توقيت القاهرة المحلي 04:37:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سميحة أيوب: الرمز والمعنى

  مصر اليوم -

سميحة أيوب الرمز والمعنى

بقلم - سحر الجعارة

ليست المرة الأولى التى يكرم فيها الرئيس "عبد الفتاح السيسي" الفن والمبدعين ، فقبل أن يتولى رئاسة مصر راهن الرئيس على الفن كأداة لنشر الوعى وإلتقى بكوكبة من نجوم مصر فى حملته الرئاسية الأولى، ونقلت الحملة الرسمية عن المشير "السيسي" - آنذاك- قوله إن: ''الفن هو حائط الصد أمام التطرف والتشدد .. وعندما يتراجع دوره تظهر دائما مشكلات عديدة''، مضيفا أن السينما المصرية في القرن الماضي كانت ثاني مصادر الدخل القومى المصري .. والأمم المتقدمة تسوّق صورتها للعالم من خلال الفن والرسالة الإعلامية الهادفة الوضع الراهن يحتاج إلى اصطفاف حقيقى من المصريين وأهل الفن والثقافة قادرون على تشكيل وعى حقيقى لما يدور حول المواطن من تحديات".

كان هذا فى مايو 2014.ولم يتغير موقف الرئيس من إحترام الفن وتقدير رموزه فى كل المناسبات ، لدرجة أن سيادته دعا المبدعين والفنانين للمشاركة بأعمالهم فى تجديد الخطاب الدينى، و أيضا لم يتردد يوما فى إنتقاد الأعمال الفنية التى تسئ للمرأة و تحرض على العنف ضدها.. لكن محطة سيدة المسرح العربى "سميحة أيوب" تبدو لى مختلفة.ليس فقط لريادتها فى عالم السينما والمسرح ، ولا قيمتها كمديرة للمسرح القومى لمرتين، ولكن لأن المؤامرة على الفن المصرى تشتد سواء بموجات تحريم الفن وفرض الأفكار المتطرفة على المجتمع أو بمحاولات سحب السجادة من تحت أقدامنا وهى محاولات تبدو ساذجة و بلهاء ، فمصر سوف تظل هوليوود الشرق التى تمنح جنسيتها الفنية و البريق والنجومية من عاصمتها.

وربما كان "المسرح" فى مأزق الآن ، وتراجعت العروض عما قبل ، لكنها لم تختف لا الرواية ولا الإبهار ولا عمالقة المسرح تخلوا عن خشبته .. لا نجاحاته توقفت حتى لو كانت مسرحيات قطاع خاص لكن بها كل مقومات المسرح الجاد.

الفنانة القديرة "سميحة أيوب" لها فى قلبى وعقلى مكانة خاصة، وكنت قد إلتقيتها لأول مرة فى تحقيق صحفى عن المسرح القومى، وفى العام الماضى تعرضت لحملة ممنهجة من كارهى "القوى الناعمة" لمصر والمتآمرون على العقل المصرى، وذلك عقب إضافة صورتها ومعلومات عنها فى منهج الصف السادس الابتدائى فى كتاب المهارات والأنشطة ضمن نشاط المسرح !!.كان المفروض أن يحتفى المجتمع بهذه اللفتة الحضارية، ويشجع وزارة التربية والتعليم على إلقاء الضوء نجوم الفن والموسيقى والفن التشكيلى ، فهؤلاء جزء أصيل فى ذاكرة مصر سواء بتسجيل المراحل التاريخية المختلفة بتحولاتها السياسية والإجتماعية والثقافية أو بالتأثير فى المجتمع المصرى ذاته.

ورغم الجدل المجتمعى وقتها قالت سيدة المسرح العربى أنها سعيدة بتلك اللفتة الجميلة من الدولة، والتي تعكس التحضر والرقي في التفكير واتخاذ القرار، وتعتبرها تتويجاً لرحلة عطائها ومشوارها الفني والمسرحي، موضحة أن ما حدث يُعد تقديراً من الدولة للفن والفنانين واعترافاً بدورهم في إثراء الوجدان المصري وزيادة الوعي ونشر الثقافة ولا يقلون عن العلماء في شيء.

يجب أن ننظر إلى القوى الناعمة المصرية والفن بإعتبارها أدوات "صناعة" ومصدرا هاما للدخل القومى، و نتذكر الطائرات التى كانت تأتى لمصر لمشاهدة عرض مسرحى أو حضور حفل موسيقى.لقد كرمت مصر عدد لا بأس به من الفنانين والإعلاميين وجلسوا يومًا ما تحت قبة البرلمان بغرفتيه مجلسي النواب "الشعب سابقًا"، أو الشيوخ "الشورى سابقًا" ( محمود المليجى، الموسيقار محم عبد الوهاب، مديحة يسرى وغيرهم) .. وربما كانت مصر من أوائل الدول التى خصصت عيدا للفن.

فى أعقاب الفقرة الفنية التى قُدمت خلال الاحتفالية التى أُقيمت بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، إحتفالا بعيد الشرطة .. خاطبت سميحة أيوب الرئيس من فوق خشبة المسرح قائلة : «كلنا فداء لمصر يا ريس.. أنا كان عندي أمنية إني أقابلك وجها لوجه»، ورد عليها الرئيس: "أنا عندي أمنية إني أسلم عليكِ".وتوجه الرئيس إلى أيوب لمصافحتها، وقالت له: (شكرا يا ريس.. يا عزيز مصر.. كلنا بنحبك شعبك بيحبك يا ريس وشكرا على الأمن والأمان اللي إحنا عايشين فيه.. أشكرك جدًا يا ريس.. الشعب كل حاسس بكل الإنجازات).. وحرص الرئيس "السيسي" على تقبيل رأس سيدة المسرح العربى : (إنها قبلة على جبين الفن المصرى).. هذا هو الوصف الحقيقى للمشهد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سميحة أيوب الرمز والمعنى سميحة أيوب الرمز والمعنى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 05:51 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سامسونغ تطلق نسخة جديدة من "جلاكسي فولد" القابل للطي

GMT 11:37 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات قاتلة طفليها في محافظة الدقهلية

GMT 21:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل وفاة 35 معتمرًا وإصابة 4 إثر حادث "مكة"

GMT 00:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تنتظر استدعاء النيابة بشأن الفيديو الإباحي

GMT 09:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن سلمان يلتقط صور"سلفي" في "الفورميلا أي"

GMT 07:39 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"جزر السيشل" في المحيط الهندي جنة لعشاق الطبيعة

GMT 19:26 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 20:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

المطربة ساندي تتعرض للإصابة خلال تصوير "عيش حياتك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon