توقيت القاهرة المحلي 03:15:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تناقش ولا تجادل

  مصر اليوم -

لا تناقش ولا تجادل

بقلم - سحر الجعارة

نحن «البشر - العامة» من نصنع آلهة من عجوة، نعبدها ثم نأكلها، نحن من نصنع أصنامنا -تماماً كما فى الجاهلية- بأفعالنا قبل أقوالنا: لقد نشأنا برغبة لاإرادية فى وجود «قائد روحى» سمِّه خليفة أو إماماً أو داعية، ثم أطلق عليه ما تيسر من ألقاب القداسة حتى نُؤلهه «صاحب الفضيلة، أو القداسة، الشيخ، شيخ الطريقة».. ثم هبطنا لنتخلى عن قيمتنا الإنسانية ونسكن فى درك «التابع»، وأتقنا تطبيق قاعدة «السمع والطاعة».. هكذا ظهر «حسن الصباح» فى التاريخ، والملا والمرشد، هكذا ظهر الإسلام السياسى بالخلط بين دور عالم الدين وقائد الدولة، لقد توحّد وأصبح شبه إله يحكم حياتنا ومصائرنا ويرسم أقدارنا!

نحن من نصنع الإرهاب، لأننا نحتكر حراسة «التراث»، الذى يصنعه، ونرفعه إلى مرتبة القداسة، ونرهب من يقترب منه بدعاوى الحسبة وقانون ازدراء الأديان.. نحن نمتلك براءة اختراع كل فتاوى القتل والترويع واستهداف الأقباط، ونوفّر للقتلة والإرهابيين «الإطار النظرى»، بل ونصدّر التنظيمات الإرهابية للعالم، وعلى رأسها جماعة «الإخوان» الإرهابية!

نحن مسئولون بحكم احتكارنا «الوصاية الدينية» على المسلمين من الشرق إلى الغرب، مسئولون عن آراء علمائنا وفقهائنا التى تزعم أن المسيحى «ذمى ويجب فرض الجزية عليه».. والكنائس ليست «بيوتاً لله»!

الإرهاب له منظومة فكرية تغذيه بنصوص واضحة، نصوص دموية تسرى مهما تعارضت مع القرآن والسنة، وهى النصوص التراثية التى تبرّر كل أعمال القتل واستباحة الأعراض والممتلكات والأرواح!

نحن من نُدرّس للشباب نصوصاً تحلل: (أكل الميت إن كان مسيحياً أو يهودياً أو كافراً).. ونُحلل لهم ملك اليمين وسبى النساء الذى نشر «أسواق النخاسة» على يد «داعش»، أغنى تنظيم إرهابى فى العالم، دون أن يكفّرها علماؤنا الأجلاء حتى أصبحت مألوفة!

نحن من علمناهم أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (لَا يُقْتَل مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ).. ولم نقل لهم إن الرسول نفسه قال: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة).. لأن الدين عندنا انتقائى، نختار منه ما يناسب أفكار «حزب الكراهية» ونفى الآخر، والاستعلاء بالإسلام على باقى الأديان الإبراهيمية، رغم أنه من شروط إيماننا!

نحن من غسلنا أدمغة الشباب وغررنا بهم بقاعدة: (لا تناقش.. لا تجادل).. حتى لو كان المتحدث أميراً لجماعة إرهابية أو إماماً لزاوية لم يتفقه فى الدين أو عالماً يحمل شهادة الدكتوراه.

نحن من تركنا أولادنا «صغاراً وكباراً» يتعلمون تصنيع القنابل البدائية من الإنترنت، ويتم تجنيدهم من على الإنترنت، بعدما خرجوا من بلداننا العربية خلف «بن لادن»، زعيم تنظيم «القاعدة»، لمحاربة الروس الكفرة «فى أفغانستان» لحساب أمريكا، ثم أرسلهم مرشد الإخوان «محمد بديع» للجهاد فى سوريا لإسقاط نظام «بشار الأسد».. حتى عادت إلينا «الذئاب المنفردة من الدواعش»، بعدما تفرّقت جماعات «العائدون من أفغانستان» فى كل بلاد العالم تنفّذ ما أتقنته من فنون القتل والإرهاب واستحلال الأرواح وإسقاط الأوطان والاتجار فى ثرواتها، (من النفط.. إلى رموز الحضارة الليبية والسورية التى تُباع علناً فى مزادات إيطاليا)!

نعم، نحن نصنع الإرهاب بغباء أو جهل.. أو عن وعى شديد تقف خلفه كتائب من رجال الدين المسيّسين الذين يسعون لما يُسمى تطبيق «الشريعة الإسلامية» أو تحقيق دولة «الخلافة الإسلامية».. فانتشر الإرهاب بالفكر والسيف معاً ليصل إلى أقصى بلاد الأرض.. فدولة الخلافة لا تعترف بالحدود الوطنية للدول، إنها تنتشر وتتوغل مثل ديناصورات جائعة لالتهام كل ما يقابلها حتى لو كان حجارة فى هيئة «ضريح» يُعد مزاراً للشيعة أو الصوفيين!

نحن من أجرينا أسوأ عملية جراحية للجهاد، فلم يعد فى سبيل الله، بل أصبح لحساب من يدفع.. على جثث البشر وأشلاء الأوطان!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تناقش ولا تجادل لا تناقش ولا تجادل



GMT 08:58 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت أبيها

GMT 08:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب والتعامل مع حربَي غزة ولبنان

GMT 08:56 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديد الذي يمكن استكشافه!

GMT 08:55 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

يدور مع زجاجة ترمب حيث دارت!

GMT 08:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف فاز ترمب... ولماذا ستكون رئاسته الثانية مختلفة؟

GMT 08:52 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب صانع النجوم

GMT 08:50 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الكُتّاب والاستخدام غير الدقيق للكلمات

GMT 08:46 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الدور العائلي في فوز «ترامب»

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 05:51 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سامسونغ تطلق نسخة جديدة من "جلاكسي فولد" القابل للطي

GMT 11:37 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات قاتلة طفليها في محافظة الدقهلية

GMT 21:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل وفاة 35 معتمرًا وإصابة 4 إثر حادث "مكة"

GMT 00:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تنتظر استدعاء النيابة بشأن الفيديو الإباحي

GMT 09:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن سلمان يلتقط صور"سلفي" في "الفورميلا أي"

GMT 07:39 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"جزر السيشل" في المحيط الهندي جنة لعشاق الطبيعة

GMT 19:26 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 20:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

المطربة ساندي تتعرض للإصابة خلال تصوير "عيش حياتك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon