توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاستضافة من حق الطفل

  مصر اليوم -

الاستضافة من حق الطفل

بقلم - سحر الجعارة

أعلم أن كثيراً ممن يعرفوننى جيداً كنصيرة للمرأة، ومحسوبة على الحركة النسوية لن يعجبهم هذا المقال.. لكننى «إنسانة» تركت قلبى يحس بمشاعر الطفل، فاضطهاد الأب هو اضطهاد للطفل نفسه.

قاموس الزواج المصرى لا يعرف الآية الكريمة: «وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف» (229- سورة البقرة)، الزواج فى مصر «إمساك» بقوة القانون، أو بالقهر والضرب والإذلال.. أما الطلاق فلا يعرف «الإحسان»؛ إنه معركة حربية يستبيح فيها أهل الزوجين كل الطرق غير المشروعة للتنكيل بالآخر، من: (قائمة المنقولات، النفقة، المؤخر، منزل الزوجية، حضانة الأطفال).. والغريب أن كل طرف يقول: (حقى شرعاً وقانوناً)!.

فجأة يتحول الطفل، الذى تكوَّن من امتزاج دماء الزوج بالزوجة، إلى «ورقة مساومة»، وكأنما جلس الطرفان على طاولة قمار، يعبثان بنفسية الطفل ومصيره، وأسلوب تربيته وتعليمه.. إنه الورقة الأخيرة فى معركة الثأر والعناد الذى لا تبدده عشرة ولا لحظة دفء جمعت الزوجين فى فراش كان قمة سترهما.فى مصر أكثر 4 ملايين طفل لأبوين منفصلين، معظمهم فى حضانة الأم، التى تشتعل مخاوفها من خطف الأب لضناها، وترفض أن يراه إلا فى (القسم أو النادى)!.

أما الأب المطلق فقد خسر أطفاله وفوقهم شقة الحضانة، وأصبح يتسول حق رؤية أطفاله لأنه (مدان إلى أن يثبت العكس).. وسبق أن قُدمت اقتراحات كثيرة لمشروع تعديل قانونى على مواد الرؤية، لتحويلها إلى استضافة، (حيث يتمكن الطرف غير الحاضن للطفل، الذى يكون فى معظم الأحيان الأب، من رؤية أبنائه وقضاء الوقت معهم يومين فى نهاية كل أسبوع، وشهراً كاملاً سنوياً فى إجازة الصيف).. لكن الدنيا قامت ولم تهدأ حتى الآن.

وكأن الطفل «سبوبة» والأب «فيزا كارد» عليه أن يمول حياته دون أن يمارس أبوته إلا من خلف القضبان، وما على الأب إلا أن يتابع صور ابنه وينشرها على صفحة «بابا بيحبك» على «الفيس بوك» ويحتفل بعيد ميلاده ونجاحه فى «العالم الافتراضى: (القانون يمنح الآباء حق الرؤية 3 ساعات أسبوعياً حتى الوصول إلى سن الحضانة بإجمالى 90 يوماً فقط خلال 15 عاماً)!.

صحيح أن التعنت بين المطلقين من الجانبين، وأن المرأة تدوخ على أبواب المحاكم لتحصل على حكم «النفقة».. لكن كيف يطاوعها قلبها أن تربى ابنها «شبه يتيم»؟قانون الأحوال الشخصية قديم منذ 1929، وتم تعديله كثيراً، وأصبح مليئاً بالثغرات والعيوب، ونحن لا نريد قوانين (ذكورية أو نسوية)، نريد قانوناً عادلاً منصفاً يراعى مصلحة الطفل ونفسيته فى المرتبة الأولى.

مشروع القانون يكتمل إذا ربطنا الاستضافة بالإنفاق الطوعى، وإذا لم يكن للأب سوابق إجرامية تهدد بخطف الطفل أو تهريبه خارج مصر، ومن الممكن إعطاء الأم الحق فى وضع الأطفال على قوائم الممنوعين من السفر أسوة بالأب، لتشعر بالأمان والاطمئنان على طفلها.

الاستضافة ليست حقاً للأب بقدر ما هى حق الطفل نفسه، فإذا كانت سن الحضانة تصل إلى 15 سنة، فكيف نتصور «مراهقاً» يتربى من دون أب يمر معه بتلك المرحلة الحرجة؟!.

للأسف الصراع بين المطلقين هو نفسه الصراع بين الحركة النسوية والرجل، فالرجل دائماً فى «قفص الاتهام»، وكأن المطلوب منه أن نجرده من أبوته لأنه أوقع الطلاق حتى لو تسببت فيه المرأة أو حصلت عليه خلعاً.

أتصور أن علينا إجراء مناقشة مجتمعية لنخرج بقانون واضح لحضانة الأطفال طبقاً لقوله الله تعالى: «لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ».. (الآية 233 - سورة البقرة).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستضافة من حق الطفل الاستضافة من حق الطفل



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon