توقيت القاهرة المحلي 21:31:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نزوات «نتنياهو» العسكرية

  مصر اليوم -

نزوات «نتنياهو» العسكرية

بقلم - سحر الجعارة

كشفت إسرائيل عن وجهها القبيح فهى لا تخجل من خرق اتفاقية السلام «كامب ديفيد»، ولا تحترم المواثيق والمؤسسات الدولية، إنها تستخدم سياسة «الأرض المحروقة» للوصول إلى أقذر مخطط استيطانى بتهجير 1٫4 مليون فلسطينى من رفح الفلسطينية إلى رفح المصرية ليس لخلق ما يسمى بالوطن البديل للفلسطينيين بل للتوسع على حساب الأراضى المصرية وهو الحلم الذى قد يتحول إلى كابوس يقضى على «نتنياهو» سياسياً وعسكرياً.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن دبلوماسى غربى كبير فى القاهرة قوله إن المسئولين المصريين حثوا نظراءهم الغربيين على إبلاغ إسرائيل بأنهم يعتبرون أى تحرك لإجبار سكان غزة على العبور إلى سيناء بمثابة انتهاك من شأنه أن يعلق فعلياً معاهدة السلام لعام 1979.

وبحسب الصحيفة قال مسئول غربى كبير آخر ومسئول أمريكى ومسئول إسرائيلى إن الرسالة كانت أكثر مباشرة، حيث هددت مصر بتعليق المعاهدة إذا دفع الجيش الإسرائيلى سكان غزة إلى مصر.

إلا أن وزير الخارجية المصرى «سامح شكرى»، استبعد تماماً هذا الأمر وقال فى تصريحات صحفية: (لقد حافظت مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل على مدار الـ40 عاماً الماضية، التى تم بموجبها إقامة العلاقات بين البلدين، فدائماً ما تحافظ مصر على التزاماتها ما دام الأمر تبادلياً بين الطرفين، ولذلك سأستبعد أى تعليقات تم الإدلاء بها فى هذا الشأن).

وبينما تلتزم مصر سياسة ضبط النفس والثبات الانفعالى أمام التصريحات المتهورة لنتنياهو، يدور خلاف جديد بين رئيس الوزراء الإسرائيلى، والجيش بشأن مسار حرب غزة، وهذه المرة سببه رغبة الجيش فى عدم اجتياح مدينة رفح الفلسطينية حالياً، تجنّباً للصدام مع مصر، وفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت».

وقالت الصحيفة، فى تقرير لها، إن نتنياهو اتهم الجيش الإسرائيلى بأنه يماطل فى تنفيذ تعليماته بالاستعداد لتنفيذ هجوم على رفح، معللة ذلك بأن الجيش له وجهة نظر تجعله لا يريد صداماً مع مصر فى الوقت الراهن.

السؤال الذى يطرح نفسه الآن: هل تدفع مصر ثمن نزوات نتنياهو العسكرية ونزعته الاستعمارية؟. يبدو الموقف المصرى رصيناً للغاية فى مواجهة استفزازات نتنياهو، صحيح أنه تم بالفعل تأمين الحدود مع رفح الفلسطينية بشكل مشدد، وقد تلجأ مصر لتعزيز الوجود العسكرى فى سيناء (بما تسمح به كامب ديفيد).. لكن التلويح بحرب عسكرية بين أكبر جيشين فى الشرق الأوسط هو بمثابة تفجير للمنطقة بأكملها.

المؤكد الآن أن «حل الدولتين» قد دهسته المجازر الإسرائيلية، وأن العودة إلى طاولة المفاوضات ليست مدرجة على جدول أعمال الكيان الصهيونى، «نتنياهو» يسعى إلى خلق مستنقع حربى تغرق فيه ملاحقته قضائياً، وربما تستعيد حكومته بعضاً من مصداقيتها بتوسيع دائرة الحرب، بعدما أعلن الإعلام الإسرائيلى الحرب على حكومته، وقد انتقدته صحيفة «هآرتس» العبرية، إذ وصفته عشية 100 يوم من الحرب على قطاع غزة بـ«سيد الإخفاق متعدّد المجالات»، مشيرة إلى فشله على أصعدة الأمن والدبلوماسية والاقتصاد.. هو إذن يحلم بنصر زائف على حساب «السيادة المصرية».

وفى القلب من النزاعات الإقليمية والدولية، وتعارض المصالح وتشابكها، تظل «السيادة المصرية» غير قابلة للمساومة أو التفاوض.. لقد سددت مصر من دماء أبنائها ثمن كل حبة رمل فى سيناء، ودعمت القضية الفلسطينية سياسياً واقتصادياً رغم أزمتها الاقتصادية: مصر ليست «دولة غازية» ولن تبادر بإطلاق رصاصة واحدة، وقد قالها الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، القائد الأعلى للقوات المسلحة، مراراً وتكراراً: (نحن لا نتدخل فى الشئون الداخلية لدول الجوار).. لكننا قد ندخل سريعاً فى حديث عن «حق الدفاع عن النفس»!.

لقد وقفت مصر بحسم أمام مشروع تهجير الفلسطينيين إلى سيناء «الوطن البديل»، وسعت دائماً إلى حلول دبلوماسية لوقف الحرب أو عقد هدنة على الأقل، وهو ما تحقّق بالفعل.. ثم بدأت «حرب كلامية» تهدّد خلالها إسرائيل بمعركة عسكرية للاستيلاء على محور فيلادلفيا.. أعقبها الحديث عن اجتياح جنوب غزة «رفح»، وكان آخرها تأكيدات عضو حكومة الحرب الإسرائيلية، بينى غانتس، بأن تحركاً عسكرياً واسع النطاق سيحدث بالفعل فى مدينة رفح فى جنوب قطاع غزة، وهو ما يجبر الفلسطينيين على النزوح الجماعى.. وهذا التهور من جانب «نتنياهو» وحكومته لا يضع مصر فى أزمة، بل يدفع بالشرق الأوسط كله إلى حرب إقليمية بل وعالمية!.

مصر سوف تلتزم بضبط النفس واحترام الاتفاقية الموقعة عليها، وكذلك الاحتكام للمؤسسات والهيئات الدولية.. لكن عند المساس بأمنها القومى، فإن قواتنا المسلحة جاهزة لردع من تسول له نفسه الاقتراب من حبة رمل من أرض مصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نزوات «نتنياهو» العسكرية نزوات «نتنياهو» العسكرية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon