توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جواز سفر إلى الجنة

  مصر اليوم -

جواز سفر إلى الجنة

بقلم - سحر الجعارة

ارتبط اسم الحبر الأعظم البابا «فرنسيس»، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بالدفاع عن المهاجرين فى محطات مختلفة، وهو لا يتردد باستمرار فى توجيه انتقاداته المباشرة والمبطنة إلى صُناع القرار فى أوروبا بشأن سياساتهم فى ملف الهجرة، التى قد يغيب عنها البعد الإنسانى، وتطغى عليها «المصلحة الذاتية الضيقة».

وزار البابا مؤخراً مرسيليا الفرنسية فى لقاء عنوانه الكبير «ملف الهجرة والمهاجرين».فما الذى يدفع البابا للدفاع عن المهاجرين ومواجهة قادة أوروبا؟.. إنه معنىٌّ فى المقام الأول بـ«الإنسان»، ويدعو إلى «مسئولية الأخوية».

«البحر الأبيض المتوسط مقبرة أفريقيا»، بهذه العبارة يلخص البابا فرنسيس مأساة المهاجرين القادمين من القارة السمراء نحو «الفردوس الأوروبى».

إنه رجل دين يمتلك حساً مرهفاً تجاه هذه الشريحة، ولا يتردد فى الدفاع عنها فى كل مناسبة منتقداً بشكل مباشر وغير مباشر السياسات الأوروبية التى توضع دون مراعاة للشق الإنسانى فى هذا الملف.

فلا يكاد يمر يوم واحد دون أن يلتهم المتوسط أجسادا غضة لشباب حالم بمستقبل زاهر بالقارة العجوز، ففى هذا المعبر البحرى الرئيسى للهجرة، حيث قضى أكثر من 2000 شخص غرقاً هذا العام، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، ارتفعت أرقام الوافدين إلى الساحل الإيطالى إلى 126 ألفاً منذ بداية السنة، مقارنة بـ66 ألفاً خلال الفترة نفسها من العام الماضى، حسب أرقام للسلطات الإيطالية.

وقد عُرف الحبر الأعظم البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بالعديد من الصفات والألقاب، ولعل أشهرها «بابا الفقراء» و«بابا السلام»، إذ تؤكد سيرته حرصه الدائم على مساعدة الفقراء بغضّ النظر عن الدين والعرق والجنس، كما كانت له مواقف مؤثرة تجاه اللاجئين وفقراء المهاجرين، لاسيما فى السنوات الأخيرة التى شهدت العديد من الحروب والأزمات فى بقاع مختلفة من العالم.

واعتبر البابا فرنسيس أن مساعدة الفقراء وتقديم العون لهم هو «جواز سفر إلى الجنة»، وخلال قداس سابق أعلن أول يوم سنوى عالمى للفقراء، تحييه الكنيسة الكاثوليكية، والذى أطلق البابا فكرته للفت أنظار كاثوليك العالم البالغ عددهم 1.3 مليار شخص إلى الناس الأكثر احتياجاً.

وقال البابا فى عظته الدينية آنذاك (19 نوفمبر 2017): «إذا كانت لهم (الفقراء) قيمة قليلة فى أعين العالم فإنهم من يفتحون لنا الطريق إلى الجنة. إنهم جوازات سفرنا للجنة، بالنسبة لنا العناية بهم مهمة إنجيلية»، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.

وقرّر البابا فرنسيس السماح للنساء بالمشاركة كأعضاء يمتلكون حقّ التصويت، ضمن أعمال مجمع الأساقفة أو السينودس، المرتقب انعقاده فى أكتوبر المقبل.

يأتى ذلك ضمن تعديلات على آليات التصويت أُعلن عنها فى الفاتيكان، وتشمل السماح للكاثوليك العلمانيين - أى الذين لا يشغلون أى منصب كهنوتى أو ديني - بالتصويت على قرارات المجمع.

وبحسب القرار الأخير، سيكون نصف العلمانيين الذين يمتلكون حق التصويت من النساء، وقد منح الحقّ ذاته لخمس راهبات يشاركن فى أعمال المجمع كممثلات لرهبانتهن.وبهذا القرار الأخير قد يتغير تماماً أداء الكنيسة الكاثوليكية بالانتصار للإنسان فى «حقوقه المدنية» وأولها الوجود العلمانى فى الفاتيكان!

وفى أغسطس الماضى، عقد البابا فرنسيس اجتماعاً خاصاً مع ضحايا الاعتداءات الجنسية التى ارتكبها رجال الكنيسة، خلال زيارة تستغرق خمسة أيام للبرتغال.

وقال الفاتيكان، فى بيان، إن الاجتماع عُقد فى «جو من الاستماع المكثف».

وكان تقرير صدر هذا العام قد خلص إلى أن 4815 طفلاً على الأقل تعرضوا لانتهاكات فى كنائس البرتغال، وأن الكنيسة سعت «بشكل منهجى» لإخفاء هذه القضية، وفى قداس المساء فى لشبونة، قال البابا إن الكنيسة يجب أن تستمع إلى «صرخة الضحايا البائسة».

وأضاف أن هذه الفضيحة «تدعونا لتطهير مستمر»، وأن الغضب المنتشر حولها ساهم فى «تنامى الانفصال عن ممارسة العقيدة».

لقد حاولت قدر الإمكان أن أعرض لبعض مواقف الحبر الأعظم لأقدم النموذج المثالى للقيادة الروحية - الدينية.. وحاولت ألا أفرض رأيى الخاص ورؤيتى.. لأن هذه المواقف كفيلة بأن تعترف (ولو سراً) بأننا جميعاً نحتاج إلى تطهير شامل لضمائرنا ومواقفنا ومهامنا الإنسانية حتى لا تتحول إلى مكاسب شخصية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جواز سفر إلى الجنة جواز سفر إلى الجنة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon