توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شهادة ياسر عرفات: «مصر قدمت أغلى شيء (وهو الدم) في سبيل فلسطين»

  مصر اليوم -

شهادة ياسر عرفات «مصر قدمت أغلى شيء وهو الدم في سبيل فلسطين»

بقلم - سحر الجعارة

كنت فى أولى خطواتى الصحفية، شابة فى العشرين أرتدى فستاناً أسود -حداداً على والدى رحمه الله- وعلى أكتافى «الحطة الفلسطينية»، داخل قاعة «مسرح الجمهورية» أغطى مؤتمر الأحزاب المصرية لنصرة فلسطين مع بداية توافد المهاجرين السوفيت إلى فلسطين، وقفت أنتظر «أبوعمار» لأصافحه، ربما تصور أنى فلسطينية فاحتضنى وسط ذهول الحرس، وطلبت منه حواراً لجريدة «الرأى العام الكويتية»، وبعد يوم من العمل المضنى والعديد من الشخصيات المصرية والعربية التى كانت بانتظاره (كان بينهم الشاعران الفلسطينيان محمود درويش وسميح القاسم)، جاء استقباله لى بمكتبه الخاص، بمحل إقامته بالقاهرة.. هكذا أصبحت القضية الفلسطينية جزءاً حياً فى ضميرى، الوطن بشخوصه وأبطاله وشهدائه، بكل حجر فى انتفاضاته المتتالية، بكل بشاعة المجازر الفلسطينية، وتغول المستوطنات الإسرائيلية على شجر الزيتون.

أصبحت فلسطين ديوان الشعر المفضل، وصوت «مارسيل خليفة وجوليا بطرس» أغنياتى المفضلة، ويوميات «أطفال الحجارة» أروع كلمات أنشرها، وزيارة مكتبة «منظمة التحرير الفلسطينية» فى تونس أجمل ذكرياتى.. وقبل أن أتوه فى التفاصيل إليكم شهادة «ياسر عرفات» على عطاء مصر لفلسطين:

سألت: سيادة الرئيس، ما رؤية سيادتكم للدور المصرى فى دفع مسيرة السلام؟

الرئيس عرفات ضاحكاً: أصل أنا شهادتى مجروحة.. لأنى أنا مصرى الهوى.. لكن بلا شك وبحياد تام أقول إن مصر لم تتخلَّ فى يوم من الأيام عن دفع أغلى شى (وهو الدم) فى سبيل فلسطين.. (86 ألف شهيد مصرى) دفاعاً عن الأرض الفلسطينية، ودفاعاً عن الأمة العربية بأسرها. (الحوار الذى تناقلته وكالات الأنباء آنذاك نُشر بتاريخ 25/2/1990 بجريدة «الرأى العام»). فتشت -أثناء كتابة هذا المقال- عن أعداد الشهداء المصريين فى حرب فلسطين عام 1948، فوجدتها منقوشة «بالأسماء» فى سجل الخلود على عدة مواقع فلسطينية.

لم تكن مصر تقدم الدم فحسب، فقد قادت «عملية السلام» فى المنطقة بتوقيع اتفاقية «كامب ديفيد»، التى نذكرها دائماً قائلين: (لو جاء ياسر عرفات وجلس على مقعده بفندق سميراميس لتبدل الحال).. وعندما تولى الرئيس «مبارك» سار على نفس نهج «السادات» فى السعى لإتمام عملية السلام والحصول على كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، شهدت القضية الفسلطينية تطورات كثيرة وحادة، ونتيجة ذلك تطورت مواقف وأدوار مصر لتحقيق الاستقرار فى هذه المنطقة الملتهبة من حدود مصر الشرقية، وكانت البداية مع سحب السفير المصرى من إسرائيل بعد وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا 1982، وفى عام 1989 طرح مبارك خطته للسلام، حيث تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقاً لقرار مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مع وقف الاستيطان الإسرائيلى، وفى سبتمبر عام 1993 شارك الرئيس الأسبق مبارك فى توقيع اتفاق أوسلو الخاص بحق الفلسطينيين فى الحكم الذاتى، وفى 2003 أيدت مصر وثيقة «جنيف» بين الإسرائيليين والفلسطينيين باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع فى المنطقة.

وعلى هامش خطوات السلام، كانت انتفاضة الحجر تُلهب مصر أكثر مما تأتينا صورها من الأرض المحتلة، وأصبح «محمد الدرة» أيقونة فلسطين.. احتضنت مصر الطلبة الفلسطينيين والمهاجرين الذين ارتبطوا معنا بعلاقات مصاهرة وأصبحوا جزءاً من نسيج الوظائف المتاحة.. وبعدما حدث الاقتتال الأهلى بين الفصائل الفلسطينية رعت مصر الحوار الفلسطينى - الفلسطينى، وتمت استضافته فى القاهرة فى جولات متكررة منذ 11 نوفمبر 2002 بهدف مساعدة هذه الفصائل على تحقيق الوفاق الفلسطينى.

كثيرة هى الأحداث السياسية المتسارعة فى فلسطين والتى كانت مصر خلالها حاضرة وفاعلة، بعد ثورة 25 يناير 2011.. حقق الرئيس السابق «عدلى منصور» إنجازاً خاصاً بالقضية الفلسطينية، حيث نجحت مصر فى عهده فى إقناع حركتى «فتح وحماس» بالتوقيع على اتفاقية المصالحة التى طالما سعى إليها وأكد عليها فى لقاءاته وحواراته خلال عشرة أشهر.

وبعد تولى الرئيس «عبدالفتاح السيسى» ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التى قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطينى.

وبعد لقاء مع الرئيس الفلسطينى «محمود عباس»، أكد الرئيس «السيسى» فى مايو 2016 على عدة نقاط: 1- مصر ستواصل مساعيها الدؤوبة من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. 2- التوصل لتسوية عادلة وشاملة من شأنه أن يدعم استقرار المنطقة ويساهم فى الحد من الاضطراب الذى يشهده الشرق الأوسط. 3- ضرورة الحفاظ على الثوابت العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية.

ولأن التفاصيل كثيرة فى يوميات التهجير والدم والقصف والاستيطان ومخاطبة الرأى العام العالمى والجهود الدبلوماسية الساعية للسلام التى تبذلها مصر.. أقول ختاماً: إن من تشردوا ومن سقطوا من شهداء وضحايا هم شعب أعزل، المسئول الوحيد عنه بموجب كل الاتفاقيات الدولية هو «سلطة الاحتلال» وبموجب الاتفاقيات الدولية، فما يحدث فى «غزة» هو جرائم حرب بالمعنى الحرفى للكلمة.. لكن العالم الذى يهيمن على المؤسسات الدولية منحاز لإسرائيل.. لن يعامل «نتنياهو» معاملة البشير!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهادة ياسر عرفات «مصر قدمت أغلى شيء وهو الدم في سبيل فلسطين» شهادة ياسر عرفات «مصر قدمت أغلى شيء وهو الدم في سبيل فلسطين»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon