توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلطة الذكورية في «بيت الرفاعي»

  مصر اليوم -

السلطة الذكورية في «بيت الرفاعي»

بقلم - سحر الجعارة

إذا كان رب البيت فاسداً، فشيمة أهل البيت الصراع.. صراع محموم على موقع «كبير العائلة»، الذى يجسد «النظام الأبوى» الذى يرتكز على الرجل باعتباره الشخصية الرئيسية للسلطة المركزية للتنظيم الاجتماعى، حيث يمتلك الآباء سلطة على النساء والأطفال والممتلكات.

النظام الأبوى أو النظام الذكورى بالإنجليزية: Patriarchy‏ هو تنظيم اجتماعى يتميز بسيادة الذكر الرئيس (الأب) وتبعية النساء والذريّة له بما فيه التبعية القانونية، ويفترض التوريث واستكمال الانتساب لذكور من السلالة، متوسلة -عادة- بالأعراف والتقاليد. ويُقصد بها الاستحقاق وهيمنة شخص -غالباً ذكر- يشير لكبير العشيرة أو القبيلة، كالأب فى العائلة.. وكذلك يستخدم المصطلح للإشارة لسلطة الذكور على النساء تحديداً.. ولعل أوضح مثال على هذه التركيبة الاجتماعية هى العائلات العريقة فى الصعيد وريف مصر التى اشتهرت بعدم توريث البنات، (حتى لا تذهب الثروة لرجل من خارج العائلة)، وبتوارث المناصب القيادية - السياسية فى القرى والبلدات الصغيرة «العمدة، النائب البرلمانى».. ولهذا تسمع عادة فى المسلسلات التى تناقش توارث السلطة حتى المنتخبة منها عبارة: (العمودية فى بيت فلان).

نحن أمام نفس النموذج مع اختلافات بسيطة وهى انتقال نموذج العائلة المرتكز على الثروة والسلطة معاً وهيمنة الأب إلى المدينة، وإن كانت تعتمد فى أعمالها غير المشروعة على تجارة الآثار التى تظهر عادة فى صعيد مصر وبنفس التنظيمات التى تحرك هذه التجارة المحرمة.

يمنح الأب فى مسلسل «بيت الرفاعى» نجل شقيقه «فاروق الرفاعى- أحمد رزق» الوصاية على كل ممتلكات العائلة بعد رحيله لتبدأ إراقة الدماء فى «بيت الرفاعى».

وكأنه شرط ضرورى لاستمرار مسلسل الدم الذى بدأه الأب بقتل «والد فاروق»، فالابن الصالح «ياسين - أمير كرارة» لا بد أن يستبعد لأنه يرفع شعارات الإصلاح وتنظيف ثروة العائلة من المال الحرام: إنه توريث السلطة والثروة يتجسد فى واقعية مؤلمة.. وكأن التغيير لن يأتى إلا بالأسوأ!.

الدكتور «ياسين» يجد نفسه متهماً بقتل والده ويبدأ رحلة الهروب وهو يعيد اكتشاف كل من حوله «العم - سيد رجب» يناور ويتآمر لإحساسه بأنه الأولى بالوصاية، الأب قتل «والدة فاروق»، فاروق يحمل حقداً دفيناً على مورّثه الذى رفض تزويجه ابنته «رقية - ملك قورة» وكأن على «ياسين» أن يصحح كل أخطاء الماضى ليصبح جديراً بالوصاية على العائلة.

يلتف الغرباء حول «ياسين» فى رحلة هروبه فى إشارة إلى أن البسطاء عادة يلتفون حول صاحب اليد النظيفة، ويخرج من كل الأزمات بفضل مساعدتهم فى الوقت الذى يتآمر ضده زوج طليقته.. وتسانده فى رحلة البحث عن البراءة «سامية - ميرنا جميل»، وترافقه وتقع فى حبه وتحل محل الصديق والأخ والأم.

هل يمكن أن نعتبر العمل إسقاطاً على الصراع على السلطة بشكل أكبر؟؟.. ربما.

بدأت مشاهدة العمل وأنا أنتظر كيف يمكن لأمير كرارة أن يخرج من عباءة «المنسى» ويصنع لنفسه بطولة جديدة بانفعالاته الهادئة ونظراته الحائرة، والحقيقة أنه مأزق لأن دور «المنسى» فى مسلسل «الاختيار» كان مرتبطاً ببطولة واقعية للعقيد «المنسى» عاشها الجمهور وتألم لحظة اغتياله وبالتالى كانت الجماهيرية مرتبطة بشخصية واقعية نجح «كرارة» فى تجسيدها.. فى «بيت الرفاعى» كان عليه أن يتحدى نفسه معتمداً على نموذج رمز الخير الذى يقدمه وقد نجح فى الوصول إلى قلوب الجماهير.. ولكن سيبقى «الاختيار» علامة فارقة فى مشواره الفنى لأنه الأقرب إلى قلوب الناس.

أما «أحمد رزق» فقد تفوق على نفسه وعلى نجاحاته السابقة، الغضب والحقد الدفين والمزايدة على أبناء وبنات العم والاستئثار بـ«الثأر» ليصبح لديه مبرر قوى للتخلص من «ياسين»، ونهم الاستحواذ على النساء والذى جسد فيه ببراعة شديدة ضعفه أمام «رقية».. نظرات جبارة قدمت لنا «رزق» جديداً.

ومع تصاعد الأحداث سوف تكتشف أن كل العناصر النسائية فى العمل مقهورة وقليلة الحيلة باستثناء، (سامية وجمالات)، وهذه إحدى سمات «النظام الأبوى» أن تستسلم «رقية» مثلاً للزواج من «رزق» رغم أنها تعلم مدى شره.

سوف يبقى الصراع بين الخير والشر هو التيمة الرئيسية للإبداع والدراما، لكن المهم هو المعالجة الجديدة التى تنشر إضاءات سريعة على تغير المجتمع حول أطراف الصراع (الضابط يحيى وقصة فصله من العمل نموذجاً).

مسلسل «بيت الرفاعى» من تأليف المخرج بيتر ميمى، وإخراج أحمد نادر جلال، وبطولة أمير كرارة، أحمد رزق، محمد لطفى، أحمد فؤاد سليم، سيد رجب، عايدة رياض، ميرنا جميل، رحاب الجمل، ملك قورة، إيناس كامل، صفاء الطوخى وحمدى هيكل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطة الذكورية في «بيت الرفاعي» السلطة الذكورية في «بيت الرفاعي»



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon