توقيت القاهرة المحلي 21:15:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تناقش ولا تجادل

  مصر اليوم -

لا تناقش ولا تجادل

بقلم - سحر الجعارة

نحن «البشر - العامة» من نصنع آلهة من عجوة، نعبدها ثم نأكلها، نحن من نصنع أصنامنا -تماماً كما فى الجاهلية- بأفعالنا قبل أقوالنا: لقد نشأنا برغبة لاإرادية فى وجود «قائد روحى» سمِّه خليفة أو إماماً أو داعية، ثم أطلق عليه ما تيسر من ألقاب القداسة حتى نُؤلهه «صاحب الفضيلة، أو القداسة، الشيخ، شيخ الطريقة».. ثم هبطنا لنتخلى عن قيمتنا الإنسانية ونسكن فى درك «التابع»، وأتقنا تطبيق قاعدة «السمع والطاعة».. هكذا ظهر «حسن الصباح» فى التاريخ، والملا والمرشد، هكذا ظهر الإسلام السياسى بالخلط بين دور عالم الدين وقائد الدولة، لقد توحّد وأصبح شبه إله يحكم حياتنا ومصائرنا ويرسم أقدارنا!

نحن من نصنع الإرهاب، لأننا نحتكر حراسة «التراث»، الذى يصنعه، ونرفعه إلى مرتبة القداسة، ونرهب من يقترب منه بدعاوى الحسبة وقانون ازدراء الأديان.. نحن نمتلك براءة اختراع كل فتاوى القتل والترويع واستهداف الأقباط، ونوفّر للقتلة والإرهابيين «الإطار النظرى»، بل ونصدّر التنظيمات الإرهابية للعالم، وعلى رأسها جماعة «الإخوان» الإرهابية!

نحن مسئولون بحكم احتكارنا «الوصاية الدينية» على المسلمين من الشرق إلى الغرب، مسئولون عن آراء علمائنا وفقهائنا التى تزعم أن المسيحى «ذمى ويجب فرض الجزية عليه».. والكنائس ليست «بيوتاً لله»!

الإرهاب له منظومة فكرية تغذيه بنصوص واضحة، نصوص دموية تسرى مهما تعارضت مع القرآن والسنة، وهى النصوص التراثية التى تبرّر كل أعمال القتل واستباحة الأعراض والممتلكات والأرواح!

نحن من نُدرّس للشباب نصوصاً تحلل: (أكل الميت إن كان مسيحياً أو يهودياً أو كافراً).. ونُحلل لهم ملك اليمين وسبى النساء الذى نشر «أسواق النخاسة» على يد «داعش»، أغنى تنظيم إرهابى فى العالم، دون أن يكفّرها علماؤنا الأجلاء حتى أصبحت مألوفة!

نحن من علمناهم أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (لَا يُقْتَل مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ).. ولم نقل لهم إن الرسول نفسه قال: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة).. لأن الدين عندنا انتقائى، نختار منه ما يناسب أفكار «حزب الكراهية» ونفى الآخر، والاستعلاء بالإسلام على باقى الأديان الإبراهيمية، رغم أنه من شروط إيماننا!

نحن من غسلنا أدمغة الشباب وغررنا بهم بقاعدة: (لا تناقش.. لا تجادل).. حتى لو كان المتحدث أميراً لجماعة إرهابية أو إماماً لزاوية لم يتفقه فى الدين أو عالماً يحمل شهادة الدكتوراه.

نحن من تركنا أولادنا «صغاراً وكباراً» يتعلمون تصنيع القنابل البدائية من الإنترنت، ويتم تجنيدهم من على الإنترنت، بعدما خرجوا من بلداننا العربية خلف «بن لادن»، زعيم تنظيم «القاعدة»، لمحاربة الروس الكفرة «فى أفغانستان» لحساب أمريكا، ثم أرسلهم مرشد الإخوان «محمد بديع» للجهاد فى سوريا لإسقاط نظام «بشار الأسد».. حتى عادت إلينا «الذئاب المنفردة من الدواعش»، بعدما تفرّقت جماعات «العائدون من أفغانستان» فى كل بلاد العالم تنفّذ ما أتقنته من فنون القتل والإرهاب واستحلال الأرواح وإسقاط الأوطان والاتجار فى ثرواتها، (من النفط.. إلى رموز الحضارة الليبية والسورية التى تُباع علناً فى مزادات إيطاليا)!

نعم، نحن نصنع الإرهاب بغباء أو جهل.. أو عن وعى شديد تقف خلفه كتائب من رجال الدين المسيّسين الذين يسعون لما يُسمى تطبيق «الشريعة الإسلامية» أو تحقيق دولة «الخلافة الإسلامية».. فانتشر الإرهاب بالفكر والسيف معاً ليصل إلى أقصى بلاد الأرض.. فدولة الخلافة لا تعترف بالحدود الوطنية للدول، إنها تنتشر وتتوغل مثل ديناصورات جائعة لالتهام كل ما يقابلها حتى لو كان حجارة فى هيئة «ضريح» يُعد مزاراً للشيعة أو الصوفيين!

نحن من أجرينا أسوأ عملية جراحية للجهاد، فلم يعد فى سبيل الله، بل أصبح لحساب من يدفع.. على جثث البشر وأشلاء الأوطان!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تناقش ولا تجادل لا تناقش ولا تجادل



GMT 12:01 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تمادت كثيرا يا جلالة الملك!

GMT 11:58 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

‎العدوان مستمر حتى 20 يناير

GMT 11:58 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

امتلاك الأندية الأوروبية قوة ناعمة

GMT 08:24 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض في مواجهة اليوم التالي

GMT 08:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

نكسة الإعلام الأميركي

GMT 08:17 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

3 ركائز لسياسة ترمب في الشرق الأوسط

GMT 08:14 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أفول الأوبامية: النخب المتعالية ودرس الانتخابات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
  مصر اليوم - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:15 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيّرة أميركية تستهدف قيادات حوثية وسط اليمن
  مصر اليوم - مسيّرة أميركية تستهدف قيادات حوثية وسط اليمن

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
  مصر اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 11:26 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما
  مصر اليوم - هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 09:00 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

جرح فلسطين المفتوح

GMT 12:11 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق للقضاء على مشكلة الشعر المتقصف بلا رجعة

GMT 04:36 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جهود مكثفة لكشف غموض اختفاء فتاة في أسيوط
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon