توقيت القاهرة المحلي 04:26:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مو صلاح» في مرمى الإخوان

  مصر اليوم -

«مو صلاح» في مرمى الإخوان

بقلم - سحر الجعارة

«الإنسان - الرمز» لا يسكن خانة الدفاع عن نفسه، (عن مواقفه ودعمه للإنسانية ورسالته لنشر الحب والتسامح والسلام)، إنه يكتفى عادة بأن يكون طبيعياً بعيداً عن التصنع والافتعال وفبركة الأخبار.. مهما حاول تيار «الإسلام السياسى» النيل من مصر بهدم رموزها السياسية والفكرية والفنية والرياضة.

أتحدث عن رمز البطولة والنجاح والتفوق «محمد صلاح»، نجم ليفربول الإنجليزى ومنتخب مصر، الذى يتربص به الإخوان ومريدوهم وجمهورهم على السوشيال ميديا، والذى يتعرض كل عام إلى حملة شرسة وقذرة من الإخوان والسلفيين، خصوصاً قرب احتفالات الكريسماس، فى محاولة لاستخدامه كأداة لتكفير المسيحيين وتحريم الاحتفال بأعياد الميلاد وكذلك للهجوم الشرس على الغرب الذى يحتضن فلولهم الهاربة من مصر ورغم ذلك يكفرونه ويهيلون عليه التراب!.

«حزب الكراهية» يحاول أن يغرس فى نفوس الشباب أننا فُطرنا على التعصب، وأن إيماننا لا يكتمل إلا بالتفتيش فى عقيدة الآخر، وشق صدور البشر لتحديد موقعهم فى خانة «الإيمان» وفقاً لأحكامنا ومقاييسنا والكتالوج الذهنى الذى صممناه بأنفسنا.. ثم نقف فى المرآة ونردد ببلاهة: «أنا مؤمن والباقون كفار»!.

«مو صلاح» لا ينطبق عليه كتالوج الكراهية ونفى الآخر ومصادرة الحريات ونشر العنف والتطرف، إنه إنسان متسامح «طبيعى» ليس له أعداء، محب للحياة وللبشر، يحتفل بالهالوين مع أطفاله، أو يذهب مع زملائه ومدربه فى الفريق، إلى مستشفى للأطفال فى ليفربول ليحتفل معهم بعيد الميلاد، وهو ما أثار جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعى.

النجم الأشهر هنا يكرس فكرة «المحبة» فى نفوس ملايين من المحبين والمتابعين، سواء لمرضى الأطفال أو لأعياد المسيحيين (وهذه جريمة فى نظرهم)!.

المحبة والتسامح مع الديانات الأخرى تفسد مشروع الإسلام السياسى، القائم بالضرورة على الفتنة الطائفية لتفتيت الأوطان ونشر الكراهية وبث الفرقة والصراع والتمزق (وهو الدور الذى يتولاه «أبوتريكة بجدارة»).

«أطفال غزة يموتون».. هذا عنوان الهجوم العنيف الذى شنته اللجان الإلكترونية للإخوان على صلاح بسبب احتفاله بعيد الميلاد مع الأطفال فى ظل الحرب فى قطاع غزة.. بينما جميع فريق الهجوم ينعمون مع أطفالهم بالسكينة والأمان وأولهم السافل الوقح «محمد ناصر» الذى قاد الحملة والذى لم يترك «شخصية مصرية وطنية» إلا وحاول تشويهها بالأكاذيب والافتراءات.

ماذا يفعل «محمد صلاح» لأطفال غزة أكثر مما فعل: الفيديو الذى ندد فيه بالحرب الوحشية، وتبرعه بـ100 مليون جنيه مصرى؟!!. أطفال غزة مسئولية قادة حماس «إسماعيل هنية وخالد مشعل ويحيى السنوار»، هؤلاء من أعلنوا الحرب على دولة نووية وقادوا هذه الحرب الانتحارية من فنادق أوروبا والعواصم العربية، وقرروا أن تكون الخنادق والملاجئ لقادة كتائب «عز الدين القسام»، وتركوا الأطفال والعجائز والمدنيين العزل تحصدهم آلة الحرب الجهنمية.

«صلاح» مسئول فقط عن مصيره ومصير أسرته، عن تحقيق طموحه ورفع اسم بلده والانحياز للإنسان فى ظهوره العام.. حتى التبرع كان اختياره ولم يكن مجبراً عليه.. «محمد صلاح» إنسان حر لا أحد يملك أن يقاسمه مواقفه أو يملى عليه اختياراته.. نحن فقط نتقاسم معه البهجة ونحن نتابعه فى الملاعب.

لكن كون صلاح «لاعباً دولياً» وواجهة لمصر جعل منه «صيداً سميناً» لأعداء مصر أعداء الحياة «الإخوان والسلفيين»، من الفتاوى التكفيرية التى كانت من نصيب «صلاح» لأنه سجد شكراً لله بعدما أحرز هدفاً، فطالبه الداعية السلفى «هشام البيلى» بـ(التوبة وترك كرة القدم).

وهنا يجب أن نتوقف طويلاً لأننا نسمع نفس الآراء التى أدت إلى اغتيال المفكر «فرج فودة».. حول «اللباس الشرعى» للاعب الكرة، وتحريم لعب الكرة نفسها.. وبحسب نص كلام «البيلى» فقد ارتكب «صلاح» عدة معاصٍ، منها أنه: (قد كشف عن فخذيه.

وربما ضيّع بعض الصلوات، ودخل فى «مقامرات!»، وأقر الاختلاط فى المدرجات بين النساء والرجال بما يترتب عليه من «زنى!» ومن حرق وسفك للدماء فى الملاعب).. وعليه فقد قرر «البيلى» أن «محمد صلاح» لا يمثل الإسلام، وأنه يرتكب معصية، وعليه أن يتوب، ويترك اللعب، ويتعلم «العلم الشرعى»!!

والحقيقة أن التصدى لأفكار السلفيين، والمطالبة بحل الأحزاب الدينية التى ترعاها الدولة خلافاً للدستور، قد أصبح مهمة سخيفة، وعبئاً نفسياً يتجدد -كل يوم- مع انفجار «لغم جديد» فى وجوهنا.. وفكرة تجاهل الدولة لغلق منابر السلفيين على الشبكة العنكبوتية أصبحت مستفزة.. والكاتب منا لا ينوبه إلا التشهير بسمعته من اللجان الإلكترونية السلفية.. دون أى «غطاء رسمى» يشير على الأقل إلى أننا -فعلاً- فى «دولة مدنية» تستحق أن ندافع عنها!.

فى كل موقف يتعرض «محمد صلاح» للتصفية المعنوية وماكينات «اغتيال الشخصية»، مثلما يحدث للبعض منا، أكتشف أن مصر سوف تظل مستهدفة بقائدها ورموزها واقتصادها وعلاقاتها الدولية.. وأن العدو أشرس مما نتخيل.. لكننا نسدد ضريبة الوطن راضين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مو صلاح» في مرمى الإخوان «مو صلاح» في مرمى الإخوان



GMT 08:58 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت أبيها

GMT 08:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب والتعامل مع حربَي غزة ولبنان

GMT 08:56 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديد الذي يمكن استكشافه!

GMT 08:55 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

يدور مع زجاجة ترمب حيث دارت!

GMT 08:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف فاز ترمب... ولماذا ستكون رئاسته الثانية مختلفة؟

GMT 08:52 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب صانع النجوم

GMT 08:50 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الكُتّاب والاستخدام غير الدقيق للكلمات

GMT 08:46 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الدور العائلي في فوز «ترامب»

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 05:51 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سامسونغ تطلق نسخة جديدة من "جلاكسي فولد" القابل للطي

GMT 11:37 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات قاتلة طفليها في محافظة الدقهلية

GMT 21:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل وفاة 35 معتمرًا وإصابة 4 إثر حادث "مكة"

GMT 00:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تنتظر استدعاء النيابة بشأن الفيديو الإباحي

GMT 09:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن سلمان يلتقط صور"سلفي" في "الفورميلا أي"

GMT 07:39 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"جزر السيشل" في المحيط الهندي جنة لعشاق الطبيعة

GMT 19:26 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 20:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

المطربة ساندي تتعرض للإصابة خلال تصوير "عيش حياتك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon