توقيت القاهرة المحلي 20:18:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستعباد الجنسي للنساء

  مصر اليوم -

الاستعباد الجنسي للنساء

بقلم : سحر الجعارة

كانت مثل أى قطعة أثاث تركتها الأم فى المنزل عقب طلاقها، يمكن للجميع: (استخدامها، إخضاعها، ابتزازها، تهديدها بالقتل، ضربها).. كان يمكن فى ظلمة الليل هتك عرضها وتناوب الوحوش على افتراس لحمها!. كانت تقريبًا فى الرابعة عشرة «دون ربيع» من عمرها، حين فوجئت لأول مرة بالأب المزعوم، الذى سجلها باسمه فى شهادة الميلاد، والذى لا يخجل من التباهى بأنها عرضه و(شرفه الرفيع الذى لا يسلم من الأذى حتى يُراق على جوانبه...).. فوجئت بأنه لم يرق إلا دم بكارتها بعدما دخل غرفتها واغتصبها كرهًا وهو يهددها بالقتل!. تجسد الشيطان- فى هذه الليلة البعيدة- فى هيئة أب (35 عامًا، عامل فراشة)، وتجوّل مثل سكين صدئ يرسم بصماته الهمجية على خريطة جسدها، اخترق رحمها ليخمد شهوته.. نهش اللحم النيئ، الذى لم يعرف المتعة الحلال ولو فى الخيال.. كانت رائحة أمها تطوف بالمكان، وهى مذعورة تكتم صرخاتها تحت وطأة التهديد، ترى قبحه وقسوته «عاريًا» من وقار الأب وحنوّه.. فى تلك الليلة عرفت طعم الموت قهرًا، عرفت ما نسميه «الاستعباد الجنسى للنساء»!. لكنها لا تعرفنا أصلا، لم تسمع لغة المثقفات عن ضحايا «الاتجار بالبشر» ولا تعرف معنى «الرقيق الأبيض».. لقد كسرها الأب، ومن قبله أو من بعده جاء «توأمها» ليسجل علامة «الهزيمة» على جسدها.. لو كانت تعرف سبيلا للمقاومة لربما قاومت.. لو كانت تعلم رقمًا ما لتستنجد بـ«المجلس القومى للأمومة والطفولة» لربما فعلت.. لكنها ضحية مؤامرة متكاملة: أسرة مفككة، وفقر وتعليم دون تثقيف، (طالبة بالصف الأول الثانوى)، وغرائز حيوانية لم يهذبها شرع ولا دين، ولم يقمعها وازع أخلاقى. قدم توأمها الفقر مبررًا ليغتصب عفتها هو الآخر، لقد سقط «الرمز- الأب» من نظره، فأسقط هو الآخر معانى الستر والنخوة والتعاطف مع أخته.. لو تخيلنا «فيلمًا عربيًا قديمًا» لربما رأينا الأخ يهرب بأخته من جنون الأب وشططه، أو يلجأ لأمهما أو للشرطة لينقذ توأمه من الاغتصاب المتكرر تحت سيف التهديد. لكنه - فى واقعنا المؤلم- لم يكن إلا نسخة من أبيه، تناوب الوحشان على اغتصابها حتى «حملت»، لتكتمل مأساة الفتاة التى ولدت مثل «نبت شيطانى» فى أسرة ملعونة.. كل ما فكر فيه الأب هو إبعادها بحملها عن منطقة السكن، وبعدما وضعت طفلها المشبع بدم «زنا المحارم»، وضعه الأب، (لاحظ أنه ربما كان والدًا للأم وطفلها)، فى كرتونة وذهب بنفس الاستهتار من «روح بريئة» إلى منطقة «منشأة القناطر» ليلقى به فى صندوق القمامة، فشاهده أحد المارة وتجمع الأهالى وأبلغوا الشرطة. رغم صدمتى وذهولى مما أكتب، أحاول أن أستوعبه، أبحث عن أى مبرر عقلانى.. للأسف الحادثة مثل فيلم رعب تتبدل فيه الوجوه البشرية إلى كائنات بدائية، عدوانية و«سادية».. كيف تم كل هذا العنف؟. يقول المتهم- تلميذ بالصف الثالث الإعدادى- بمعاشرة أخته التوأم معاشرة الأزواج ونتج عنها طفل سفاح، فى اعترافاته أمام جهات التحقيق المختصة، يقول إنهما كانا يقلدان الأفلام الإباحية الأجنبية.. ويضيف المتهم أنه مرتبط بعلاقة عاطفية مع شقيقته التوأم منذ عام وشهرين، بعدما تركت والدته المنزل، وتعلّم مشاهدة الأفلام الإباحية على الهاتف المحمول، وفى يوم ضبطته شقيقته بمشاهدة فيلم إباحى، وأقنعها بتقليد الأفلام الجنسية، واستمرا على ذلك لمدة عام كامل. الحقيقة أنها «تراجيديا سوداء»، لدينا الآن طفل مجهول النسب فى إحدى دور الرعاية الاجتماعية، وضحية سوف تُعرض على الطب الشرعى لإجراء تحليل DNA، ومجرمان لا يشعر أحدهما بالذنب.. لكن القصة لم تتم فصلها الأخير: لايزال لدينا أنثى مرشحة لتصبح من «نساء الشوارع»، وطفل سفاحٍ لا نعرف مصيره.. والمهزلة تتكرر بتفاصيل متشابهة لأننا نرفض تدريس «الثقافة الجنسية» ونترك فتاوى «الهوس الجنسى» تتحكم فى عقول الشباب.. ونعتبر «العار» فى مناقشة «زنا المحارم» ودراسة أسبابه وسبل منعه، وليس فى دم بكارة البنت المراق على فراش الأم!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستعباد الجنسي للنساء الاستعباد الجنسي للنساء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon