توقيت القاهرة المحلي 04:32:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قراءة طالع العام الجديد

  مصر اليوم -

قراءة طالع العام الجديد

بقلم - سحر الجعارة

كيف نتعامل مع عام 2024 فى أيامه الأولى؟.. من أين نبدأ؟.. هل من هذا الكم الهائل الذى غرقنا فيه من التنجيم وقراءة الطالع والتاروت وجرعة التفاؤل والتشاؤم لكل برج؟.. أم نحمل أحلامنا المعلقة فى صور يزدحم بها الحائط لنقتص من السنوات الضائعة المحملة بالأوجاع والهزائم.. كأن عجلة الزمن كفيلة بأن ترفع القهر عن البشر وتحقق الأمنيات المستحيلة؟

هل ندخل العام الجديد بنفس أدواتنا، نندب حظنا ونشكو الغلاء ونلعن الظروف، نترحم على أيام زمان والخل الوفى الذى تاه فى الزحام.. أم نستبدل بها أمنيات جديدة أكثر منطقية وفاعلية، تتحلى بالحكمة والرغبة فى اقتحام أمواج الحياة المتلاطمة والتغلب عليها.. وقهر كل الصعاب التى تقف أمامنا؟!.

الواقع يقول إن الأزمة الاقتصادية تطوق العالم، والحروب والنزاعات المسلحة تدق حدودنا بعنف، فتزيد الاقتصاد وهناً.. كوابيس ملغمة تنفجر فى وجوهنا كل ليلة من فلسطين إلى السودان إلى أوكرانيا.. ونحن غارقون فى المشكلة إما بمحاولات التسوية أو بدفع فاتورة وتداعيات الحرب.. وجميعها لم نكن طرفاً فيها ولم نخترها.. لم نختر حتى أن نقول لا فى وجه ملايين اللاجئين لحضن مصر، فزادت أسعار العقارات والإيجارات على الشباب الذى يختصر «حلم الوطن» بأكمله.

لقد اعتدنا أن نستقبل العام الجديد بفتاوى السلفيين الداعشية بتحريم تهنئة المسيحى بعيد الميلاد المجيد، وترديد فتاوى ابن تيمية التى يعيدون نشرها فى كل مناسبة، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعى، لنشر أيديولوجياتهم المتطرفة التى تدعو إلى العنف ونفى الآخر، وتسرى الفتاوى الشاذة والمغرضة للقرضاوى و«برهامى» كالنار فى الهشم.. رغم أن الفاطميين كانوا أول من احتفل بميلاد السيد المسيح.. فهل تبدأ العام الجديد بالبحث عن هويتك الوطنية؟

«لا شىء يقلقنى».. فأنا قد حققت ما استطعت من طموحى وأحلامى، لكن واقع الشباب وأحلامهم المشروعة توجعنى.. لقد أصبح الواقع المادى يدهس أحلام الشباب ويضعها فى خانة «المستحيل».. ولا أريد الدخول فى تفاصيل الحروب والأوبئة والسياسات التى أدت لذلك.

أنا أحزن عندما أرى الشباب لا يقرأ، هل سيعود المجتمع للقراءة والمعرفة واحترام العلم والعلماء، ويسأل الشباب من جديد ويجد من يداوى حيرته ويجيب تشككه من الأدباء والفلاسفة؟

أشعر كأننى أفتش عن عالمى الذى نشأت فيه، وكأنه «المدينة الفاضلة» التى لا بد أن ينشأ فيها الجميع.. هذا العالم لم يعد له وجود، أصبح منسياً لا أحد يتذكره.. لا أحد يتحدث عن ملمس الكتاب ورائحته ومتعة أن تكتب شعراً وتهديه لمحبوبتك.. أبطال عالمنا الجديد مختلفون، أغلبهم أبطال من ورق: البعض تراقص على «تيك توك» أو قدم مشاهد عبثية، والآخر أتقن السب والتشهير بكريمة المجتمع على السوشيال ميديا فعرفت الملايين والأضواء طريقها إليهم تماماً مثل مغنى المهرجان الذى اشتهر بأغنية تحوى ألفاظاً نابية.. أرفض أن يكون هؤلاء «القدوة والرمز» لمعظم جيل الشباب الذى تجمد وفى يده موبايل وإنترنت!.

صحيح أن لدينا صفوة أخرى من الشباب تعمل وتجتهد.. لكنهم للأسف ليسوا الأغلبية.. والمشكلة أن العالم يضيق بفرص العمل والزواج لهم جميعاً.

الترحم على أيام زمان ليس حالة «نوستالجيا» بل هو عودة للبحث عن «قيمة الأشياء» ومعنى الحياة.. عن أهداف تبدأ بالإنسان وتنتهى بالوطن.. فالمجتمع هو حصيلة الأفراد الذين فرمتهم آلة الزمن ودفعتهم جميعاً على قضبان المادة ليتهاوى مفهوم «القيمة» من بين أيديهم.

ليس لدىّ «أجندة عمل» للإصلاح.. إنها مجرد خواطر على هامش عام جديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة طالع العام الجديد قراءة طالع العام الجديد



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 00:02 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب
  مصر اليوم - هيفاء وهبي تعود بعد 7 سنوات بمية دهب

GMT 05:51 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سامسونغ تطلق نسخة جديدة من "جلاكسي فولد" القابل للطي

GMT 11:37 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات قاتلة طفليها في محافظة الدقهلية

GMT 21:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل وفاة 35 معتمرًا وإصابة 4 إثر حادث "مكة"

GMT 00:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تنتظر استدعاء النيابة بشأن الفيديو الإباحي

GMT 09:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن سلمان يلتقط صور"سلفي" في "الفورميلا أي"

GMT 07:39 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"جزر السيشل" في المحيط الهندي جنة لعشاق الطبيعة

GMT 19:26 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 20:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

المطربة ساندي تتعرض للإصابة خلال تصوير "عيش حياتك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon