توقيت القاهرة المحلي 00:05:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ابن مين في مصر؟

  مصر اليوم -

ابن مين في مصر

بقلم : سحر الجعارة

خلال عهد «مبارك» كانت عادة ما تتكرر عبارة «إنت مش عارف أنا مين»؟.. وكانت هذه الجملة كفيلة بإسقاط هيبة الدولة والإطاحة بالقانون وضرب القيم المتوارثة من الاحترام والتقدير.. كانت جملة تختصر بطش السلطة والنفوذ، وسطوة المال وقدرته على شراء الذمة والكرامة والحق الدستورى.. وكأنها «عصا الفتوة» التى تقهر حيا بأكمله كما رأيناها فى روايات «نجيب محفوظ»!.

وكانت عبارة «ابن مين فى مصر» تلخص الواسطة والمحسوبية التى تحرم المواطن من وظيفة أو مكان فى جامعه ما لأنه «بلا ظهر» بلا سند.. وكأن «مبارك» عاد بنا إلى عصر الإقطاع لتتحكم فى مصر قلة قليلة من «حاشية مبارك» ورجالات دولته وهم فى حقيقة الأمر كبار «رجال الأعمال»!. تصورنا بعد ثورة 25 يناير أن كل مظاهر القهر والظلم قد اختفت من حياتنا، لم نتخيل أن «عصابة الإخوان» سوف تختطف الوطن، لتحكمنا ميليشيات «المغير» وصفقات «الشاطر ومالك».. وكأن ما كنا ننتظره من إصلاح وتغيير أن النظام أطلق لحيته فحسب!!. دعك من أن «محمد مرسى» لم يكن يحكم، وأن الحاكم الفعلى كان مكتب الإرشاد، وأنه كان «مسخرة».. فى مارس 2013 كتبت عن قيام «عبدالله»، نجل محمد مرسى، (الذى كان رئيسا منتخبا للبلاد آذاك).. كتبت عن قيامه بعمل إشارات بذيئة لأحد ضباط الشرطة المكلفين بحراسة المنزل، بعد نشوب مشادة كلامية بينهما. وقلت فى مقال موجود على محرك البحث «جوجل» إن: (عبدالله قال لضابط الشرطة انت مش عارف أنا مين.. أنا هقلعك البدلة الميرى وهخليك تقعد جنب أمك)، وعلقت مستنكره: (يبدو أن عبدالله لا يعلم أن جمال مبارك الذى كان يحكم مصر من الباطن فى سجن طرة الآن). ووثقت فى مقالى أن: «عبدالله عمره 19 عاماً، يركب سيارة BMW رغم أن والده يقول إنه تنازل عن راتب الرئاسة!». وأكدت أن عقوبة نجل الرئيس لن تقل عن الحبس مدة لا تتجاوز 6 أشهر وغرامة لا تتجاوز 200 جنيه إذا تقدم الضابط بشكوى، وتساءلت: «هل سيقدم الضابط أحمد حمدى بلاغاً فى نجل مرسى فى ظل دولة تسودها البلطجة السياسية، ويُعطل فيها القضاء بميليشيات الإخوان حازمون»؟!. كان الخلاف قد وقع بسبب تأخر قوة التأمين فى فتح الحواجز الحديدية للسيارة التى كان يقودها عبدالله أثناء عودته لمنزله برفقة أحد أصدقائه.. وكلنا نعلم الآن كيف كانت نهاية «مرسى» وعصابته!. لم يكن غريبا أن وقود ثورة 30 يونيو كان عدد من القضاة سجلوا أسماءهم بحروف من نور فى تاريخ مصر، على رأسهم المستشار «أحمد الزند»، وزير العدل سابقا، ولا أن يعجل حصار المحكمة الدستورية العليا ومحاولة أخونة القضاء بسقوط الإخوان.. هذا الشعب يثق فى أن القضاء هو «خط الدفاع الأخير»، ولهذا كان تعيين المستشار «طلعت عبدالله»، النائب العام الملاكى للإخوان بمثابة كتابة تتر النهاية لحكم الإخوان. ما سبق ذكره من تحولات سياسية دفعنا ثمنه مليارات من اقتصادنا، ومئات من أرواح شبابنا وجنودنا، وأيامًا عصيبة عشناها تحت القصف العشوائى لميليشيات الإخوان وغلق الطرق والفوضى.. وليالى «حظر التجوال» الطويلة. أثق أن نظام 30 يونيو لن يسمح بتكرار المآسى التى عاشها المواطن المصرى.. أثق أنه بعد ثورتين لا مجال لعبارة «انت ما تعرفش أنا مين؟».. قد يستغل البعض «ثغرات القانون» ليفلت من «العدالة»، لكن ستبقى العدالة «قانونا سماويا» ولن يمس أحد «وشاح القضاة».. هذا يقينى الشخصى. صحيح أن مظاهر السلوكيات العشوائية والفتونة موجودة، وأن البعض يصر على أن «القانون وُضع لنخالفه»، وصحيح أن لدينا من يصر على استغلال «السلطة» وإذلال الآخرين بعبث ومجون.. ولكن هذا لن يمر!. كل ما تابعناه على «السوشيال ميديا»- من فيديوهات صادمة- يصل إلى «الاتحادية».. ليس مهما أن تعرف «العقاب» لكنه سوف يُطبق. القيادة السياسية للبلاد لن تسمح بـ«استغلال النفوذ» لأنه يعنى «الفساد» فى أبشع صوره، سيناريو «الفوضى» لن يتكرر ثانية.. والشعب لن يصمت على بطش «أولاد الأكابر».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابن مين في مصر ابن مين في مصر



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 05:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
  مصر اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 05:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 12:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
  مصر اليوم - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
  مصر اليوم - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس

GMT 04:59 2020 الأحد ,07 حزيران / يونيو

أحمد وفيق يحدد الجيل الذي احتفل بـ"النهاية"

GMT 14:22 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الجمعة 22 مايو

GMT 20:28 2020 السبت ,11 إبريل / نيسان

الهند تسجل 1035 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon