توقيت القاهرة المحلي 00:10:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التاريخ لا يرحم المغفلين

  مصر اليوم -

التاريخ لا يرحم المغفلين

بقلم - سحر الجعارة

قل ما شئت عن ثورة 25 يناير 2011، فلن تُبدل «الحقيقة» التى عاشها المصريون مهما أبدع البعض فى تبديل الأدوار والأقنعة وإلباس الحق بالباطل!

كنت هناك فى «ميدان التحرير»، وكان معى ملايين النساء والرجال والشباب، كان معى «أصدقاء» بدّلوا قناعاتهم واعتبروا أن «30 يونيو» تجبّ ما قبلها (!!).

«أصدقاء» بعضهم اعتبر أن واجبه الآن هو «الثورة» على من ثاروا، وفتحوا «بالوعات» الخيانة والعمالة والتربّح، وأن معاداة هؤلاء «فرض عين»، أما مواجهة «إرهاب الإخوان» فهى «فرض كفاية» تنوب عنهم فى تأديته «القوات المسلحة» والحالمون -من أمثالى- فى القيام به.

والبعض الآخر اعتبر أن «رسالته» هى الاعتراف بالفلول، ومساندتهم ليعودوا إلى المشهد العام، تكفيراً منهم عن «ذنب يناير»! انقسمت دائرة الأصدقاء مثل قطعة مرآة تهشّمت وأصابت شظاياها وجوهنا جميعاً، فلم نعد نرى ملامحنا القديمة.. كلنا نصرخ فى آنٍ واحد: (العن فساد مبارك، أو فاشية الإخوان، أو حركة 6 أبريل، أو الاشتراكيين الثوريين.. إلخ).. المهم ألا تسمع إلا صوتك.. لقد خسرت: «عزيزى المناضل» حقك فى التغيير.. فى التعبير.. منذ صدّقت «البرادعى» وراهنت على نزاهة «صندوق الانتخابات».

ثلاثون عاماً من الفساد السياسى والاقتصادى كانت كفيلة بأن يسمع الشعب الصوت الحزين القادم من تونس: «لقد هَرِمنا»، ليشعر بأن «حلة البخار المضغوط» قد آن أوان انفجارها.. ولو بصرخة، بلافتة، باعتصام مفتوح، دون أن يسأل أحد: «من يحكم ميدان التحرير؟».. كان المهم وقتها أن يسقط النظام الذى شاخ، وأن يُبطل الشعب مفعول قنبلة «التوريث».. ولا تزال علامات الأسئلة مطروحة حول ثورة 25 يناير 2011.. دون أن يفتح أحد «الصندوق الأسود» الذى غيّر مسار التاريخ!

مَن خطط لسيناريو «الفوضى»؟.. أين كانت «الأجهزة» بينما الكيانات الإرهابية تتسلل داخل البلاد لاقتحام السجون؟.. لماذا تركونا نشم «الجزيرة» حتى أدمناها، ولم نكتشف «الإخوة الأعداء» إلا مع سقوط «الإخوان»؟!

لم يسأل من شارك فى «25 يناير»: وماذا بعد «مبارك»؟.. ولم يعرف حتى الآن: من الذى قتل «الشهداء»؟.. هل كانت مؤامرة خارجية لإسقاط الدولة؟.. المؤكد من واقع «يوميات الدم» أنها كانت ثورة شعبية حين وصلت البلاد إلى حالة «انسداد سياسى» ولم يعد الصمت مقبولاً ولو بالإكراه.. ولم يعد التراجع ممكناً.

تخيل أن الشعب الذى كان يناضل بـ«النكتة» تحوّل شبابه وشيوخه إلى «شعب ثائر»، يتلقى بصدره العارى طلقات الخرطوش التى خطفت «نور عيوننا»، ويعتاد رائحة «الغاز المسيل للدموع»، حتى خسر الرهان على المستقبل باختطاف الثورة.. لأنها كانت «ثورة بلا عقل» بلا «قيادة موحدة».. صحيح أنها فتحت «بالوعات» الخيانة والعمالة والتربح، وأن الإرادة الشعبية التقت المؤامرة العالمية.. لكن لا تلوموا الشباب الطاهر الذى استُشهد فى ميادين التحرير، بل حاسبوا من تاجر بهم.. من أكل على كل الموائد وعاد للمشهد الآن دون حياء!

لا داعى لضرب «25 يناير» بـ«30 يونيو».. فمَن صنع «25 يناير» شارك أيضاً فى إسقاط الفاشية الدينية فى 30 يونيو، دون أن يدّعى «البطولة».. وليس انحياز القوات المسلحة فى الثورتين إلا دليل إدانة لنظامى «مبارك ومرسى».. لكن أغلبية من حرروا البلاد من الفساد والاستعباد انسحبوا بعدما أصبحت تصفية رموز يناير وتشويههم «واجباً وطنياً»!

ثورة 25 يناير 2011 التى يعترف بها دستور 30 يونيو، يقول عنها الرئيس «عبدالفتاح السيسى» إنها عبّرت عن تطلع المصريين لبناء مستقبل جديد لهذا الوطن ينعم فيه جميع أبناء الشعب بسبل العيش الكريم. لكن الاندفاع خلف شعارات براقة دون «برنامج عاقل» أو «قيادة حكيمة»، واستغلال غضب الجماهير من قبَل جماعة الإخوان الإرهابية وبعض القوى الخارجية جعل من الثورة التى يُفترض أن تكون «نقية» ووطنية خالصة، جعل منها مزاداً طُرح فيه أمن مصر القومى واستقرارها واقتصادها «لمن يخرب أكثر».. ولهذا عاد الرئيس «السيسى» ليقول عن «25 يناير» إنها كانت سبباً فى «الخراب والدمار» الذى كانت تشهده البلاد لولا «العناية الإلهية»، على حد تعبيره.

وأضاف الرئيس: «لن أنسى ما حدث فى عام 2011، والمفروض لا ينسى المصريون هذا العام»، مؤكداً «أن العناية الإلهية هى التى أنقذت مصر من الخراب والدمار من أجل 100 مليون مواطن».. «أنقذ الله مصر من أجل البسطاء لحكمة إلهية. فهل نكرر نفس المسار؟».

هذه القراءة ليست متناقضة، فالسير دونما عقل سياسى أوصلنا لهذا المصير البائس، وبراءة الشباب والنويا الحسنة للملايين من الشعب لا تُعفى «25 يناير» من أوزارها.. وأنا أقبلها كما هى، فالتاريخ لا يرحم المغفلين!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاريخ لا يرحم المغفلين التاريخ لا يرحم المغفلين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 15:58 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين الجسمي يحتفي بيوم العلم الإماراتي

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 10:40 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 04:30 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة الفائزين بـ"جوائز الكرة الذهبية" 2024

GMT 07:31 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

نوريس يفوز بجائزة ميامي لسباقات فورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon