توقيت القاهرة المحلي 03:15:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«نهى سالم» ضحية النقاب

  مصر اليوم -

«نهى سالم» ضحية النقاب

بقلم - سحر الجعارة

من قتل الطبيبة «نهى محمود سالم» بتلك الوحشية والهمجية فى تركيا؟. هذا هو السؤال الذى يحيّر محبيها على السوشيال ميديا، وأهالى الإسكندرية الذين خدمتهم على كل الشواطئ وفى كل الأماكن بحملتها المجتمعية «ما ترميش على الأرض». هل سددت «نهى» ثمن أفكارها بتشويه وجهها وحلق شعرها ورميها فى بارك عارية!.

تختصر «نهى» معاناتها فى مقدمة كتابها «لماذا خلعت الحجاب»، الذى نشر بالكامل على مدونة خاصة بها فى أكتوبر 2013، ومن فقرة الإهداء فقط، تستطيع أن تكوِّن صورة عن حياتها ومعاناتها مع أسرتها وخاصة زوجها السلفى وأولاده الثلاثة المعجونين بماء الشيطنة الوهابية، تقول فيه: «إلى كل الذين تألموا وتحملوا من العذاب والمعاناة فوق احتمال البشر بسبب تحولى الفكرى من الأصولية إلى العقلانية العلمية، والذين أرجو أن يعذرونى ويسامحونى ويتعاطفوا معى ويشعروا بالشفقة من أجلى بعد قراءة كتابى».

وتابعت: «إلى ابنى الأكبر الأصولى الذى رفض إقامتى فى منزله، وخاف على زوجته أن تتأثر بالعقلانية التى أعتنقها، وإلى ابنى الأوسط الأصولى الذى أفسد حياته الوسواس القهرى ولا يستطيع الشفاء منه بسبب الطقوس الدينية».

وأضافت: «إلى ابنى الأصغر الإخوانى الذى قاطعنى ورفض أن يسلم علىّ ويقبّلنى منذ سنوات عديدة عجزت عن عدها حتى هذه اللحظة، بسبب تحولى إلى العقلانية، وإلى أختى المهندسة المنتقبة التى كنت أنا سبباً فى ارتدائها النقاب وأشعر بتأنيب الضمير والمسئولية لعدم استطاعتها الخروج من الفخ والمصيدة مثلى».

«إلى أمى التى غرست فىّ القيم والأخلاق والمبادئ والمثل العليا والمحافظة على الرشاقة واللياقة البدنية والأسلوب الصحى فى الحياة والسعى الدائم نحو (الكمالية)، والتى لا ترحب بى للإقامة فى منزلها.. إلى حفيدى ذى العامين الذى أرجو أن ينشأ عقلانياً وليس أصولياً سلفياً كأبيه».

«إلى أبو أولادى وزوجى السابق الإخوانى الذى ضحى بعشرة وحب خمسة وعشرين عاماً زواجاً وكفاحاً مشتركاً على الحلوة والمرة وأحال حياتنا الزوجية جحيماً لا يطاق لأنى تحولت إلى العقلانية وانتهت قصة حب طويلة بسبب الآية «وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ».. انتهى الإهداء الذى حذفت بعض جمله.

لم تكن نهى ملحدة، لكنها كانت ربوبية تؤمن بالخالق عز وجل، وقبل حوالى 9 سنوات، حيث كانت مناقشة المختلف عنا موضة لإحراجه أو إحراقه كما حدث للبهائيين عقب ظهورهم على الشاشة، استضافتها المذيعة المثيرة للجدل «ريهام سعيد» لمناقشة أفكارها بمنتهى التعسف ومصادرة الرأى بحثاً عن اللقطة الشهيرة لهواة الشهرة: «اطلعى بره الاستوديو».

كانت نهى ترتدى فى الحلقة النقاب حتى لا تتعرض لخطر القتل من السلفيين المنتشرين فى الإسكندرية، لكن المذيعة بدون أى وازع أخلاقى سرّبت اسمها للإعلام.. أنا هنا أعدد من تربصوا بحياة نهى وهددوها وطاردوها.

الصديقة «ساندى توفيق» نشرت على «فيس بوك» أن «نهى» قد أبلغتها هى وبعض الأصدقاء المقربين أنها تزوجت فى تركيا قبل اختفائها بأسبوعين فقط ونشرت صورتهما معاً.

وتشير المعلومات إلى أن الطبيبة كانت قد طلبت من أحد أبنائها القدوم إلى تركيا لحضور مراسم زواجها، وبعد أيام قليلة وتحديداً فى 9 مايو الماضى انقطع الاتصال بها وأُغلق هاتفها تماماً.

وتبين أن المصرى الذى تزوج الطبيبة فى تركيا، من مدينة طنطا ويبلغ من العمر 45 عاماً ويعمل مترجماً للغة التركية، ولديه أعمال تجارية فى إسطنبول.

من قتل «نهى»؟ الإخوان والسلفيون الذين تربطهم بها رابطة دم.. أم الوحدة الشديدة التى عانتها بعد مقاطعة أهلها لها؟.. هل سددت نهى فاتورة تمردها على القهر السلفى وبيزنس الإخوان وصدامها مع الإسلام السياسى بين أفراد أسرتها؟.. أم أنها دفعت عمرها لمجرد تصديقها بأن هذا البلد يحمى «حرية العقيدة» ويرحب بحق الاختلاف والحوار الجاد.. وأن بيننا رجالاً يدركون أن التراث الدينى ملىء بالخرافات الدخيلة على الأديان جميعاً.. وأن تنقيته ضرورة ليبقى منارة للبشر!.

أم لأنها صدقت «رجلاً» أهداها حباً مزيفاً واستدرجها للزواج فى تركيا.. لكنه زفها لملك الموت إما تآمراً مع تيار سلفى-إخوانى أو لأنه نفسه متطرف فكرياً ودينياً.. أم لأسباب أخرى لا نعلمها.

سوف يبقى اسم «نهى محمود سالم» خالداً بشعارها «ما ترميش على الأرض» فلن ينساه أهل الإسكندرية.. وسوف تبقى هى نفسها باقية فى قلوب من أحبوا عذوبتها ورقتها ودفء شخصيتها المحبة للحياة المناصرة للمرأة الباحثة عن «نافذة تنوير» واحدة.. إنها نهى التى أشعلت شموعاً كثيرة ولم تلعن الظلام.. ويكفيها فخراً فى تاريخها بأنها كشفت «أكذوبة النقاب».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«نهى سالم» ضحية النقاب «نهى سالم» ضحية النقاب



GMT 08:58 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت أبيها

GMT 08:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب والتعامل مع حربَي غزة ولبنان

GMT 08:56 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديد الذي يمكن استكشافه!

GMT 08:55 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

يدور مع زجاجة ترمب حيث دارت!

GMT 08:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف فاز ترمب... ولماذا ستكون رئاسته الثانية مختلفة؟

GMT 08:52 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب صانع النجوم

GMT 08:50 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الكُتّاب والاستخدام غير الدقيق للكلمات

GMT 08:46 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الدور العائلي في فوز «ترامب»

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 05:51 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سامسونغ تطلق نسخة جديدة من "جلاكسي فولد" القابل للطي

GMT 11:37 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات قاتلة طفليها في محافظة الدقهلية

GMT 21:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل وفاة 35 معتمرًا وإصابة 4 إثر حادث "مكة"

GMT 00:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تنتظر استدعاء النيابة بشأن الفيديو الإباحي

GMT 09:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن سلمان يلتقط صور"سلفي" في "الفورميلا أي"

GMT 07:39 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"جزر السيشل" في المحيط الهندي جنة لعشاق الطبيعة

GMT 19:26 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 20:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

المطربة ساندي تتعرض للإصابة خلال تصوير "عيش حياتك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon