هو الذى حال دون تحقيق ما أراده الإسلام نفسه لها.
قدم «البنا» معالجة لمسألة المرأة، سواء من الناحية الفقهية أو التاريخية، وانتهى إلى أنه إذا كانت هناك امرأة أكثر علماً بالقرآن من جمهور فيه رجال، فهى أحق بالإمامة.
لكن قد يحدث هذا فى نيويورك، لأنه هناك لا تدخل المرأة من الباب الخلفى للمسجد، ولا تطيش عقول الرجال بمجرد النظر إليها، حتى لو كان ذلك فى الصلاة، ولا يعتبرها الرجل مجرد «تابع، أو ظل له، أو ملكية خاصة»، بل تفرض عليه قوانين الغرب الكافر المساواة التى لا نستطيع تطبيقها فى بلادنا العربية.. وإلا لاحقتنا دعاوى الحسبة واغتالنا قانون ازدراء الأديان!.
لا تزال المرأة الشرقية مجرد حافز جنسى، وأحياناً يتلبّسها الشيطان فى نظر بعض «العمائم»، إنها مجرد «وعاء للإنجاب» أو جنس يسير على قدمين يفتك بهرمونات الذكورة التى تغلى حتى فى حالة الخشوع والصلاة بين يدى الخالق عز وجل!.
لن نرى فى مصر امرأة تؤم الصلاة.. ولكن على الأقل لتمارس هذا الحق «إذا توافرت فيها الشروط»، فى بيتها، لأن السنة النبوية أولى أن تُتّبع من آراء الفقهاء المعاصرين الذين نصّبوا أنفسهم أوصياء على الدين والبشر.
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع