توقيت القاهرة المحلي 04:35:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شهادة ياسر عرفات: «مصر قدمت أغلى شيء (وهو الدم) في سبيل فلسطين»

  مصر اليوم -

شهادة ياسر عرفات «مصر قدمت أغلى شيء وهو الدم في سبيل فلسطين»

بقلم - سحر الجعارة

كنت فى أولى خطواتى الصحفية، شابة فى العشرين أرتدى فستاناً أسود -حداداً على والدى رحمه الله- وعلى أكتافى «الحطة الفلسطينية»، داخل قاعة «مسرح الجمهورية» أغطى مؤتمر الأحزاب المصرية لنصرة فلسطين مع بداية توافد المهاجرين السوفيت إلى فلسطين، وقفت أنتظر «أبوعمار» لأصافحه، ربما تصور أنى فلسطينية فاحتضنى وسط ذهول الحرس، وطلبت منه حواراً لجريدة «الرأى العام الكويتية»، وبعد يوم من العمل المضنى والعديد من الشخصيات المصرية والعربية التى كانت بانتظاره (كان بينهم الشاعران الفلسطينيان محمود درويش وسميح القاسم)، جاء استقباله لى بمكتبه الخاص، بمحل إقامته بالقاهرة.. هكذا أصبحت القضية الفلسطينية جزءاً حياً فى ضميرى، الوطن بشخوصه وأبطاله وشهدائه، بكل حجر فى انتفاضاته المتتالية، بكل بشاعة المجازر الفلسطينية، وتغول المستوطنات الإسرائيلية على شجر الزيتون.

أصبحت فلسطين ديوان الشعر المفضل، وصوت «مارسيل خليفة وجوليا بطرس» أغنياتى المفضلة، ويوميات «أطفال الحجارة» أروع كلمات أنشرها، وزيارة مكتبة «منظمة التحرير الفلسطينية» فى تونس أجمل ذكرياتى.. وقبل أن أتوه فى التفاصيل إليكم شهادة «ياسر عرفات» على عطاء مصر لفلسطين:

سألت: سيادة الرئيس، ما رؤية سيادتكم للدور المصرى فى دفع مسيرة السلام؟

الرئيس عرفات ضاحكاً: أصل أنا شهادتى مجروحة.. لأنى أنا مصرى الهوى.. لكن بلا شك وبحياد تام أقول إن مصر لم تتخلَّ فى يوم من الأيام عن دفع أغلى شى (وهو الدم) فى سبيل فلسطين.. (86 ألف شهيد مصرى) دفاعاً عن الأرض الفلسطينية، ودفاعاً عن الأمة العربية بأسرها. (الحوار الذى تناقلته وكالات الأنباء آنذاك نُشر بتاريخ 25/2/1990 بجريدة «الرأى العام»). فتشت -أثناء كتابة هذا المقال- عن أعداد الشهداء المصريين فى حرب فلسطين عام 1948، فوجدتها منقوشة «بالأسماء» فى سجل الخلود على عدة مواقع فلسطينية.

لم تكن مصر تقدم الدم فحسب، فقد قادت «عملية السلام» فى المنطقة بتوقيع اتفاقية «كامب ديفيد»، التى نذكرها دائماً قائلين: (لو جاء ياسر عرفات وجلس على مقعده بفندق سميراميس لتبدل الحال).. وعندما تولى الرئيس «مبارك» سار على نفس نهج «السادات» فى السعى لإتمام عملية السلام والحصول على كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، شهدت القضية الفسلطينية تطورات كثيرة وحادة، ونتيجة ذلك تطورت مواقف وأدوار مصر لتحقيق الاستقرار فى هذه المنطقة الملتهبة من حدود مصر الشرقية، وكانت البداية مع سحب السفير المصرى من إسرائيل بعد وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا 1982، وفى عام 1989 طرح مبارك خطته للسلام، حيث تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقاً لقرار مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مع وقف الاستيطان الإسرائيلى، وفى سبتمبر عام 1993 شارك الرئيس الأسبق مبارك فى توقيع اتفاق أوسلو الخاص بحق الفلسطينيين فى الحكم الذاتى، وفى 2003 أيدت مصر وثيقة «جنيف» بين الإسرائيليين والفلسطينيين باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع فى المنطقة.

وعلى هامش خطوات السلام، كانت انتفاضة الحجر تُلهب مصر أكثر مما تأتينا صورها من الأرض المحتلة، وأصبح «محمد الدرة» أيقونة فلسطين.. احتضنت مصر الطلبة الفلسطينيين والمهاجرين الذين ارتبطوا معنا بعلاقات مصاهرة وأصبحوا جزءاً من نسيج الوظائف المتاحة.. وبعدما حدث الاقتتال الأهلى بين الفصائل الفلسطينية رعت مصر الحوار الفلسطينى - الفلسطينى، وتمت استضافته فى القاهرة فى جولات متكررة منذ 11 نوفمبر 2002 بهدف مساعدة هذه الفصائل على تحقيق الوفاق الفلسطينى.

كثيرة هى الأحداث السياسية المتسارعة فى فلسطين والتى كانت مصر خلالها حاضرة وفاعلة، بعد ثورة 25 يناير 2011.. حقق الرئيس السابق «عدلى منصور» إنجازاً خاصاً بالقضية الفلسطينية، حيث نجحت مصر فى عهده فى إقناع حركتى «فتح وحماس» بالتوقيع على اتفاقية المصالحة التى طالما سعى إليها وأكد عليها فى لقاءاته وحواراته خلال عشرة أشهر.

وبعد تولى الرئيس «عبدالفتاح السيسى» ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التى قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطينى.

وبعد لقاء مع الرئيس الفلسطينى «محمود عباس»، أكد الرئيس «السيسى» فى مايو 2016 على عدة نقاط: 1- مصر ستواصل مساعيها الدؤوبة من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. 2- التوصل لتسوية عادلة وشاملة من شأنه أن يدعم استقرار المنطقة ويساهم فى الحد من الاضطراب الذى يشهده الشرق الأوسط. 3- ضرورة الحفاظ على الثوابت العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية.

ولأن التفاصيل كثيرة فى يوميات التهجير والدم والقصف والاستيطان ومخاطبة الرأى العام العالمى والجهود الدبلوماسية الساعية للسلام التى تبذلها مصر.. أقول ختاماً: إن من تشردوا ومن سقطوا من شهداء وضحايا هم شعب أعزل، المسئول الوحيد عنه بموجب كل الاتفاقيات الدولية هو «سلطة الاحتلال» وبموجب الاتفاقيات الدولية، فما يحدث فى «غزة» هو جرائم حرب بالمعنى الحرفى للكلمة.. لكن العالم الذى يهيمن على المؤسسات الدولية منحاز لإسرائيل.. لن يعامل «نتنياهو» معاملة البشير!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهادة ياسر عرفات «مصر قدمت أغلى شيء وهو الدم في سبيل فلسطين» شهادة ياسر عرفات «مصر قدمت أغلى شيء وهو الدم في سبيل فلسطين»



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 05:51 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سامسونغ تطلق نسخة جديدة من "جلاكسي فولد" القابل للطي

GMT 11:37 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات قاتلة طفليها في محافظة الدقهلية

GMT 21:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل وفاة 35 معتمرًا وإصابة 4 إثر حادث "مكة"

GMT 00:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تنتظر استدعاء النيابة بشأن الفيديو الإباحي

GMT 09:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن سلمان يلتقط صور"سلفي" في "الفورميلا أي"

GMT 07:39 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"جزر السيشل" في المحيط الهندي جنة لعشاق الطبيعة

GMT 19:26 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 20:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

المطربة ساندي تتعرض للإصابة خلال تصوير "عيش حياتك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon