توقيت القاهرة المحلي 04:32:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كن إنسانا هذا يكفي

  مصر اليوم -

كن إنسانا هذا يكفي

بقلم - سحر الجعارة

كن رجلاً يختزل كل مساحات الوجع ومسافات الغياب

كن صديقاً لروحى التى تعانق صورتك الهائمة بين السحاب

كن طفلاً عابثاً لا يفارق حضنى لأفتش عنه خلف كل باب

كن ريشة تتراقص بخفة على كفى.. سنبلة بأرضى.. قلما يعبر عنى.. كن صمتى وصوتى ولغتى

كن إنساناً هذا يكفى.

يحتفل العالم يوم 19 نوفمبر من كل عام بـ«اليوم العالمى للرجل»، ويهدف اليوم العالمى للرجال إلى تعزيز الوعى بقضايا الرجال التى غالباً ما يتم تجاهلها، كما يسلط الضوء على «صحة الرجال والصبيان» وتحسين العلاقات بين الجنسين وتعزيز المساواة بين الجنسين والاحتفاء بنماذج إيجابية يحتذى بها الذكور.

كما يُعتبر اليوم العالمى للرجل فرصة لتقديرهم والاحتفاء بهم فى حياتهم لما يقدمونه للمجتمع، وهو كذلك منصة لزيادة الوعى بالتحديات التى يواجهها الرجال، خاصة فيما يتعلق بمعدل انتحار الذكور.

ويعود تاريخ الاحتفال باليوم العالمى للرجل إلى عام 1992 عندما اختار رجل يسمى توماس أوستر يوم 7 فبراير للاحتفال باليوم العالمى للرجل، ولكن لم يتم الاحتفال به.. ثم أسس الدكتور جيروم تيلوكسينج، وهو محاضر فى التاريخ بجامعة جزر الهند الغربية فى ترينيداد وتوباجو، اليوم العالمى للرجل 19 نوفمبر عام 1999 كعلامة احترام لوالده، إذ يصادف ذلك التاريخ يوم ميلاد والده.. وأوضح تيلوكسينج سبب اختياره فكرة تحديد يوم عالمى للرجل، وهو التركيز على مواضيع الصحة العقلية للرجال والذكورة السامة وانتحار الذكور وتعزيز صحة الرجال وتحسين العلاقات بين الجنسين.

ولا أعرف لماذا لا يتم الاحتفال بالرجل المصرى؟.. خاصة أن «تحسين العلاقات بين الجنسين» أحد أهداف هذا اليوم الذى يتم تجاهله، بينما يعلو الضجيج والمشاحنات حول أتفه مسألة تتعلق بعلاقة الرجل بالمرأة.. آلاف الساعات وملايين المشاهدات على اليوتيوب والسوشيال ميديا لمتابعة «صراع الديوك» بين من يناصر الرجل ومن يهاجمه، وما بين الانتصار للرجل وانتقاده لم تُفلح كل هذه الساعات فى تغيير وجهة نظر أحد.. لا قللت من العنف الزوجى، ولا من المشكلات التى تُجهد «محكمة الأسرة»، بل ازدادت شهرة البلوجرز وما يسمى بالمرشد الأسرى «الافتراضى».. وزادت أيضاً مشاهدات الطالع والتاروت ومتابعة مشايخ تفتى فى الزواج والطلاق وبعضهم يروج لضرب الزوجات والزواج الثانى.

أحياناً أشعر أن «الرجل» هو الطرف الغائب عن المناقشة، إنه يتمسك بكل ما تربى عليه من «أفكار ذكورية» ويستعين بكل الفتاوى المتطرفة من التراث، ويعارض كل مكتسبات المرأة ويرفض المساواة بين الجنسين.. ثم يداوى مشكلاته بعروس جديدة.

هذا ليس هجوماً، بل محاولة للوصول إلى أصل المشكلة «غياب الحوار بين الزوجين».. هل فكر أحدكم فى برنامج تليفزيونى مثلاً يكون «صوت الرجل»؟.. أو مواجهة على الهواء بالحجة والمنطق بين الطرفين؟.. وهل هذا يحلحل المشكلات أم يزيدها؟

من أكثر من 20 عاماً أجرى معى الإعلامى الكبير «أسامة كمال» مقابلة تليفزيونية قدمنى فيها بـ«عدوة الرجل».. انزعجت بشدة وأخذت أدافع عن نفسى. الآن أجد من تلهث خلف لقب كهذا!.. أنا تربيت مع إخوة رجال، ووالدى -رحمه الله- كان مثالاً للفارس: القلب الذى لم تخترقه القسوة يوماً، والعقل الذى أرشدنى لطريق الإنسانية، وأنار لى دروب الندية.

الرجل الذى شكّل وعيى، وكفكف دمعى، وحقق أحلامى المستعصية، النموذج المثالى للرجل: (الحزم دون ديكتاتورية.. والسلطة دون استبداد.. والعطاء بلا حدود.. والتسامح لآخر المدى).. «الستر» بمعناه الأدبى والموضوعى.

فقط -عزيزى الرجل- مطلوب منك دائماً أن تتذكر: الفرق بين «الذكورة» و«الرجولة»؟.. الذكر مجرد «نوع» مثل أى حيوان وضع الله فيه غريزة «حب البقاء» والتناسل، تماماً مثلما وضع فيه غريزة الجوع.. أما «الرجل» فيُفترض أنه عنوان «الشهامة والكرم والإنسانية والسند والحب والعطاء دون مقابل».. إلى آخر معانى الفروسية التى أخشى أن تصبح «فعلاً ماضياً».

«لا تضرب.. لا تخُن.. لا تشك.. لا تبخل.. لا تُلقِ يمين الطلاق.. لا للاغتصاب الزوجى.. كن إنساناً هذا يكفى».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كن إنسانا هذا يكفي كن إنسانا هذا يكفي



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 05:51 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سامسونغ تطلق نسخة جديدة من "جلاكسي فولد" القابل للطي

GMT 11:37 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات قاتلة طفليها في محافظة الدقهلية

GMT 21:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل وفاة 35 معتمرًا وإصابة 4 إثر حادث "مكة"

GMT 00:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تنتظر استدعاء النيابة بشأن الفيديو الإباحي

GMT 09:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن سلمان يلتقط صور"سلفي" في "الفورميلا أي"

GMT 07:39 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"جزر السيشل" في المحيط الهندي جنة لعشاق الطبيعة

GMT 19:26 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 20:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

المطربة ساندي تتعرض للإصابة خلال تصوير "عيش حياتك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon