توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تميمة الحرية»

  مصر اليوم -

«تميمة الحرية»

بقلم - سحر الجعارة

إن شئنا اختيار "شخصية العام" ونحن محاصرون بالحروب على حدودنا، ننام ونصحو على صور الخراب، ونشاهد فى أحلامنا صور الأطفال والنساء والعجائز يعانقون الموت فقط ليموتوا على أرض "فلسطين" .. فلابد أن تكون شخصية العام الناشطة الفلسطينية "عهد التميمى"، والتي أطلق عليها سابقاً لقب "أيقونة فلسطين" .لقد قضت «عهد» أجمل سنوات عمرها خلف قضبان السجون الإسرائيلية، فلم تفقد صلابتها رغم القهر والذل والانتهاكات التى واجهتها خلف القضبان.

لقد هزمت الخوف الذى تشيعه إسرائيل بقوتها العسكرية، وروت «شجر الزيتون» من عطر شبابها، واحتضنت «حمامة السلام» الجريحة بكفها الصغير لتعلمها كيف تتحول إلى «صقر» ينتزع حقه بالقانون!.

فى 2017/2018 قضت "التميمى" ثمانية أشهر فى السجن، فكان لابد أن تعيد اكتشاف نفسها، أن تنضج قبل الأوان، على نار الانتهاكات اليومية، لتحصل على شهادة «الثانوية العامة» وهى مكبلة بالقيود الحديدية.. لكنها كانت دائما «حرة»، ولذلك كانت تتحايل على عيون السجانين، وتجتمع مع زميلاتها بالحبس، لتلقى «دورة تعليمية» على يد النائبة «خالدة جرار».. وكأنهن فى جلسة سمر!.

تعلمت «التميمى»، هى وزميلاتها بالسجن، ماهية الانتهاكات واطلعت على الاتفاقات الدولية الموقعة فيما يخص التعامل مع الأسرى وحقوق الطفل والتمييز العنصرى «الأبارتهايد»، ودرست اتفاقيات جنيف الأربع، وركزن اهتمامهن على اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين التى تنطبق عليهم.. أخيرا امتلكت «عهد» الصيغة التى تبلور بها «قانونا» ما يتعرض له أطفال فلسطين.

تحولت أناملها الرقيقة التى صفعت جنود الاحتلال الصهيونى دفاعاً عن حرمة منزلها إلى قنبلة نووية، طافت العالم كله، موثقة بالصوت والصورة، لتسقط خرافة «الجندى الإسرائيلى»، وتكشف أكذوبة دولة الاحتلال التى لا تقهر.. وتنتزع بأظافرها «العدالة»، كما كانت تفهمها بوعى فتاة فى السادسة عشرة من عمرها.. نشأت على القهر.. وأصبح «الفزع» قوتها اليومى، وهم يقتادون أسرتها واحداً تلو الآخر للاعتقال.

واستطاعت أن تهز كافة المنظمات الإنسانية خلال محاكمتها، وتسلط الضوء على (التعامل الإسرائيلى القاسى مع الأطفال والقصّر الفلسطينيين).. وتنتقد مجموعات مدافعة عن الحقوق المدنية النظام الإسرائيلى، وتقول إنه: «لا يعطى الضمانات بمحاكمات عادلة».. وتقر قوات الدفاع الإسرائيلية بأن نحو أكثر من ألف حدث دون السن القانونية مثلوا أمام محكمة عسكرية خاصة بالأحداث.

لقد سجنت «عهد» مع والدتها «ناريمان».. التى خرجت معها لتقول لوسائل الإعلام: يجب أن يتسلح الأطفال بثقافة مواجهة المحتل «خوفنا لن يحمى أبنائنا»، ذلك أن (أطفالا يموتون وهم فى البيوت) .. وواصلت "عهد" النضال فكانت دائمًا في طليعة المسيرة الأسبوعية كل يوم جمعة في قرية النبي صالح، رافعةَ شعار "اخرجوا من أرضنا.. فهذه الأرض ليست لكم"، وكانت تتمنى أن تدرس القانون لتصبح محامية لتتمكن من الدفاع عن وطنها.ومؤخرا اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عهد التميمي.. على خلفية العدوان الذى ينفذه جيش الاحتلال الإسرائيل في قطاع غزة، بحجة "الاشتباه في تحريضها على العنف والدعوة إلى نشاط إرهابي".

فتم القبض على عهد، البالغة 22 عاما، أوائل شهر 2023 بسبب منشور على موقع إنستجرام تقول عائلتها إنها لم تكتبه.وأطلقت إسرائيل سراحها ضمن صفقة تبادل الأسرى مع "حماس" في إطار الهدنة.لقد تحولت «عهد» إلى «تميمة حرية»، لقنتنا درسا فى الصلابة والشموخ والكبرياء، ورغم الخراب والدمار الذى حل بغرة صدرت إلينا "صورة مضيئة" تنطق بكلمتها: أنا "مقاتلة حرة، لذا لن أكون الضحية".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تميمة الحرية» «تميمة الحرية»



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon