توقيت القاهرة المحلي 20:12:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تميمة الحرية»

  مصر اليوم -

«تميمة الحرية»

بقلم - سحر الجعارة

إن شئنا اختيار "شخصية العام" ونحن محاصرون بالحروب على حدودنا، ننام ونصحو على صور الخراب، ونشاهد فى أحلامنا صور الأطفال والنساء والعجائز يعانقون الموت فقط ليموتوا على أرض "فلسطين" .. فلابد أن تكون شخصية العام الناشطة الفلسطينية "عهد التميمى"، والتي أطلق عليها سابقاً لقب "أيقونة فلسطين" .لقد قضت «عهد» أجمل سنوات عمرها خلف قضبان السجون الإسرائيلية، فلم تفقد صلابتها رغم القهر والذل والانتهاكات التى واجهتها خلف القضبان.

لقد هزمت الخوف الذى تشيعه إسرائيل بقوتها العسكرية، وروت «شجر الزيتون» من عطر شبابها، واحتضنت «حمامة السلام» الجريحة بكفها الصغير لتعلمها كيف تتحول إلى «صقر» ينتزع حقه بالقانون!.

فى 2017/2018 قضت "التميمى" ثمانية أشهر فى السجن، فكان لابد أن تعيد اكتشاف نفسها، أن تنضج قبل الأوان، على نار الانتهاكات اليومية، لتحصل على شهادة «الثانوية العامة» وهى مكبلة بالقيود الحديدية.. لكنها كانت دائما «حرة»، ولذلك كانت تتحايل على عيون السجانين، وتجتمع مع زميلاتها بالحبس، لتلقى «دورة تعليمية» على يد النائبة «خالدة جرار».. وكأنهن فى جلسة سمر!.

تعلمت «التميمى»، هى وزميلاتها بالسجن، ماهية الانتهاكات واطلعت على الاتفاقات الدولية الموقعة فيما يخص التعامل مع الأسرى وحقوق الطفل والتمييز العنصرى «الأبارتهايد»، ودرست اتفاقيات جنيف الأربع، وركزن اهتمامهن على اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين التى تنطبق عليهم.. أخيرا امتلكت «عهد» الصيغة التى تبلور بها «قانونا» ما يتعرض له أطفال فلسطين.

تحولت أناملها الرقيقة التى صفعت جنود الاحتلال الصهيونى دفاعاً عن حرمة منزلها إلى قنبلة نووية، طافت العالم كله، موثقة بالصوت والصورة، لتسقط خرافة «الجندى الإسرائيلى»، وتكشف أكذوبة دولة الاحتلال التى لا تقهر.. وتنتزع بأظافرها «العدالة»، كما كانت تفهمها بوعى فتاة فى السادسة عشرة من عمرها.. نشأت على القهر.. وأصبح «الفزع» قوتها اليومى، وهم يقتادون أسرتها واحداً تلو الآخر للاعتقال.

واستطاعت أن تهز كافة المنظمات الإنسانية خلال محاكمتها، وتسلط الضوء على (التعامل الإسرائيلى القاسى مع الأطفال والقصّر الفلسطينيين).. وتنتقد مجموعات مدافعة عن الحقوق المدنية النظام الإسرائيلى، وتقول إنه: «لا يعطى الضمانات بمحاكمات عادلة».. وتقر قوات الدفاع الإسرائيلية بأن نحو أكثر من ألف حدث دون السن القانونية مثلوا أمام محكمة عسكرية خاصة بالأحداث.

لقد سجنت «عهد» مع والدتها «ناريمان».. التى خرجت معها لتقول لوسائل الإعلام: يجب أن يتسلح الأطفال بثقافة مواجهة المحتل «خوفنا لن يحمى أبنائنا»، ذلك أن (أطفالا يموتون وهم فى البيوت) .. وواصلت "عهد" النضال فكانت دائمًا في طليعة المسيرة الأسبوعية كل يوم جمعة في قرية النبي صالح، رافعةَ شعار "اخرجوا من أرضنا.. فهذه الأرض ليست لكم"، وكانت تتمنى أن تدرس القانون لتصبح محامية لتتمكن من الدفاع عن وطنها.ومؤخرا اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عهد التميمي.. على خلفية العدوان الذى ينفذه جيش الاحتلال الإسرائيل في قطاع غزة، بحجة "الاشتباه في تحريضها على العنف والدعوة إلى نشاط إرهابي".

فتم القبض على عهد، البالغة 22 عاما، أوائل شهر 2023 بسبب منشور على موقع إنستجرام تقول عائلتها إنها لم تكتبه.وأطلقت إسرائيل سراحها ضمن صفقة تبادل الأسرى مع "حماس" في إطار الهدنة.لقد تحولت «عهد» إلى «تميمة حرية»، لقنتنا درسا فى الصلابة والشموخ والكبرياء، ورغم الخراب والدمار الذى حل بغرة صدرت إلينا "صورة مضيئة" تنطق بكلمتها: أنا "مقاتلة حرة، لذا لن أكون الضحية".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تميمة الحرية» «تميمة الحرية»



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon