توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغناء لآخر نفس

  مصر اليوم -

الغناء لآخر نفس

بقلم - سحر الجعارة

من أهم أولويات مهمة الصحفى تغطية الأحداث اليومية و النزاعات المسلحة و الحروب العسكرية، ولتبسيط الفكرة فإن مراسلين أى قناة إخبارية يقفون الآن فى قلب نيران "غزة" وتحت القصف لتقديم "الحقيقة" للرأي العام العربي والعالمي هم في "مهمة مقدسة".

هذا "المراسل العسكرى" دوره فى المهنة محفوف بالخاطر عكس المحرر الفنى مثلا أو القضايا الإجتماعية أو البرلمان.. إلخ، فالصحف يجب أن تصدُر والفضائيات يجب أن تستمر تماما مثل مترو الأنفاق أو قطاع الكهرباء أو الغاز.. إلخ، هذا النموذج لتبسيط الفكرة.

لو تخلينا جميعا عن أدوارنا المهنية، وجلسنا نندب الحرب في غزة، فعلينا أيضا أن نلطم الخدود ونولول على أطفال سوريا وليبيا واليمن.. وأن تتوقف الحياة تماما وتموت كل الأنشطة الإنسانية حتى تنتهى الحروب من عالمنا العربي (!!).

وقفت المطربة "إليسا" اللبنانية على المسرح و طلبت من الجمهور الوقوف دقيقة صمت من أجل فلسطين ومن أجل الشهداء، وقالت: "أنا مضطرة أعمل شغلى كلنا عارفين ما يحدث اليوم".. إليسا مواليد عام 1972 أى أنها وُلدت ونشأت خلال الحرب الأهلية اللبنانية، التى استمرت من عام 1975 إلى عام 1990، وأسفرت عن مقتل ما يقدر بـ120 ألف شخص،و في عام 2012، كان ما يقرب من 000 76 شخص لا يزالون مشردين داخل لبنان.

كان هناك أيضا نزوح لما يقرب من مليون شخص من لبنان نتيجة للحرب.

ورغم ذلك ظهرت إليسا عام 98 ونجحت وأثبتت وجودها كنجمة، وهى تعرف تماما معنى عبارة "موت وخراب ديار" ولهذا إستمرت فى عملها ، لكنها لم تسلم من هجوم كاسح من بعض المتاجرين بدم الشهداء.

وردت إليسا عبر حسابها الرسمي على منصة «إكس»، قائلة: «يعني إذا المهندس بيوقف الورشة، والمحامي بيوقف مرافعة، وصاحب المطعم بيوقف خدمة، والمصرفي بيوقف تداولات، ساعتها منوقّف شغلنا كلنا، بعز الحرب كانوا الفنانين مستمرين لأن ده شغلنا ورزقتنا، وما راح نوقّف كرمال كم حدا فاشل وفاضي عم يحكي! ما بقى.. حدا يزايد علينا بوطنيتنا ومواقفنا!.

لاحظ أن الحرب تدور أيضا فى جنوب لبنان، (يعنى الميت فى بيتها مش عند الجيران)، لكن الشعب اللبنانى الذى ذاق ويلات الحروب يعرف معنى أن تستمد قوتك على الصمود من عملك.. ومادامت الكرة الأرضية تدور فلابد أن نستمر لآخر نفس.

ثم فجأة خرج علينا الممثل "محمد سلام" بفيديو يعتذر فيه عن دوره فى مسرحية "زواج إصطناعى"، التى تعرض فى مهرجان "الرياض" بعد ساعات، وهو بذلك أخل بشروط التعاقد ووضع المنظمين فى حرج وربما تكبدوا خسائر، ربما لهذا قام بتديين موقفه للإحتماء بالجماهير، الغاضبة مما يحدث فى غزة، من عقبات قراره القانونية: (اللي بيحصل في فلسطين قضية كل مسلم، وواجب على كل مسلم، فأنا مش في إيدي حاجة أقدر أقدمها، فلما نموت وربنا يسألنا عملت إيه لأخوك في فلسطين أنا هرد أقول إيه؟ هقول في وقت الأحداث في فلسطين أنا كنت بعمل مسرحية كوميدية وبرقص وأغني فأنا مش هقدر أعمل كده".

ثم قرر "سلام" المزايدة على كل الفنانين وبلغ به الشطط او الإكتئاب أو حسن النية للحكم على كل فنان بأنه كـ "القاتل" تماما بقين زائف لا أعرف من أين جاء به ، وقال : (لحد دلوقتي في ناس عمالة تموت ومفيش حاجة بتحصل، فأنا إزاي أروح أعرض وناس بتموت في فلسطين، حاسس لو أنا عملت كده هبقى كأني زي اللي بقتلهم بالظبط، هبقى خذلتهم وهبقى بغني وارقص ).

هل لو كان "سلام" يؤدى دورا فى فيلم أو مسلسل بعيدا عن أعين الجمهور لأتخذ نفس الموقف ؟؟.. ولماذا يعمل فى مهنة يحتقرها ويحرمها (بغنى وأرقص) ولا يشعر أنه عمل شريف وهادف ؟؟.. والأهم أنه أدان كل الزملاء فى نفس العمل وحكم عليهم بأنهم "قتلة" وكأنه تحول فجأة من ممثل إلى موزع لصكوك الغفران!.

أنا أتعجب من كل فنان يحتقر ما يفعله ورغم ذلك يفعله سرا فى كل الأوقات ويمتنع عنه علنا فى الأزمات و كأنه تاجر مخدرات ؟.. كان "سلام" يملك أن يدعم فلسطين بالتبرع بأجره أو بالمشاركة فى جهود إرسال المساعدات، لكنه إختار اللعب على مشاعر الجماهير وشحنهم دينيا : ( طيب تركت عملك غزة غستفادت إيه ؟)!

أنا أحترم أن يكون الإنسان على خط النار ولو بإسعاد الجماهير التى تشعر بالعجز والإكتئاب.

"العزيزة إليسا": قلبى معك ومحبتي للشعب اللبناني الصامدة ولموقفك الرائع الذى يمنح الحياة بريقا غاب عنها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغناء لآخر نفس الغناء لآخر نفس



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon