توقيت القاهرة المحلي 23:05:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«لتسكنوا إليها»

  مصر اليوم -

«لتسكنوا إليها»

بقم - سحر الجعارة

«وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ»، تطبيق هذه الآية الكريمة من سورة الروم لا يحتاج إلى رجال دين بقدر ما يحتاج إلى علماء اجتماع وخبراء اقتصاد وتوعية مجتمعية تغير التقاليد السائدة، التى تتحدى كل قيم الحداثة ليسود الجهل والدجل وتصبح اليد العليا للدراويش بدلاً من العلم.

«عش العصفورة»: فى العالم كله (ما عدا دول الوفرة النفطية) لا يقدم شابان فى العشرينات من العمر على شراء شقة دوبلكس يتجاوز سعرها حاجز المليون للزواج، ولا يدفع العريس لعروسه مئات الآلاف (لترضى به «بعلاً» لها).. فالمنطقى أن تكون العروس -بالضرورة- تعلّمت، وإما تعمل أو تبحث عن فرصة عمل.. وبالتالى يتشاركان فى تأثيت عش الزوجية (استوديو غرفة وصالة)، ويبدآن حياتهما معاً بثقة وود، وهذا لا يحتاج لـ«قائمة منقولات» ولا فرح فى فندق خمس نجوم ولا شبكة ألماس بالقطع.. فإذا تحققت هذه الأركان وصدقت النوايا ما الذى يجعل الحياة تستمر دون ارتكاب «خطايا الزواج»؟.

(لا تضرب): الآية فى القرآن الكريم: «فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِى الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ) لا تعنى إطلاقاً الضرب الفيزيائى سواء كان مبرحاً أو غير مبرح، ففعل (ضرب) له عدة معانٍ: منها الضرب فى سبيل الله «إذَا ضَرَبْتُمْ فِى سَبِيلِ اللّهِ»، وهناك الضرب فى اﻷرض «وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِى الأَرْضِ»، والضرب باﻷرجل ويعنى العمل، وهناك ضرب فى اﻷمثال، وأى معنى فيزيائى للضرب ذكره التنزيل الحكيم بمعناه المباشر مثال (هش، وكز، صك، تل) وعندما استعمل ضرب، استعمل اﻷداة «أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ»، وإن كان يقصد بالضرب مفهومه الفيزيائى فهو كل أنواع الضرب التى ذُكرت ونضيف إليها (صفع، ركل، رفس)، هذا رأى الدكتور محمد شحرور.. لكن للأسف واقع المرأة -تاريخياً- مرهون بمنظومة الفكر الدينى، والمؤسسة الدينية الرسمية تلعب دوراً تحريضاً ضد النساء، فإن شئنا إنصاف النساء فلا بد من تغيير المناخ السلفى السائد، ونشر التنوير.

(لا تخن): «تعدد الزوجات» فى حقيقته «خيانة مشرعنة ومقننة» يحث عليها الدعاة «نساء ورجالاً» لإحكام سطوتهم على العباد.. وهى فى معظم الأحوال السبب المباشر فى تزايد معدلات الطلاق.. فى الوثيقة الحالية من حق المرأة أن تحتفظ بعصمتها فى يدها، وأن تشترط عدم منعها من العمل، وقس على ذلك حتى تصل إلى «شرط بعدم الزواج بأخرى».. وهو ما تدخلت المؤسسة الدينية من قبل لمنعه بزعم أنه «يحرّم حلالاً».. رغم ما نعلمه جميعاً من أن التعدد «رخصة وليس سنة ولا فرضاً».. ورغم يقيننا من أن نصف مشكلات الزواج يأتى من الخيانة وتعدد الزوجات.

(لا للاغتصاب الزوجى): على قمة قائمة العنف ضد المرأة يأتى «الاغتصاب الزوجى»، فحتى لو كانت المرأة مريضة أو مكتئبة أو حاملاً فعليها أن تقدم «جسدها» للرجل، بصفتها متاعاً وملكية خاصة له أن يهجرها فى الفراش، وكل هذا باسم «الفقه» الذى توسع فى منح الرجل صلاحيات «استعباد الأنثى» بتفسيرات شاذة انحرفت عن مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء.

الزواج ليس نزاعاً على امتلاك الطرف الآخر والتمتع به ومضغه حتى يذوب فى فمك، إنه علاقة شراكة.. لو تعلمون.

(لا تلق اليمين): الزواج لا يستمر «تحت التهديد» بالطلاق الشفهى بل يستمر بالرحمة.. فهل وقوع الطلاق الشفهى «كلام ربنا».. أم رأى وفتوى؟.. هو بالقطع مجرد رأى يحتمل الصواب والخطأ وأيضاً تعنّت قائله.. التعنت هنا رغبة سلطوية شريرة يريد بها الكهنة أن يتسيدوا العالم ويطبّقوا وصايتهم على المجتمع.. هكذا يتحول «الفقه» لخدمة الإسلام السياسى وتكريس «الكهنوت».. وحكم الوطن «من الباطن».

(رزق العيال): فى مصر وحدها ينجب بعض المواطنين بالتقسيط، وفقاً للقاعدة الشعبية «العيل بييجى برزقه»!. يتزوج الشاب وهو بالكاد يغطى راتبه إيجار الشقة أو أقساطها.. لكن لا يفكر أصلاً قبل أن ينجب.. هذا الطفل الذى سيأتى للحياة ليس ذنبه أنك لا تجيد التخطيط للمستقبل، ولا أنك تركن لقوى خفية سوف تفتح لك «مغارة على بابا» دون أن تعمل وتكد وتشقى: «اثنان كفاية». 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لتسكنوا إليها» «لتسكنوا إليها»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon