توقيت القاهرة المحلي 21:51:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اتبع حدسك

  مصر اليوم -

اتبع حدسك

بقلم - سحر الجعارة

أكثر شخص ممكن أن يلتهمك دون أن تشعر: النرجسى الكاريزماتى Charismatic narcissist، هذا الشخص يؤدى دور الجنتلمان بجدارة، يغرقك باللمسات الرقيقة والكلام المعسول حتى تقع فى شباكه.هو لا يعترف إلا بنفسه وبمصلحته.. يحتضنك ليعطيك قبلة مصاص الدماء!

النرجسى بشكل عام لديه شعور مبالغ بالأهمية والإعجاب بالذات، ويشعر دائماً بـ«الاستحقاق»، فهو يرى أفكاره لم تأتِ بمثلها البشرية، ووسامته وأناقته لم تتكرر فى التاريخ.. وأنه الأكفأ والأجدر بالثقة والأحن والأكثر عطاء «هو دائماً الأفضل» وأن واجبك نحوه دائماً «أن تنبهر» وتحمد الله على «نعمة وجوده».. لهذا فهو يغضب من عدم التقدير.. ويقتله «التجاهل».

إذاً أنت أمام شخص (ذكر أو أنثى) لا تملك أمامه إلا الخضوع، فالكاريزما المضافة إلى نرجسيته تجعله قادراً على التلاعب بالبشر كعرائس الماريونيت، يحاول دائماً التحكم فى العلاقة، ويضفى على نفسه الكثير من الأهمية والنجومية فى محيطه الاجتماعى ليخفى مواطن ضعفه.. إنه بداخله مهزوم، لديه شعور كبير بالنقص ويستميت بألا يظهره حتى يستطيع الحفاظ على صورته أمامك.. غالباً جزء كبير من هذه الصورة «زيف وادعاء»، فقط لتمكنه من ممارسة ألاعيبه فى السيطرة والإيذاء!

سوف تجد لديه دائماً حساسية من النقد، لأنه يخاف من نجاحك وتفوقك عليه.. إنه بذل جهداً كبيراً ليصبح مميزاً محظوظاً نادراً.. وبالتالى فأنت (مدين له بوجوده فى حياتك).. سوف يسعى جاهداً لأن يقوض نجاحك المهنى واستقرارك الأسرى، ربما لأنها تذكره بهزائمه، أو أنه يعتبرها خصماً من «تفوقه عليك».

لا يعلم النرجسى عادة أنه مريض، يعتبره مجرد حب للنفس أو أنانية مشروعية، رغم أنه قد يسحق أى إنسان لتحقيق أهدافه، حتى لو كانت تافهة لا تستحق القتال من أجلها.. سوف يكذب عليك ويحط من مكانتك ويفشى أسرارك فقط، سعياً لدور «البطل».

سوف يستغل «جناح الكاريزما» ليحكى لك ما يريد أن يرسم به -فى خيالك- صورة فارس الأحلام الرجل الشهم.. الشريف المحترم، لكنه فى حقيقته ليس إلا ذئباً فى ثوب حمل.

يجيد جميع أدوات النصب النفسى والفكرى.. ليحصل منك على (هدفه) وسوف تقدمه برضا وسعادة، مكتفياً بأنه سمح لك بالركوع فى محرابه.

هو لا يعرف الحب (يعشق ذاته فقط).. ولا يُفصح عن كراهيته لأحد، لقد تعلم أن يجند كل الناس لتأييده أو التصفيق له، حتى لو كان يعلم جيداً أنهم يعرفونه على حقيقته.

فى حياتنا الاجتماعية قد لا نُشخّص «النرجسى الكاريزماتى».. لكن فى حياتنا المهنية ستكتشفه دون تشخيص، لأنه بالضرورة أصابك بأذى بالغ.. أما فى علاقتنا العاطفية فسوف نكون بالضرورة فى غاية الضعف، فتسهل السيطرة علينا: أنت داخل علاقة مهيأ للانبهار، لا تعتبر عطاءك للآخر ذنباً، فلا تلمس أنانيته، مستعد لقبول كل أعذار التخلى والجحود والاستغلال تحت بند الغفران والتسامح والتضحية.. تتراجع خطوتين لتمنحه مساحة تحت بند التضحية: فاحذر.

أنا قابلت شخصيات من هذه النوعية، لهذا وصفتهم بمصاصى الدماء، ولم أفهم طبيعة الشخصية ودوافعها وأهدافها إلا بعد عشرات السنوات.. لم أكن أحسب أن «الصداقة» يمكن أن تكون مجرد مرحلة لالتهام ما حققته من نجاح.. كنت وما زلت موقنة أن «الإنسان» هو القيمة الحقيقية والأهم فى أى علاقة.

فى عالم «السوشيال ميديا» يصعب -إن لم يكن مستحيلاً- فرز هؤلاء، لأن المؤثرين فيها غالباً نجاحهم تأسس على تأثيرهم فى الآخرين لنشر أفكارهم أو صورهم وفيديوهاتهم.. بعضهم نجح بالصدفة والآخر بالصدق، ولكن بينهم قطعاً من أجاد اللعبة وتآمر على مشاعر الآخرين وعقولهم حتى استحوذ عليهم، النموذج الأقرب لهؤلاء هم «الدعاة السلفيون»: معظم ما يردده هؤلاء معادٍ للإنسانية مجافٍ للمنطق معادٍ للحياة، وبعضهم ينادى بأحكام ضد القرآن الكريم، لكنه نجح فى السيطرة على عقول البشر.

كيف تنجو من النرجسى الكاريزماتى؟: اتبع حدسك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتبع حدسك اتبع حدسك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 10:53 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يترأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 01:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النيابة العامة تُغلق ملف وفاة أحمد رفعت وتوضح أسباب الحادث

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يتأهل لربع نهائي دوري مرتبط السلة علي حساب الزهور

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز اتجاهات الديكور التي ستكون رائجة في عام 2025

GMT 22:30 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

5 قواعد لإتيكيت الخطوبة

GMT 14:43 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك وطه دسوقي يجتمعان في "ولاد الشمس" رمضان 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon