توقيت القاهرة المحلي 20:48:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة سلام لمسيحيي العالم

  مصر اليوم -

رسالة سلام لمسيحيي العالم

بقلم - سحر الجعارة

كانت المرة الأولى التى أسمع عن مسار العائلة المقدسة فى مصر، وأتفقد مواقعه، فى عهد الدكتور ممدوح البلتاجى، وزير السياحة المصرى الأسبق، رحمه الله، الذى أعد المشروع كاملاً، وطبعت وزارة السياحة فى عهده كتاباً عن مسار العائلة المقدسة باللغتين العربية والإنجليزية، وحضرت معه -ضمن مجموعة صحفيين- البروفة النهائية لعرض الفيلم الوثائقى الذى أعدته الوزارة وكان العرض بكنيسة المعادى.

ترك «البلتاجى» الوزارة ليصبح وزيراً للإعلام، وأغلقت صفحة مهمة فى ذاكرة التاريخ القبطى، قبل أن تكون أحد أنماط السياحة الدينية فى مصر.. ومن ينسب هذا المشروع لغير «البلتاجى» كاذب حتى النخاع، وكل من حضروا الإعداد له ما زالوا شهوداً على الحدث.. حتى تاريخ كتاب وزارة السياحة يشهد بذلك!.

ظل الملف يفتح ويغلق، وتخرج تصريحات خجولة مترددة، حتى قرر الحبر الأعظم البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، دعوة مسيحيى العالم وحثهم على زيارة مسار العائلة المقدسة فى مصر والتى تعتبر بمثابة الحج المقدس.. وأقام البابا فرنسيس القداس الذى بارك خلاله أيقونة رحلة العائلة المقدسة فى مصر عام 2017.. داعياً العالم لزيارة مصر.

وألقى الحبر الأعظم كلمة للحاضرين، قال فيها إن مصر بلد السلام وعاش فيها يسوع وأرض الحضارة والثقافة، ودعا لمصر أن تكون دائماً فى سلام.

وأضاف بابا الفاتيكان أنه يتذكر بمودة الزيارة الرسولية لأرض مصر الطيبة ولشعبها الكريم، مشيداً بهذه الأرض التى وصفها بأنها (الأرض المباركة عبر العصور بدم الشهداء والأبرار الثمين، والتى عاش فوقها القديس يوسف والعذراء مريم والطفل يسوع والكثير من الأنبياء).. وفى ختام كلمته قال البابا إن مصر هى (أرض التعايش والضيافة.. أرض اللقاء والتاريخ والحضارة).

بكل هذا الوعى والضمير الدينى اليقظ والمدد الروحى يمد البابا فرنسيس جسور المحبة مع مسيحيى مصر ومسلميها، وكأنه يقول فى رسالته: أنا معكم.. أصلى من أجل المحرومين والمهمشين، والأرامل والأيتام، للمرضى والمحتاجين. إنها رسالة مفادها أن حضارة مصر وثقافتها وسماحتها هى الوحيدة القادرة على تخفيف آلام الجميع، وأن أيديولوجية الشر تقتل المحبة، وتنشر حروب إبادة الآخر وتصفية التنوع.. وهكذا تظل مصر هى الملاذ.

حرص البابا فرنسيس، بمباركته لرحلة العائلة المقدسة فى مصر، على تحسين الصورة الذهنية عن مصر بشكل كبير، والترويج السياحى لمصر السلام.. فهناك نحو مليار و300 مليون شخص كاثوليكى بالعالم، وهناك إقبال كبير للحج للعالم وليس للمسيحيين الشرقيين فقط، فالحج الفاتيكانى لمصر يخاطب العالم كله، ونحن نحتاج لزيادة أعداد الحجاج الوافدين لمصر خلال الفترة الحالية.

وفى العام نفسه، تمت مراسم مباركة أيقونة الحج المقدس، وتردد الوفد المصرى على الفاتيكان، وكذلك مع المؤسسة الرومانية للحج بدولة الفاتيكان؛ لعرض خطة وزارة السياحة لإحياء مسار العائلة المقدسة فى مصر، وتجهيز الـ8 مواقع الأثرية التى يشملها المسار المكون من 25 نقطة كمرحلة أولى وهى: كنيسة أبوسرجة، الكنيسة المعلقة، أديرة وادى النطرون الثلاثة (الأنبا بيشوى - السوريان - الباراموس)، كنيسة بجبل الطير، دير المحرق بجبل قسقام، دير العذراء بجبل درنكة.

والحقيقة أننى أفخر بأن مسار العائلة المقدسة فى مصر هو ملك لكل الإنسانية، ولا يقتصر على ديانة أو مذهب.. وهو توثيق لرحلة أشهر سائح فى العالم، وأقدم رحلة سياحية معروفة وموثقة تاريخياً ودينياً.. وقد أقر البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، الشعار الرسمى الذى سيُستخدم فى لافتات مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة فى مصر ومطبوعاته، فى ضوء الجهود المبذولة للانتهاء من النقاط الـ25 للمسار بين جميع الجهات المعنية.

وكما قال قداسة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، جملته الشهيرة بأن السيد المسيح أصغر سائح فى العالم.. ومع تسجيل الاحتفالات برحلة العائلة المقدسة إلى مصر فى اليونيسكو، ومباركة بابا الفاتيكان لأيقونة رحلة العائلة المقدسة فى مصر، خاصة بما يمثله الفاتيكان من مكانة ككيان روحى، خاصة للمذهب الكاثوليكى.. بقى أن تقوم مصر بدورها فى الترويج لهذا المنتج السياحى المهم للبشرية.. وأن تقدم لمسيحيى العالم رسالة سلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة سلام لمسيحيي العالم رسالة سلام لمسيحيي العالم



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 19:40 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

بيومى فؤاد مع محمد رمضان لأول مرة في السينما
  مصر اليوم - بيومى فؤاد مع محمد رمضان لأول مرة في السينما

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 15:58 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين الجسمي يحتفي بيوم العلم الإماراتي

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 10:40 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 04:30 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة الفائزين بـ"جوائز الكرة الذهبية" 2024

GMT 07:31 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

نوريس يفوز بجائزة ميامي لسباقات فورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon