توقيت القاهرة المحلي 22:02:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اتبع حدسك

  مصر اليوم -

اتبع حدسك

بقلم - سحر الجعارة

أكثر شخص ممكن أن يلتهمك دون أن تشعر: النرجسى الكاريزماتى Charismatic narcissist، هذا الشخص يؤدى دور الجنتلمان بجدارة، يغرقك باللمسات الرقيقة والكلام المعسول حتى تقع فى شباكه.هو لا يعترف إلا بنفسه وبمصلحته.. يحتضنك ليعطيك قبلة مصاص الدماء!

النرجسى بشكل عام لديه شعور مبالغ بالأهمية والإعجاب بالذات، ويشعر دائماً بـ«الاستحقاق»، فهو يرى أفكاره لم تأتِ بمثلها البشرية، ووسامته وأناقته لم تتكرر فى التاريخ.. وأنه الأكفأ والأجدر بالثقة والأحن والأكثر عطاء «هو دائماً الأفضل» وأن واجبك نحوه دائماً «أن تنبهر» وتحمد الله على «نعمة وجوده».. لهذا فهو يغضب من عدم التقدير.. ويقتله «التجاهل».

إذاً أنت أمام شخص (ذكر أو أنثى) لا تملك أمامه إلا الخضوع، فالكاريزما المضافة إلى نرجسيته تجعله قادراً على التلاعب بالبشر كعرائس الماريونيت، يحاول دائماً التحكم فى العلاقة، ويضفى على نفسه الكثير من الأهمية والنجومية فى محيطه الاجتماعى ليخفى مواطن ضعفه.. إنه بداخله مهزوم، لديه شعور كبير بالنقص ويستميت بألا يظهره حتى يستطيع الحفاظ على صورته أمامك.. غالباً جزء كبير من هذه الصورة «زيف وادعاء»، فقط لتمكنه من ممارسة ألاعيبه فى السيطرة والإيذاء!

سوف تجد لديه دائماً حساسية من النقد، لأنه يخاف من نجاحك وتفوقك عليه.. إنه بذل جهداً كبيراً ليصبح مميزاً محظوظاً نادراً.. وبالتالى فأنت (مدين له بوجوده فى حياتك).. سوف يسعى جاهداً لأن يقوض نجاحك المهنى واستقرارك الأسرى، ربما لأنها تذكره بهزائمه، أو أنه يعتبرها خصماً من «تفوقه عليك».

لا يعلم النرجسى عادة أنه مريض، يعتبره مجرد حب للنفس أو أنانية مشروعية، رغم أنه قد يسحق أى إنسان لتحقيق أهدافه، حتى لو كانت تافهة لا تستحق القتال من أجلها.. سوف يكذب عليك ويحط من مكانتك ويفشى أسرارك فقط، سعياً لدور «البطل».

سوف يستغل «جناح الكاريزما» ليحكى لك ما يريد أن يرسم به -فى خيالك- صورة فارس الأحلام الرجل الشهم.. الشريف المحترم، لكنه فى حقيقته ليس إلا ذئباً فى ثوب حمل.

يجيد جميع أدوات النصب النفسى والفكرى.. ليحصل منك على (هدفه) وسوف تقدمه برضا وسعادة، مكتفياً بأنه سمح لك بالركوع فى محرابه.

هو لا يعرف الحب (يعشق ذاته فقط).. ولا يُفصح عن كراهيته لأحد، لقد تعلم أن يجند كل الناس لتأييده أو التصفيق له، حتى لو كان يعلم جيداً أنهم يعرفونه على حقيقته.

فى حياتنا الاجتماعية قد لا نُشخّص «النرجسى الكاريزماتى».. لكن فى حياتنا المهنية ستكتشفه دون تشخيص، لأنه بالضرورة أصابك بأذى بالغ.. أما فى علاقتنا العاطفية فسوف نكون بالضرورة فى غاية الضعف، فتسهل السيطرة علينا: أنت داخل علاقة مهيأ للانبهار، لا تعتبر عطاءك للآخر ذنباً، فلا تلمس أنانيته، مستعد لقبول كل أعذار التخلى والجحود والاستغلال تحت بند الغفران والتسامح والتضحية.. تتراجع خطوتين لتمنحه مساحة تحت بند التضحية: فاحذر.

أنا قابلت شخصيات من هذه النوعية، لهذا وصفتهم بمصاصى الدماء، ولم أفهم طبيعة الشخصية ودوافعها وأهدافها إلا بعد عشرات السنوات.. لم أكن أحسب أن «الصداقة» يمكن أن تكون مجرد مرحلة لالتهام ما حققته من نجاح.. كنت وما زلت موقنة أن «الإنسان» هو القيمة الحقيقية والأهم فى أى علاقة.

فى عالم «السوشيال ميديا» يصعب -إن لم يكن مستحيلاً- فرز هؤلاء، لأن المؤثرين فيها غالباً نجاحهم تأسس على تأثيرهم فى الآخرين لنشر أفكارهم أو صورهم وفيديوهاتهم.. بعضهم نجح بالصدفة والآخر بالصدق، ولكن بينهم قطعاً من أجاد اللعبة وتآمر على مشاعر الآخرين وعقولهم حتى استحوذ عليهم، النموذج الأقرب لهؤلاء هم «الدعاة السلفيون»: معظم ما يردده هؤلاء معادٍ للإنسانية مجافٍ للمنطق معادٍ للحياة، وبعضهم ينادى بأحكام ضد القرآن الكريم، لكنه نجح فى السيطرة على عقول البشر.

كيف تنجو من النرجسى الكاريزماتى؟: اتبع حدسك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتبع حدسك اتبع حدسك



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
  مصر اليوم - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 22:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب
  مصر اليوم - إحالة عمرو دياب إلى المحاكمة في واقعة صفع شاب

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 12:11 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق للقضاء على مشكلة الشعر المتقصف بلا رجعة

GMT 04:36 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جهود مكثفة لكشف غموض اختفاء فتاة في أسيوط
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon