توقيت القاهرة المحلي 00:05:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستعباد الجنسي للنساء

  مصر اليوم -

الاستعباد الجنسي للنساء

بقلم : سحر الجعارة

كانت مثل أى قطعة أثاث تركتها الأم فى المنزل عقب طلاقها، يمكن للجميع: (استخدامها، إخضاعها، ابتزازها، تهديدها بالقتل، ضربها).. كان يمكن فى ظلمة الليل هتك عرضها وتناوب الوحوش على افتراس لحمها!. كانت تقريبًا فى الرابعة عشرة «دون ربيع» من عمرها، حين فوجئت لأول مرة بالأب المزعوم، الذى سجلها باسمه فى شهادة الميلاد، والذى لا يخجل من التباهى بأنها عرضه و(شرفه الرفيع الذى لا يسلم من الأذى حتى يُراق على جوانبه...).. فوجئت بأنه لم يرق إلا دم بكارتها بعدما دخل غرفتها واغتصبها كرهًا وهو يهددها بالقتل!. تجسد الشيطان- فى هذه الليلة البعيدة- فى هيئة أب (35 عامًا، عامل فراشة)، وتجوّل مثل سكين صدئ يرسم بصماته الهمجية على خريطة جسدها، اخترق رحمها ليخمد شهوته.. نهش اللحم النيئ، الذى لم يعرف المتعة الحلال ولو فى الخيال.. كانت رائحة أمها تطوف بالمكان، وهى مذعورة تكتم صرخاتها تحت وطأة التهديد، ترى قبحه وقسوته «عاريًا» من وقار الأب وحنوّه.. فى تلك الليلة عرفت طعم الموت قهرًا، عرفت ما نسميه «الاستعباد الجنسى للنساء»!. لكنها لا تعرفنا أصلا، لم تسمع لغة المثقفات عن ضحايا «الاتجار بالبشر» ولا تعرف معنى «الرقيق الأبيض».. لقد كسرها الأب، ومن قبله أو من بعده جاء «توأمها» ليسجل علامة «الهزيمة» على جسدها.. لو كانت تعرف سبيلا للمقاومة لربما قاومت.. لو كانت تعلم رقمًا ما لتستنجد بـ«المجلس القومى للأمومة والطفولة» لربما فعلت.. لكنها ضحية مؤامرة متكاملة: أسرة مفككة، وفقر وتعليم دون تثقيف، (طالبة بالصف الأول الثانوى)، وغرائز حيوانية لم يهذبها شرع ولا دين، ولم يقمعها وازع أخلاقى. قدم توأمها الفقر مبررًا ليغتصب عفتها هو الآخر، لقد سقط «الرمز- الأب» من نظره، فأسقط هو الآخر معانى الستر والنخوة والتعاطف مع أخته.. لو تخيلنا «فيلمًا عربيًا قديمًا» لربما رأينا الأخ يهرب بأخته من جنون الأب وشططه، أو يلجأ لأمهما أو للشرطة لينقذ توأمه من الاغتصاب المتكرر تحت سيف التهديد. لكنه - فى واقعنا المؤلم- لم يكن إلا نسخة من أبيه، تناوب الوحشان على اغتصابها حتى «حملت»، لتكتمل مأساة الفتاة التى ولدت مثل «نبت شيطانى» فى أسرة ملعونة.. كل ما فكر فيه الأب هو إبعادها بحملها عن منطقة السكن، وبعدما وضعت طفلها المشبع بدم «زنا المحارم»، وضعه الأب، (لاحظ أنه ربما كان والدًا للأم وطفلها)، فى كرتونة وذهب بنفس الاستهتار من «روح بريئة» إلى منطقة «منشأة القناطر» ليلقى به فى صندوق القمامة، فشاهده أحد المارة وتجمع الأهالى وأبلغوا الشرطة. رغم صدمتى وذهولى مما أكتب، أحاول أن أستوعبه، أبحث عن أى مبرر عقلانى.. للأسف الحادثة مثل فيلم رعب تتبدل فيه الوجوه البشرية إلى كائنات بدائية، عدوانية و«سادية».. كيف تم كل هذا العنف؟. يقول المتهم- تلميذ بالصف الثالث الإعدادى- بمعاشرة أخته التوأم معاشرة الأزواج ونتج عنها طفل سفاح، فى اعترافاته أمام جهات التحقيق المختصة، يقول إنهما كانا يقلدان الأفلام الإباحية الأجنبية.. ويضيف المتهم أنه مرتبط بعلاقة عاطفية مع شقيقته التوأم منذ عام وشهرين، بعدما تركت والدته المنزل، وتعلّم مشاهدة الأفلام الإباحية على الهاتف المحمول، وفى يوم ضبطته شقيقته بمشاهدة فيلم إباحى، وأقنعها بتقليد الأفلام الجنسية، واستمرا على ذلك لمدة عام كامل. الحقيقة أنها «تراجيديا سوداء»، لدينا الآن طفل مجهول النسب فى إحدى دور الرعاية الاجتماعية، وضحية سوف تُعرض على الطب الشرعى لإجراء تحليل DNA، ومجرمان لا يشعر أحدهما بالذنب.. لكن القصة لم تتم فصلها الأخير: لايزال لدينا أنثى مرشحة لتصبح من «نساء الشوارع»، وطفل سفاحٍ لا نعرف مصيره.. والمهزلة تتكرر بتفاصيل متشابهة لأننا نرفض تدريس «الثقافة الجنسية» ونترك فتاوى «الهوس الجنسى» تتحكم فى عقول الشباب.. ونعتبر «العار» فى مناقشة «زنا المحارم» ودراسة أسبابه وسبل منعه، وليس فى دم بكارة البنت المراق على فراش الأم!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستعباد الجنسي للنساء الاستعباد الجنسي للنساء



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 05:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
  مصر اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 05:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 12:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
  مصر اليوم - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
  مصر اليوم - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس

GMT 04:59 2020 الأحد ,07 حزيران / يونيو

أحمد وفيق يحدد الجيل الذي احتفل بـ"النهاية"

GMT 14:22 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الجمعة 22 مايو

GMT 20:28 2020 السبت ,11 إبريل / نيسان

الهند تسجل 1035 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon